يَمينَ الله قد فقهتْ حواري
لأني في الحقائق لا أماري
تُريد هوية ضلتْ وخابتْ
تقودُ إلى التحلُّل والدمار
ولو أصحابَها نفعتْ لسادت
ولكن صَفّدتْهم بالبوار
ولستُ أعيب لفظاً أو لساناً
ولكني أعيب على الصَّغار
وهل للضاد في الدنيا مثيلٌ؟
أجيبيني ، ولا تخشَيْ قراري
تُربين الصِغارَ على التردي
كما حاق التردي بالكبار
نعم أتعلمُ اللغة احتساباً
ويَبقى الدين ذخراً للديار
ويبقى الدين درباً للمعالى
ودِرعاً للورى منَ الانحدار
ويبقى الدين للموتى حياة
ومنهاجاً يقودُ للازدهار
ويبقى الدين للأطفال حِصناً
يَقيهم من ذرائع الانتحار
صغاركِ كالبراعم ، فاحفظيهم
ودعكِ من السقوط والانكسار
أقول: أمانةٌ ، والكل راع
ويوماً تُسألين عن الصَّغارِ
لمَ التقليدُ للقوم الخزايا؟
وهل فُضلى تسير كما الجواري؟
علمتُكِ في الحقيقة بنتَ عزَّ
شَمختِ كما كُريماتِ النَّجار
عوارٍ كلُّ أموالٍ وجاه
وسوف تُرَدُّ هاتيك العواري
وهل خفيتْ أساليبُ النصارى
عليكِ فبُؤت منهم باغترار؟
أكلتِ طعامهم ، فانسقت طوعاً
وبئس السير في أخزى مسار
معاول هدمهم هدّتْ قوانا
وكم أهدوا لنا أشقى الثمار
لذا ضاعت هويتنا ، وضعنا
وأصبحنا طعاماً للضواري
كأنا لم نذقهم أي بأس
فما حطينُ؟ ما ذات الصواري؟
هو التاريخ يذكر لا يُحابي
سليه لتشربي كأس اعتبار
همُ الأعرابُ بالإسلام حازوا
ذرى الأمجاد في أسمى شعار
ولم يستسلموا يوماً لغازٍ
ولكنْ جرّعوه لظى المَرار
ولم يتقبلوا دنس المخازي
ولو سَلَّ العِدا سيفَ الحصار
لماذا اليوم طالتْنا الأعادي
ونرضخُ للتفاوض والحوار؟
لماذا عيشنا أمس شقاءً
يُداول تحت مطرقة السُّعار؟
وكيف يطيب عيش في حروب
لها بوقٌ يُضخم في الأوار؟
وعظتُكِ يا أخية ، فاستجيبي
فإن الحال يؤذنُ بانفجار
تريْن قد انتظرتُ ردود سُؤلي
وأخشى أن يَضيق بيَ انتظاري
فيا مَن في دجى التغريب غاصت
ألا فلتحسمي أمضى قرار
ولا تستثقلي منَّي الوصايا
أوضَّحُها كما شمس النهار
حريصٌ أن أبلغ هَدْيَ ربي
فإني للهُدى دوماً حَواري
وأنتِ اليومَ للأعداء صيدٌ
وما لي في الصراحة من خيار
عليكِ ذئابُهم تعوي طويلاً
لنزع السَّتر من بعد الخمار
بحيلة مشفق يحنو عليكِ
بقول في التودد مستعار
بربَّك أخلصي ، وثقي بقولي
ومثلُكِ ينبغي أنْ لا تجاري
وعند الله أجري واحتسابي
فللإسلام قد كان انتصاري
إليه جأرت أدعو مستغيثاً
بدمع قد تضمّخ بالجؤار
أريد الخير للدنيا ، وظني
بأني ينبغي أنْ لا أواري
أحب الحق يعلو في البرايا
ليَمحق مَن ينافق ، أو يماري
ألا فلتعقلي ما خضتِ فيه
وأغراكِ التحفظُ في اصطباري
فما قد قلتِهِ شيءٌ خطيرٌ
وليس بمثله أي افتخار
وتوبي قبل أن يغشاك موتٌ
ومِن هذا الذي يُزري حذاري
وأنت اليوم مسلمةٌ تسامت
بهذا الدين عن كل انحدار
نصحتُ وأنتِ أزكي من أناجي
وبين يديكِ أسديتُ اعتذاري
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.