1لو كانتْ تسمعُني الصحراءْلطلبتُ إليها أن تتوقّف عن تفريخِ ملايينِ الشعراءْوتحرِّر هذا الشّعب الطيّبَ من سيفِ الكلماتْما زلنا منذُ القرنِ السّابعِ ، نأكلُ أليافَ الكلماتْنتزحلقُ في صمغِ الرّاءاتْنتدحرجُ من أعلى الهاءاتْوننامُ على هجوِ جريرٍونفيقُ على دمعِ الخنساءْما زلنا منذ القرنِ السابعِ .. خارجَ خارطةِ الأشياءْنترقّبُ عنترةَ العبسيَّ .. يجيءُ على فَرَسٍ بيضاءْليفرِّجَ عنّا كربتَنا .. ويردَّ طوابيرَ الأعداءْ ..ما زلنا نقضمُ كالفئرانِ .. مواعظَ سادتِنا الفقهاءْنقرأُ (معروفَ الإسكافيَّ) ونقرأُ (أخبارَ الندماءْ)ونكاتَ جُحا ..و (رجوعَ الشيخِ) ..وقصّةَ (داحسَ والغبراءْ) ..يا بلدي الطيّبَ ، يا بلديالكلمةُ كانتْ عصفوراً ..وجعلنا منها سوقَ بغاءْ ..2لو كانتْ نَجدٌ تسمعُنيوالربعُ الخالي يسمعنيلختمتُ أنا بالشّمعِ الأحمرِ سوقَ عُكاظْوشنقتُ جميعَ النجّارينَ .. وكلَّ بياطرةِ الألفاظْما زلنا منذُ ولادتِنا ..تسحقُنا عجلاتُ الألفاظْلو أُعطى السّلطةَ في وطنيلقلعتُ نهارَ الجمعةِ أسنانَ الخُطباءْوقطعتُ أصابعَ من صبغوا .. بالكلمةِ أحذيةَ الخُلفاءْوجلدتُ جميعَ المنتَفعينَ بدينارٍ .. أو صحنِ حساءْوجلدتُ الهمزةَ في لغتي .. وجلدتُ الياءْوذبحتُ السّينَ .. وسوفَ .. وتاءَ التأنيثِ البلهاءْوالزخرفَ والخطَّ الكوفيَّ ، وكلَّ ألاعيبِ البُلغاءْوكنستُ غبارَ فصاحَتنا ..وجميعَ قصائدنا العصماءْ ..يا بلدي ..كيفَ تموتُ الخيلُ .. ولا يبقى إلا الشعراءْ ؟3لو أُعطى السُّلطة في وطنيأعدمتُ جميعَ المنبطحينَ على أبوابِ مقاهيناوقصصتُ لسانَ مغنّيناوفقأتُ عيونَ القمرِ الضاحكِ من أحزانِ لياليناوكسرتُ زجاجتَهُ الخضراءْ ..وأرحتُكَ يا ليلَ بلادي ..من هذا الوحشِ الآكلِ من لحمِ البُسطاءْ ..4يا بلدي الطيّبَ .. يا بلديلو تنشفُ آبارُ البترولِ .. ويبقى الماءْلو يُخصى كل المنحرفينَ .. وكلُّ سماسرةِ الأثداءْلو تُلغى أجهزةُ التكييفِ .. من الغرفِ الحمراءْوتصيرُ يواقيتُ التيجانِ .. نعالاً في أقدامِ الفقراءْ ..أو أملكُ كرباجاً بيدي ..جرّدتُ قياصرةَ الصحراءِ من الأثوابِ الحضريَّهْونزعتُ جميعَ خواتمهمْومحوتُ طلاءَ أظافرهمْوسحقتُ الأحذيةَ اللمّاعةَ .. والسّاعاتِ الذهبيّهْوأعدتُ حليبَ النُوقِ لهمْوأعدتُ سروجَ الخيلِ لهمْوأعدتُ لهم ، حتّى الأسماءَ العربيّهْ5لو يكتُبُ في يافا الليمونُ .. لأرسلَ آلافَ القُبلاتْلو أنَّ بحيرةَ طبريّا ..تُعطينا بعضَ رسائلِها ..لاحترقَ القارئُ والصفحاتْ ..لو أنَّ القدسَ لها شفةٌ ..لاختنقت في فمها الصلواتْلو أنَّ .. وما تُجدي (لو أنَّ) .. ونحنُ نسافرُ في المأساةْونمدُّ الأرضَ المحتلّهْ .. حبْلاً شعريَّ الكلماتْونمدُّ ليافا منديلاً طُرِّزَ بالدمعِ .. وبالدعواتْيا بلدي الطيّبَ .. يا بلديذبحَتْكَ سكاكينُ الكلماتْ
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.