شاعر من دمياط -فاروق شوشة! - أحمد علي سليمان

ب (فاروقَ) عَز الهُدَى والأدبْ
وشادتْ بمجدِ الأديب الكُتُبْ

قصائدُك الباعثاتُ الصَّدَى
وأنغامُك الناشراتُ الطرب

سَكَنَّ الفؤادَ ، وعِشْن به
وأذهبْن عنهُ أليمَ الكُرَب

وعالجتَ بالشعر أوضاعنا
وبَصَّرْت بالحق كلَّ النخب

فكم مِن قضايا طرقت لنا
وكانت مَحاورُها تَضطرب

فناولتها الحَلَّ مُستيقناً
ولاذ المُجافي لها بالهرب

وألزمتَ أهلَ الهوى حَدَّهم
وزاحمت بالصِّدق أهلَ الكذب

وكم مِن مَزاعمَ فندتها
وسِحْرُ المُناوي عليهِ انقلب

بشِعرك جاهدت مُستهدِفاً
إزالة ما تلتقي مِن رِيَب

جعلت المُناظرَ أضحوكة
وعاهدتَ ربك أنْ تحتسب

ولقنتَ درسَك مَن أعرضوا
وللحق يا فذ كان الغلب

وبرنامجٌ شَعَّ منه الضيا
عن الضاد يَرفعُ شأنَ العرب

أبنت الجمالَ ، وزخرفته
ورصَّعت هامته بالذهب

وعبرَ الأثير الشذى عَمَّنا
بصوتٍ يُحَببنا في الأدب

و(دِمياط) تفخرُ بابن لها
بمَا صاغ مِن شِعره تختضب

رحلتَ ، وشِعرُك لم يرتحلْ
وأنوارُه كم تزينُ الخطب

فأمسيَّة بعد أمسيَّةٍ
تذرُّ الثقافة وفقَ الطلب

وفي مَجْمَع الضاد لم تدَّخِرْ
جُهوداً لنفع الورى تُطلب

وسَلْ مِهرجاناتِ قوم مَضَوا
إليها (ابنُ شُوشة) كان انتُدِب

وسل عن دواوينه سَبعة
خلا نصُّها مِن سَقيم العِيَب

بأخلاقه صاغها حِسبة
يواقيتَ يعجَبُ منها العجَب

وإرثاً تركتَ لنا طيباً
سيبقى مدى الدَّهر مثلَ الشهُب

مناسبة القصيدة

(هل لا زلنا نتذكر: (لغتنا الجميلة) برنامج الشاعر الدمياطى الكبير: "فاروق شوشة"؟ ولد الشاعر المحترم الكبير "فاروق محمد شوشة" عام 1936م بقرية الشعراء بمحافظة دمياط. وحفظ القرآن ، وأتم دراسته في دمياط وتخرج في كلية دار العلوم 1956م ، وفي كلية التربية جامعة عين شمس 1957م. وعمل مدرساً عام 1957م ، والتحق بالإذاعة المصرية عام 1958م ، وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها عام 1994م ، وأعير إلى الكويت من 1963 م إلى عام 1964 م ، وخبيراً ومدرباً بإذاعتها ثم رئيساً للقسم الأدبي بها. وكذلك عمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة. وأهم برامجه الإذاعية: لغتنا الجميلة ، منذ عام 1967 م ، والتلفزيونية: (أمسية ثقافية) منذ عام 1977م. وعمل عضو مجمع اللغة العربية في مصر. ثم رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون ، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ، ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين. وشارك في مهرجانات الشعر العربية والدولية. ومن دواوينه الشعرية: (إلى مسافرة 1966 م. العيون المحترقة 1972م. لؤلؤة في القلب 1973م. في انتظار ما لا يجيء 1979م. الدائرة المحكمة 1983م. الأعمال الشعرية 1985 م. لغة من دم العاشقين 1986 م. يقول الدم العربي 1988 م. هئت لك 1992 م. سيدة الماء 1994 م. وقت لاقتناص الوقت 1997 م. حبيبة والقمر (شعر للأطفال) 1998 م. وجه أبنوسي 2000 م. الجميلة تنزل إلى النهر 2002م. ومن مؤلفاته: (لغتنا الجميلة عام 1967 م. أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي. أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي. العلاج بالشعر. لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة. مواجهة ثقافية. عذابات العمر الجميل (سيرة شعرية). وكان قد حصل على عدد من الجوائز الكبيرة منها:- (جائزة الدولة في الشعر 1986 جائزة محمد حسن الفقي 1994م ، جائزة كفافيس العالمية عام 1991م. وحاز على جائزة النيل من الدولة ، وهي أعلى وسام يتم منحه للأدباء في مصر ، وذلك عام 2016م توفي في يوم الجمعة 13 محرم 1438 هـ الموافق 14 أكتوبر 2016م. فرحمة الله على أديبنا وشاعرنا الحبيب المحبوب فاروق أفندي بن محمد شوشة. ونفعنا الله بعلمه وبلغته وبأمسياته الجميلة.)
© 2025 - موقع الشعر