ب (فاروقَ) عَز الهُدَى والأدبْ
وشادتْ بمجدِ الأديب الكُتُبْ
قصائدُك الباعثاتُ الصَّدَى
وأنغامُك الناشراتُ الطرب
سَكَنَّ الفؤادَ ، وعِشْن به
وأذهبْن عنهُ أليمَ الكُرَب
وعالجتَ بالشعر أوضاعنا
وبَصَّرْت بالحق كلَّ النخب
فكم مِن قضايا طرقت لنا
وكانت مَحاورُها تَضطرب
فناولتها الحَلَّ مُستيقناً
ولاذ المُجافي لها بالهرب
وألزمتَ أهلَ الهوى حَدَّهم
وزاحمت بالصِّدق أهلَ الكذب
وكم مِن مَزاعمَ فندتها
وسِحْرُ المُناوي عليهِ انقلب
بشِعرك جاهدت مُستهدِفاً
إزالة ما تلتقي مِن رِيَب
جعلت المُناظرَ أضحوكة
وعاهدتَ ربك أنْ تحتسب
ولقنتَ درسَك مَن أعرضوا
وللحق يا فذ كان الغلب
وبرنامجٌ شَعَّ منه الضيا
عن الضاد يَرفعُ شأنَ العرب
أبنت الجمالَ ، وزخرفته
ورصَّعت هامته بالذهب
وعبرَ الأثير الشذى عَمَّنا
بصوتٍ يُحَببنا في الأدب
و(دِمياط) تفخرُ بابن لها
بمَا صاغ مِن شِعره تختضب
رحلتَ ، وشِعرُك لم يرتحلْ
وأنوارُه كم تزينُ الخطب
فأمسيَّة بعد أمسيَّةٍ
تذرُّ الثقافة وفقَ الطلب
وفي مَجْمَع الضاد لم تدَّخِرْ
جُهوداً لنفع الورى تُطلب
وسَلْ مِهرجاناتِ قوم مَضَوا
إليها (ابنُ شُوشة) كان انتُدِب
وسل عن دواوينه سَبعة
خلا نصُّها مِن سَقيم العِيَب
بأخلاقه صاغها حِسبة
يواقيتَ يعجَبُ منها العجَب
وإرثاً تركتَ لنا طيباً
سيبقى مدى الدَّهر مثلَ الشهُب
لا يوجد تعليقات.