قلبي يذوبُ ، وخاطري يتحرّقُ
ويكادُ يخنقني البلاءُ المطبقُ
وتهزني مما أعاين لوعة
تأسى لها نفسٌ تحنّ وتشفق
وتدك أعماقي المصائبُ جمة
والروحُ - مِن كيد الخلائق - تشهق
ماذا جرى للناس في هذي الدنا؟
إن الذي هم فيه ليس يُصدّق
هل أمست الطاعاتُ أمراً يُزدرى
وعليه جهراً - في المدائن - يُحنق؟
حتى نرى زوجاً يُعنف زوجه
ويبيتُ يضربُها ، ويُصبحُ يخنق
ويُهينها ، ويسبُها ، ويَغيظها
بئس الحليلُ وخاب ذاك المنطق
ألأنها ارتضتِ الحجابَ شعيرة؟
هذي لمَا شرع المليكُ تطبّق
هل غيرة الإنسان ماتت يا ترى؟
أم أن عبداً - للخنا - يتشوق؟
هل شِرعة الرحمن فينا بُدّلت؟
أم أن عبداً - في الورى - يتفيهق؟
هل وازعُ الأخلاق في الناس انمحى؟
أم أن عبداً - للسفور - يصفق؟
هل سُنة العدنان أظلم نورُها؟
أم أن عبداً - بالشعائر - يَشرَق؟
أختٌ - على الإسلام - يغبطها الورى
وقلوبُهم - بثباتها - تتعلق
أتصدّها عن دينها يا مَن غدا
بجهالةٍ وصفاقةٍ يتحذلق؟
يا هذه الأخت احلمي ، وتصبري
هذا الذي أرجوه ، وهْو الأليق
لا تنكئي جُرحاً يجرّ لكِ الشقا
إن العدو - لمثل ذا - يتشوق
لا ، لن يُضيّعكِ المليك ، فأحسني
فلعل زوجاً قلبُه يترفق
وتحمّلي منه البلاءَ مُقنطراً
فلعل ذنباً - مِن كتابكِ - يُمحق
برئتْ شريعتنا مِن الضرب الذي
في ظله الأضرارُ كم تتحقق
واللهَ أسألُ أن يُديمَ مَودةً
يا أختُ بينكما تسودُ وتعبق
لا يوجد تعليقات.