الله أكبرُ ، إن البحر يحترقُوالأرضُ من حُمَم البركان تختنقُوالجو - مِن لهب النيران - مُشتعلٌوالليل أودى به في المحنة الغسقوالخمرُ سَجّرَها وهْجُ السعير ، فلمتلعبْ برأس ، ولم تسعدْ بها الحُلقوظلمة الليل قد غامت سَكينتهافلم يُلامسْ سَنا ترجيعها الأفقوطلة البدر لم تبرحْ منازلهاإذ المنازلُ فيها البدرُ يحترقوفي السماء نجومُ الليل قد غرقتْوشجّ موكبَها في الظلمة الغرقوالرملُ تلفحُه النيرانُ في نهموقوسُها من صهير الرمل تنشرقثم البناياتُ في أنقاضها جُمعتْيبكي على هدمها التدميرُ والشفقتناثرتْ في أديم الأرض ما عُلمتمنها فنادقها ، كلا ، ولا الشققثم المسارح في أشلائها رقصتْوالرقصُ أسكته (الزلزالُ) والصعَقثم الشواطئ للبُركان ما صمدتْفالنارُ كالسيل – فوق الرمل - تندفقسَلِ الفنادقَ – مثل الغيث - هاطلةعلى روابي الفنا ، كأنها الصَلقأين الزبائنُ والسُيّاح أجمعُهم؟وأين سُكْرٌ بها يقودُه الشبق؟أين الدواعرُ والماخورُ قد سقطتْمنه الحوائط ، والراياتُ تختفق؟أين الملاهي التي كانت مزخرفةوفوق هامتها الفيروز يأتلق؟أين النوادي بها الألعابُ يانعة؟أين الرياضة ، أين الجُعلُ والفِرَق؟أين السباحة في أحواضها ذهبتْ؟وأين مَن في سباق العَدْو قد سبقوا؟كيف السياحة قد دُكتْ دعائمُهاوحول جيد الخنا قد لفتِ الشنق؟وكيف ناحت – على التمثيل – جوقته؟أين الفنونُ التي بالرغم تختنق؟وأين سوق الزنا في الدار مُعلنةحربَ المليك وفيها القومُ قد غرقوا؟وأين صرحُ الربا في كل حاضرة؟وأين أرصدة قد حاطها الأزق؟أين الغناءُ بدا في ثغر غانية؟وأين مَن في مَدى تقديرها انفهقوا؟أين المجلاتُ بالعُري المشين بدتْ؟وأين أهلُ الهوى والكأسُ والرفَق؟إني أسائل داراً أصبحتْ خبراًوأسأل اليوم في الدار الذين بَقواأستنطق – اليومَ - أطلالاً تئنُ دماًودمعُها في سَرَى الأشلاء منسحقفهل جوابٌ تريحُ النفسَ لفظتهويجعل المرءَ فيمن صاغه يثق؟وهل هنالك تفسيرٌ يُطمئنناعن الذين من الإسلام قد مرقوا؟وهل هنالك تأويلٌ لزلزلةٍدكّتْ حصون الألى عن هديهم فسقوا؟وكم تساءلتُ حتى مجّ أسئلتيفكري الحليمُ الذي أهوى وأعتنقولم أجدْ في دجى التعتيم أجوبةإذ العُتاة على كرسيّهم قلقوافقلتُ: يوماً ستجلو كل خافيةٍويُظهر اللهُ مَن مِن دينهم أبقواإن الحقيقة لا تخفى معالمُهامهما تعقبها بطشُ الذين شقواتغِيبُ دهراً ، ويُحيي الله عَودتهالكي يبصّر مَن بالكفر قد نعِقواوكي تكون نذيراً في دهاقنةٍعلى الضلالة والسوآى قد انغلقواسقى القضاءُ عدو الله كأس ردىًوللقضاء لسانٌ شاحذٌ لبقوأدّب الكل مَن ضلوا ومَن سَكتواوحاطهم بنطاق الموت ، فاختنقواوضاعفَ الهولَ حتى أصبحوا خشُباًوعن سراب بدا في البيد ما افترقواوكال بالرعب ، لم يرحم أكاسرةكم استبدوا وكم جاروا وكم سحقواوسلط الموتُ سيفاً ليس يغلبهقومٌ على عِزة القرآن قد بصقواهم قطعوا صفحاتِ الذكر ما ارتدعواوبعدُ زادوا ، فآياتِ الهُدى مَزقواولم يخافوا على التحقيق ما ارتكبوالأنهم بعُرى قرآنهم شرقواحتى إذا كفروا داسوا شرافتهالأنهم في هوى أربابهم صدقواوصاحَ أكبرُهم: أين المليك لكييحميْ كتاباً غدا كأنه الصرُق؟فزلزل الله مبنىً كان يجمعُهموفجّر الأرضَ ممن بالهُدى شرقواوالذعرُ أزبدَ في قفر وفي حضروسيفه من ظلال الغِمد ينخزقوالموتُ خط حتوف العِير يحصدُهموحاصر الكل لم يصمد له الأبقوغاصتِ الأرضُ بالدهقان حين طغىوحوله جوقة الفسّاق والشرُقطوى الحِمامُ فسوقاً كان يربطهمغاروا جميعاً ، وغار اللهو والزوَققضاءُ خالقنا جلى نهايتهملكي تراهم قلوبُ الناس والحَدَقواليوم يكشفهم شعرٌ به صورٌلم يحو حُرقتها حِبرٌ ولا ورقأملاهمُ الله دهراً ، ثم باغتهموهم - لما في يد الكفار - كم وثقواتعلمنوا ، وأديمُ الأرض يلعنهممثل الحمير – على أشلائهم - نهقواكم استكانوا لصهيون وزمرتهوكم أبادوا من الشمّ الذين لقواكم عرّضوا لزوال البأس أمّتهموكم من الناس فحوى عزهم سرقواوكم أضاعوا لواءَ النصر في صلفٍولا تراهم سوى الخسران قد عشقواكم حاربوا شِرعة التوحيد دون حياكأنهم - من لظى الأعداء - جد سُقوافلم يُطيقوا له بأساً يتيهُ بهكأنهم من سنا توحيدنا صًعقواشادوا المشانق – في الأرحاب - مُشرَعةكم – دون ذنب – على أعوادها شنقواوشيّدوا - في الدنا - للدعر أبنيةكأنما هم - على تدميرنا - اتفقواوضللوا الجيل بالتغريب ، فانحدرواصوب الحضيض هناك الذل والرنقوحكّموا في الورى قانون مَن كفروافالدينَ والعُرفَ والأخلاقَ قد خرقواومَن يُعارضْ فإن السجن موعدهُوالسيف في وجهه بالقهر يُمتشقيذوقُ ما كتبتْ يدُ المليك لهمِن البلاء الذي حقاً له ألقضِدان: مَن أسلموا لله خالقهموآخرون لعابَ الكفر كم لعقوافالمسلمون مِن النيران قد أمِنواوالكافرون بنار الخيبة احترقواوالمسلمون استطابوا نورَ شِرعتهمفاستعذبوا الموت قرباناً لمَا اعتنقواواستعذبوا - في الهُدى - آلامَ دعوتهوما استكانوا لمن في الفتنة انطلقواوأنفقوا المالَ والأرواحَ هينةوفي الجهاد - ببذل الأنفس - انطلقواوواجهوا الباطل المملوء علمنةولم يخافوا أذى من بالهوى نطقواواستصغروا كل ما أدوا وما بذلوالأنهم - بركاب المصطفى - التحقواوالمجرمون - على إجرامهم - دَرجوافكم أبادوا؟ وكم كادوا؟ وكم حرقوا؟كم حاربوا الخير في الدنيا محاربةيندى الجبينُ لها ، والدمعُ ينسحقكم من دماءِ دعاة الحق قد شربواوكلهم - في التهام اللحم - مستبقواستعذبوا محق أهل الخير قاطبةفعاقب الله مَن أغرى ومَن مَحقواوكم دموع لما قد أحدثوا ذرفتْوكم أحاطت بمن قد حُوربوا الحُرَقواستعذبوا الموت في جور وفي عمَهٍحتى أتاهم وهم في غيّهم نفقواوالفرقُ أعمقُ مِن وصفٍ يُحيط بهبين التقاة ومَن في الباطل انزلقواعذوبتان فذي رُشدٌ ، وذي خبلٌفأهلُ ذي سَعدوا وأهل تلك شقواوموتتان فذي خيرٌ ، وذي سُعُرٌفأهل تلك نجَوْا وأهل ذي احترقواشتان شتان إي والله بينهماهل يستوي أسودُ الألوان واليلق؟وسعْيُ مَن فجَروا النيرانُ تلفحُهوسعْيُ مَن أسلموا عن ذاك يفترقفالمؤمنون بجنات المليك لهمفيها النعيمُ وأنسُ الحُور والسَمَقلا يحزنون ، ولا يلتاع خاطرُهموليس يُزعجهم كربٌ ولا رَهَقعلى الأرائك في سعدٍ وفي مرحوبالعرائس في زيناتها رزقواوبالأطايب خصّوا دون غيرهمُكأنهم - لجنان الخلد - قد خلقواأطايب الأكل فاضت في مجالسهموثمّ مِن أنهُر الجنات بعدُ سُقواأما الحُليُّ فما عينٌ لها نظرتْقِوامُها ذهبٌ قد شابه الورقنعم الأساورُ لا غِشٌ ولا صدأوإن منظرها - باللون - متسقبياضُ لمعتها أم حُسنُ لابسِهاصدقاً تحارُ لهذا الألسن الطلقأما الفِراشُ فمن إستبرق عطِريغارُ منه السنا والحُسنُ والمَهَقواللؤلؤ الغض في الأيدي نضارتهنِعمَ الزخارفُ والزيناتُ والأنقثم الحرير لباسٌ زان خِلقتهموهم جديرون بالحُسنى فهم صُدُقوالخيرُ - في جنة الرضوان - مرتصدٌأهلَ الجنان رطيباً عطره عَبقأنواعُ أنهُرها يا صاح أربعةوالوصفُ في سُورة (القتال) يأتلقالخمر ليس بها غولٌ ولا خدرٌوالماءُ فاض بها ، فسَيْله غدقوأنهرُ العسل الصافي تَخللهاحلو المذاق ، فلا قبضٌ ولا شرَقوأنهرُ اللبن الفواح جاريةتهدي الحياة لمن في قلبه رمَقصُنع المليك ، تعالى الله خالقنافنعم دارٌ لنا ، ونعم مرتفقفيها الذي ما رأتْ عينٌ ، ولا سمعتْأذنٌ ، ولم يكُ في قلب له أفُقورؤية الله في الجنات كائنةتلك الزيادة فيها الغُر تستبقوليس يزهدُ فيها غيرُ مرتكسفي حَمْأة الفِسق نحو التيه ينطلقوالكافرون لهم نارٌ ستحرقهمبنارها للقا سُكّانها عُمُقجزاءَ ما أنزلوا – بالخلق - مِن مِحنفجمعُهم مِن سعير النار ينصعقتمردوا ، والمليك الحق ينظرهمإذ قبل حلق لحاهم دينَهم حلقوالم يرعَوُوا لدعاة الخير حين دعَوْالكنْ هديرَ الهُدى من حِقدهم خنقواوهادنوا الكفر والكفار ما عقلواوبالطواغِيت في عُدوانهم لحقواتسابقوا في دمار الناس ما حسبوامَغبة الأمر ، بئسَ القومُ والسَبقكأنهم ورثوا كيدَ العُتاة ضحىًوفي المساء على أبوابهم طرقواتواضعوا لكلاب الأرض كي يثِبواعلى الكِرام فما سادوا ولا سمقواومكّنوا الكفرَ مِن شَعب ومملكةٍوبالأماجد – مِن أبنائنا - ارتزقواماذا أقول لمن باعوا شريعتهملمن طغى وعلى أنصارها حنقوا؟وأفجَرُ القوم محبورٌ بفعلتهماذا تؤمّلُ منها ، أيها الفسَق؟تمزقُ المصحفَ المحفوظ ، تحقِرُه؟تحاربُ الله ، في الكُفران تنزلق؟وغيرك البُلهُ أهلُ الكفر قد طعنواآي الكِتاب وفيها السهمَ كم رشقواكم مزقوهُ بألباب وأفئدةٍبكل خبثٍ فما احتاطوا وما رفقواكم أبعدوه عن التحكيم في أممغدتْ كرامتها في الوحل تندلقسِيّانِ تمزيقُ أوراق الكتاب هناوالدافعُ اليومَ في ذي المحنة الحَنَقوثم تمزيقه بأن يُراد لهألا يُرى العيشُ من نوريْه ينبثقنور التلاوة في دمع وفي لجأونور تطبيقه ليذهب الفرَقنبيتُ نأمنُ أن قمنا بواجبنافذي الحياة مع القرآن تتفقفلا نراه تراتيلاً منغمةفي عالم لجب أودى به الزلقولا نراه قراطيساً مزركشةفوق الرفوف لمَن في طبعه حذقوافيه الزخارفُ ، هذا أحمرٌ نضِرٌوذاك أبيضُ من فرط السنا يَققفيه الإطاراتُ ، هذا أخضرٌ عطِرٌوذاك أزرق يطفو فوقه الزرقوفصّلوه بأحجام منوعةورُشّ من فوقه الريحانُ والحبقلكنهم لفظوا تطبيقه زمَراًوبعدُ عابوا كتابَ الله ، واختلقواوكونهم كفروا حُكْمٌ يُناسبهمفالكفر أمرٌ – على الكفار - ينطبقما عُذرهم في الذي قالوه أو فعلوا؟همُ الذين لنا كأس الشقا دهقواهمُ الذين لمَا قد نالنا فرحواهمُ الذين لنا أرضَ العنا عزقواألم يكونوا يرون النذر قائمة؟أم أنهم نظروا ، لكنهم حُمُق؟(قارون) قد خسفتْ أرضُ المليك بهكذاك (فرعونُ) قد أودى به الغرقوقوم عادٍ بظلم منهمُ هلكواأمّا ثمود فمن هول الأذى انسحقواأمَا سمعتم ب (نمروذٍ) وجوقتهعند التناظر لم تُرفعْ لهم عنقحتى أعدّوا ل (إبراهيم) نارَهًمُفقيل: لا تحرقي ، لذلك احترقوافالله عطلَ – رغم الكيد - سُنتهافأحرق الطيرُ في الجوزاء والوَهَقأما (الخليلُ) فما مَسّتْ ذوائبهنارُ الكفور ، كفاها الطيرُ والوُنقوالحق مهما انزوى فاللهُ ينصرهمعي الأدلة ، والتاريخ متفقوسُنة الله تمحيصُ الألى صمدوافي حربهم ، وبركب المصطفى التحقوايا إخوة الحق: إن الحق منتصرٌوإن تناثرتِ الأشلاءُ والمِزقفيم الركونُ إلى الأسباب في وجل؟وغيرُنا – بنطاق النصر – ينتطقإني أصارحُكم ، والحرصُ يملأنيفيم التقاعسُ والتخذيلُ والقلق؟تمسّكوا بكتاب الله ، واعتصموابحبل طاعته كي يذهب الأرَقناشدتكم بالإله الحق ، لا تهنواكفى هواناً ، فإن الصف مُخترقتمضي السنونُ ، وأنتم في تناحُركموبئس مهزلة وبئس مُنزلقمتى نبيتُ على عِز يُوحّدنا؟أما استبان لنا السبيلُ والنفق؟فهل سبيلٌ إلى درب يُجمّلنامن بعد أن أغلقتْ من دوننا الطرق؟لو كان في الأرض مِن بأس لشِرعتناما مَزق المصحفَ المستكبرُ الفسَقكلا ، وما رقصتْ في الدار راقصةوما استبدّ بنا الصرصورُ والدلقوما رأيتَ ذئابَ الغرب تنهشناوالبعضُ نشكرُهم ، وبئس ذا خلقولم يُغن ، ولم يهزلْ مُخنثهمولم يَفحْ - بالزنا - لسانه الذلِقولم يَسُدْ في الورى قانونُ من كفرواولم يكنْ سادة أربابُه العُققيا رب لسنا بأهل كي تمكّننالكنّ جُودَك موفورٌ لمَن صدقوافتمم الفضلَ ، وارزقنا بصدق تقىًإنا - بغيرك - يا منان لا نثق
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.