حريق قلب

لـ حياة محمود، ، في الوطنيات، 154، آخر تحديث

حريق قلب - حياة محمود

وَصَار القلبُ نارً من حَريقٍ
حَريقٌ في الشّمال وفي الجنوب

شمالُ القلب يبحثُ عن حياةٍ
ولكن لا حَياةَ مع الجَّدوب

ضَمائرُنا صَحَارى قَافِراتٍ
شمال القَلبِ جفّ من النُّكُوب

جَنوبُ القلبِ يُحْرَقُ بالضلالِ
لأن العُمرَ مَرَّ مع الذّنوب

وأصبح هَمُهم ما في الجُيوب
ونحنُ الشّعبُ كالبقرِ الحَلوب

فَنُحْلَبُ بالفَساد وبالجِباية
وتُغْرَسُ في مَصَائِرنا نُيوب

جَزى الّلهُ العُروبةَ أين نامت
ونحن نموتُ من هَولِ الحُروب

نموتُ الموتَ أشكَالاً فعددْ
فَهذا الفقرُ قهرٌ للشُّعوب

وهذا الظلمُ قَدْ مَلأ الأماكن
ونامَ الشّعبُ في ليلِ الخُطُوب

فَيُصبِحُ جاهداً لِلرزقِ يسعى
ولَكن ضَاعَ في كلِّ الدُّروب

فَنحنُ نَعيشُ في عَصرِ البَطَالة
ونَحنُ نَعيشُ في قلبِ الكُروب

وَكَم قَدْ تُقطعُ الأرزاقُ عمداً
لقول الحقِّ في عصرٍ كَذوب

وَكَم قَدْ تُسلَبُ الأحلامُ سلباً
وضاعَ الحلمُ مع شمسِ الغُروب

سَوادٌ قد نظمتُ ولستُ أدري
وكان الّلهُ عوناً للشُّعوب

© 2024 - موقع الشعر