بحرٌ مسجورٌ دمعُ أمي

لـ حياة محمود، ، في غير مصنف، 91، آخر تحديث

بحرٌ مسجورٌ دمعُ أمي - حياة محمود

إنّى أرى ما لا يُرى في دمع أمي
بحرٌ مسجورٌ ينسابُ كلَّما بَكتْ بالقربِ مني
سُجرتْ دُموع أمي
والسَّجورُ كان صخراً ثابتاً في قلب أمي
يَعصُرُ الأحزان عصراً
يملأُ الأيامَ قهراً
يُثْقِلُ الهمَّ عليها ثمَّ تبكي
و أنا بالعجزِ أبقى
كيف أُنهي دمعَ أمي ؟!
هل سَأنجو ؟ أم سَيُلقى بي جزاءً
بحرُها المسجور حتفي
* * *
يا الهي يا الهي إن بَكتْ
نارٌ بدمعها ِالتقتْ
لكنها مهما عَلَتْ
الدمعُ لا لن ينتهي
دموعها مهما طَغتْ
النارُ لا لن تنطفي
* * *
ربَّاهُ أذهِبْ دمعَ أُمي
تَرحلُ الأهوالُ عني
لا تخسف بي يا رحيمُ كلما بَكتْ
فالنارُ و الماءُ معاً في دمعِها
يُجمّدان الفعلَ عندي
يُشخِصان ناظري
و يُذهِبان العقلَ مني
* * *
مشهدٌ من يومِ بعثي دمعُها
ربَّاهُ فارحمْ ضعفَ قلبي
وقعُ الدموعِ من عُيونها قيامتي
ربَّاهُ كفكف دمعَ أمي
أرجوك يا إلهي
يا مَن إذا أردتَ قلتَ كُنْ
لدمعها قُل لا تَكنْ
---------
مفردات :
البحر المسجور :من ضمن البحار التي أقسم بها الله تعالى في القرآن الكريم .
المسجور تعني :المُتَّقِدُ أو المشتعل بالنار .
السَّجُور: ما يُوقَدُ به
حتفي : هلاكي ،نهايتي،موتي.
--
فكرة عامة عن القصيدة :
تدور القصيدة حول مشهد واحد و هو الحال الذي تكون عليه دموع الأم ، و حالك عندما تقف عاجزاً أمام هذه الدموع ولا تستطيع فعل شيء .
--
الصورة الفنية الأساسية في القصيدة :
دموع الأم في هذه القصيده تماماً مثل البحر المسجور الذي يجتمع فيه النار و الماء معاً ، النار لا تُبخر الماء و الماء لا تُطفىء النار ،و بذلك يستمر الدمع أمامك و تستمر أنت بالفزع ، في مشهد تشخص له الأبصار ، دمع أمك في هذه الصورة يجعل منك شخص عاجز .. لا يستطيع فعل شي أمامها سوى الجمود ، و كأنها قد قامت قيامتك ، ستُلقى بهذا البحر أم سَتنجو ؟، ذلك شيء يحكمه وقع الدمع ، فلا تبكي أمك ولا تّدع أحدهم يبكيها كي لا ترى هول هذا المشهد .
© 2024 - موقع الشعر