لم تدنُ مِن داري و غيرُك دانو تُشيح عن بابي وعن (إيواني)و تصيحُ بي : يا شايبٌ ! وكأنماشيبي يُبادرُني .. و شيبُك وانٍما العيبُ في الشُّيّابِ ؟ ماذا أجرموا ؟إن كنتُ أولهم فأنتَ الثانييا مَنْ يُعيِّرُني لأني شايبٌو أنا أراهُ كما الحبيبُ يرانيو تلوذ في حِصن (الإدارةِ) آمناًمَن ذا يعيشُ مِن القضا بأمان ؟إن كنتَ تُنذِرُ بالفناءِ لشايبٍمَن مِنْ بني الإنسان ليس بفانٍ؟وَمَن الذي يُنجي إذا هرمَ الفتىوالشيبُ لا يخشى ذوي السلطانِ؟ينقضُّ يخترقُ الحواجزَ هاجماًلِيُزيلَ عنه أجملَ الألوانِو يَغوصُ في فَوْدَيْهِ يحصدُ ما بدامِن أسودٍ داج ٍ و أحمرَ قانٍفإذا سوادُ الشعر ِ أبيضُ ناصِعٌو كأنه كفنٌ من الأكفانِهي سُنة اللهِ الذي خلق الورىمَنْ ذا يُقاومُ سُنة الرحمن ؟هي دَوْرَة الأجيال تُوقِفُ سابقاًلِيفوزَ جيلٌ قادمٌ برهانِلِنظلَّ رَهْنَ تطوُّر ٍ و تغيُّر ٍبتغيُّر الأحوال ِ و الأزمانِفطفولة و فتوَّة و رُجولةو كهولة هي قِمّة الإنسانو يشيخ – إن عاش الفتى – لِيُصيبَهوَهنٌ على وَهْن ٍ بلا اطمئنانِلا خُلدَ في الدنيا .. و تلك رسالةذو العقل يفهمها من العنوانلكنَّ مَنْ يرضى سيسعدُ دائماًفي راحةِ التسليم والإيمانِقبلي ملايينُ الملايين ِ الألىشابوا وغابوا في حمى الرحمنِو أنا – على دربِ الملايين ِ الألىساروا – أسيرُ على هدى القرآنِ***يحلو الشبابُ كما حَلَتْ أيّامُهُو يزيدُ حُسناً في عيون ِ حِسانِلكنْ حلاواتُ الحياةِ كثيرة ٌمنشورة في الشِّيبِ و الشُّبّانِجسديّة ٌ عقليّة ٌ رُوحيّة ٌو خِيارُُها الباقي على الأزْمانِو خِيارُها ما عمَّ نفعاً في الورىو قضى على الآلام ِ و الأحزانِاُنْظُرْ إلى الشيخ الوَقور ِ وقد بداعَلَماً يُشارُ له بكلِّ بَنانِكنزٌ مِنَ ( الخِبْراتِ ) يَندُرُ مثلهاعندَ الشبابِ .. و فِعْلُهم بُرهاني !يتزاحمون على الشيوخ ِ ليكسبواما عندهم بحماسةٍ و تَفانو مَن استشارَ الشيخَ أرْدَفَ قائلاً :نِعْمَ المُشيرُ إلى الصوابِ هدانيويداهُ إنْ عَبَثتْ بساحةِ فَنِّهِلم تأتِ صنعتُها بلا إتقانِويجولُ في شُعَبِ العلوم مغرِّداًو كانّهُ في نزهة ٍ بجِنانِوتزيدُ فرحتُهُ بصيْدِ حقيقةٍما لا يراهُ صائدُ الغزلانِويخوضُ مضمارَ التنافُس ِ واثقاًأنَ النجاحَ لِهمَةٍ و جَنانِكلُّ الحوافز قاصِرٌ .. ما لم يكُنْمِنْ نفسهِ له حافِزٌ ربّانيمِنْ شايبٍ صاح ٍ نُرَجِّي فزعة ًفي أزْمَةٍ .. أمْ مِنْ فتىٍ وَسْنانِ ؟وتراهُ إذ يُعطي سعيداً راضياًفي خير ِ تفصيل ٍ وحُسن ِ بَيانِيحنو على الفِتيان ِ في فِسْطاطِهِو يُحيطهم بعنايةٍ و حَنانِيرنو إلى أحفادِهِ مُتفائِلاًفَهُمُ بُذورُ الخير في البُستانِيَرنو إلى الماضي المُبارَكِ راضياًمِمّا يرى فيهِ مِنَ الإحسانِو تراهُ مُبْتهلاً يُناجي رَبّهُحتى يجودَ عليهِ بالغفرانِلا ضَيْرَ إنْ ذهبَ الشبابُ وحُسْنهُأو زالت الدنيا بأيِّ أوانِإن فازَ لمّا زحزحوهُ عن لظىًليعيشَ كلَّ حياتِهِ بجِنانِفهناك لا يخشى الشبابُ نهاية ًبهجوم ِ شيبٍ و التماس ِ دِهانِذاكَ الخلودُ ..! فبئس دنيا أدبرتْما أحسنتْ للشيبِ و الشُّبّانِهو شايبٌ أو أنتَ أو أنا شايبٌسِيّان ِ ..! والباقي لدى الرحمنِ
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.