تعدد الأزواج في الهند! - أحمد علي سليمان

عندما ينأى المَرءُ عن كل رُشدِ
لا تسَلْ عن حجم الأذى والتردِّي

لا تسله عما أتى مِن سُقوطٍ
وانتكاساتٍ ما لها أيُّ حد

لا تسلهُ عن مبدأ أو صلاح
أو ضمير يَختالُ في عقل عبد

بل تضِيعُ الأخلاقُ أو تتلاشى
لا ترى فرقاً بين بيتٍ ولحد

والزواجُ شَرعٌ غزا كل شَعب
باشتراطٍ يُبدي التزاماً بقيد

لا يُقِرُّ الفوضى تروحُ وتغدو
لم تُحقق لقومها أيُّ فيد

واشتكى قومٌ مِن تعدُّد بَعل
للولايا زوجات هذا الفرد

أعلنوها: هذا الهوانُ لأنثى
مُضمِرين خبثاً حوى سُوءَ قصد

ثم قالوا: هُن الجواري ببيتٍ
والحليلُ الدُّهقانُ أشرسُ وَغد

كيف ترضى النساءُ هذا التدني؟
أن يصرن الإماءَ بعد العقد

ثم كانت في (الهند) أدهى الدواهي
والرزايا جميعُها في الهند

زوَّجوا أنثاهم بأزواج شتى
خمسة كانوا بعد حصر وعَد

هم أشِقاءُ تحتوي الكلَّ دارٌ
مَن أجازوا هل عندهم أي رُشد؟

ثم راجتْ هذي البلية فيهم
واستساغواها في القرى والبُلد

ما استُبيحتْ في الجاهلية يوماً
واسْتقرتْ ما بين (هندٍ) وسِند

عدَّدتْ (راجو) أزواجَها باجتراءٍ
كيف؟ قالت: هذا هو الشأن عِندي

سَمتُ قومي في (دَهرادُون) وسَمْتي
بل وسَمتُ عَمي وخالي وجَدي

الأشِقا أزواجُ أنثى لِزاماً
وعلى هذا كلُّ شَوها وخَود

إذ (دروبادي) بنتُ (بانشاء) سَنتْ
واقتدى الكلُّ دون أخذٍ ورد

هكذا الأملاكُ الكثيرة تُحمى
والأراضي تُصانُ مِن أي فقد

نحمَد المولى أن هدانا جميعاً
لاتباع الإسلام دين الفرد

إنما الحَموُ الموتُ هذا رشادٌ
ليس زوجاً ، هذا – وربي – تعَدِّي

واسألوا العلم تدركوا صدق قولي
واستجيبوا لي تُدركوا ما قصدي

مناسبة القصيدة

(لقد هالني عنوان تعدد ذكره في عدد من المجلات والجرائد! ما هو؟ إنه: (هندية متزوجة من خمسة أشقاء) تعيش راجو فيرما (31 عاماً) مع أزواجها الخمسة الأشقاء في غرفةٍ واحدةٍ يفترشون فيها الحصائر على الأرض. تقضي الأم ليلة مع كل زوج على التوالي ، وهي لا تعلم بالضبط أياً من الأشقاء الخمسة هو والد طفلها الوحيد البالغ من العمر (18 شهراً). الزواج من الأشقاء في الهند هو تقليد قديم تتبعه قرية هندوسية صغيرة بالقرب من دهرادون ، شمال الهند يقضي بأن تتزوج المرأة جميع إخوة زوجها الأول! ولا يزال هذا التقليد متبعاً عند بعض العائلات ، خاصة في المناطق التي يكثر فيها عدد الذكور عن الإناث ويعتقد أن هذا التقليد نشأ من ملحمة ماهابهاراتا السنسكريتية الشهيرة ، التي تروي قصة زواج دروبادي ، ابنة ملك البانشاء لخمسة أشقاء. ويعتقد أيضاً أن هذا التقليد وسيلة لحفظ الثروة والأراضي الزراعية في الأسرة. وفي مقابلة أجرتها صحيفة "ذا سن" البريطانية ، قالت الزوجة (راجو) بأنها شعرت ببعض الإحراج في البداية ، ولكنها تعودت على الأمر ، وهي لا تفضل أياً من أزواجها على الآخر أبداً! وهذا هو حال الإنسان ، عندما يعرض عن ذكر الله! أقول في قصيدتي:)
© 2024 - موقع الشعر