فجعتُ لمَا أصابكِ يا هُريرةوفقدُ الوُلد مِن أعتى المَضرةودمعُ العين فوق الخدّ يجريوفي قلبي لمَا أضناكِ حَسرةوفي نفسي عَذاباتٌ تداعتْتفتّ حُشاشتي ، فغدوتُ عِبرةوفي الوجدان مِن شَجواكِ قِسْطيُحَرّقهُ ، كأن القِسط جَمرةوقِصّتُكِ العجيبة أحرجتْنيوإن تكُ قِصة حدثتْ لهرةرأيتكِ في شديد البرد وَجْعىتُكابدُ حيرة من بعد حيرةفلا مأوى يقي من سُوء بردٍولا بيتٌ ، ولو في جوف حُفرةولا أهلٌ لهم جُودٌ وبذلٌوإخلاصٌ وإنجادٌ ونُفرةولا أصحابَ صحبتُهم غِياثٌإذا ما صاحب آذتْهُ عُسرةفقلتُ: أغيثُ مَن وَهنتْ قواهاوأتحِفُها بألوان المَسرةوأجعلها تُعَز بما تُلاقيمن الإحسان قد ألْفتْهُ جهرةفحُزتُ لها مكاناً لا يُبارىوأقسِمُ لم تكن - في الدار - وفرةولكنْ قلبُ مُشفقةٍ عليهاتكلفَ برّها ، فأنالَ بِرّهوجئتُ لها بمطعومات حُبْلىعلى وشْك الولادة دون عَثرةفلم أجمعْ عليها في ضناهاشقا ألمين ، ما في الجسم قدرةوبعد مَخاضها ولدتْ وقرّتْوذاقتْ باهتمامي خيرَ قرةوأرضعتِ الصِغارَ لهم مُواءٌوقضّتْ أمّهم - في اليُسر - فترةولكنْ إخوتي خفروا جواراًوآذوا هِرتي ، يا للمَعرةلقد أخذوا الصِغار بدون رفقفحطمَ صُنعُهم أمّاً وأسرةوجندلَ خاطري حُزني عليهافأحزاني حُزونُكِ يا هُريرةفقلتُ لهم: ألا أين اليتامى؟فقالوا لي: هنالك خلفَ صخرةفقلتُ: إذنْ ، فدُلوني عليهافقالوا: الليلُ جَنّ ، نسيرُ بُكرةفقلتُ لهم: أخاف يمتن جوعاًفقالوا لي: الطعامُ حوتْه صُرةفقلتُ لهم: وهل ماءً أخذتم؟فقالوا : ما أخذنا منه قطرةفبتُ الليل في قلق وشكوىوكنتُ وصفتُ ما فعلوهُ غدرةوبعد الفجر قلتُ لهم: هلمواومن مائي الفراتِ مَلأتُ جَرةوقد عرفوا المكان ، فلم يَضِلواولكنْ لم نجدْ أثراً لهرةفقلتُ لهم: ألا التمسوا وجدّوافقالوا لي: التمسْنا غيرَ مرةإذنْ ضاع الصغارُ ، فلا سبيلٌإلى لقيا ، أعيدوا البحث كَرةلعل الصخرة اشتبهتْ عليكمفقالوا لي: لنا بالدرب خِبرةفقلتُ لهم: لقد جَرّعتمونيعذاباً كأسُه – واللهِ - مُرةيمينَ الله آذيتُم فؤاديوأوقدتُم به كَرْباً وجَمرةففرجْ ربَنا كرْبي وضنكيوخفف ما تُعانيه هُريرة
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.