عندما يعف الواعظ - أحمد علي سليمان

نِعم العفيفُ الحرّ مَن خطبا
يرجو رضا الرحمن محتسبا

يدعو بلا يأس ولا مَلل
مستعذباً - مِن سعيه - النصبا

وتراه - بين الناس - ملتزماً
دينَ الهُدى ، والعلمَ والأدبا

ويريد وجه الله مصطبراً
ويُجابه الأخطار والنوَبا

والوعظُ والإرشادُ ديدنُه
وجهاده لا يعرف اللعبا

ومَعينه صافِ ومؤتلقٌ
يُزجي الهُدى والنور والأربا

ومصادر المِقدام مُشرقة
إن التقيَّ يراجع الكتبا

هو ليس - بالإسلام - مرتزقاً
يرجو - به - الألقابَ والرتبا

هو لا يُداجي مَن يُبَلغهم
هو لا يحب الزور والكذبا

هو لا يُلاحي عمن ابتدعوا
واستثقلوا التبيين والخطبا

هو لا يُعادي أهل مِلته
كلا ، وعنهم يدفع الرِّيبا

هو سِلمُ مَن - بالحق - قد جهروا
وعدوُ مَن – بالباطل - اعتصبا

وعفافه حِصنٌ يجنبه
بين الورى التدليسَ والكُرَبا

قد عفّ في دنيا ، ستُوبقه
إذ إنّ - في تفكيره - لببا

© 2024 - موقع الشعر