أراجيف الغربة! - أحمد علي سليمان

لمن أشكو وأحتكمُ؟
وماذا يَسْطر القلمُ؟

ودمعُ العين فوق الخ
دّ – رغم الأنف - ينسجم

وفي قلبي جوىً وأسىً
وشوقٌ بات يضطرم

ويُضني مُهجتي شجني
ويَغشى خاطري الألم

ويكوي عزمتي أملي
ومني الحزنُ ينتقم

غريبٌ صامتٌ أبداً
فهل أودى به البكم؟

ويحيا واجماً قلقاً
فلا تلقاه يبتسم

غريبٌ ، أهله خذلوا
فلا تقوى ، ولا قيم

ولا فضلٌ ، ولا خلقٌ
ولا قربى ، ولا رُحُم

ولا عدلٌ ، ولامُثلٌ
ولا دينٌ ، ولا شِيَم

غريبٌ في دنا الخذ
لان ، كم زلت به القدم

ولم يفطن لكربته
رحيمُ القلب محترم

تؤنبه سريرته
فيطفو – فوقها - السأم

فيذكر ربه وجلاً
وبالقرآن يعتصم

فيمضي اليأسُ منجدلاً
ويعلو بالتقى النغم

غريبٌ ، زادُه الإيم
انُ ، مهما غالت النقم

ونور الوحي يرشده
إذا ما عمّت الظلم

وسُنة (أحمدَ) العدن
ان منها الفذ يغتنم

يصارع بأس همته
إذا ما زلت الهمم

ويرقب نصر أمته
إذا كادت لها الأمم

ويرشد كل من جهلوا
إذا ما ضلت العِمَم

ويسْطر شِعر غربته
وفي جوف اليراع دم

دواويناً معطرة
بها الأشعار والكلم

وما ماتت قضيتها
وفي طياتها الحِكم

على الأموات قد نُشرتْ
وهم – في فقهها - عجم

تجوب الدار ، تمسحها
ولكنْ أهلها غنم

غريب طلق الدنيا
طلاقاً ليس يلتئم

وقد بانت ، وزهرتها
وأقوام لها خدم

ويبقى من أثارتها
قصائد ليس تنهزم

غريب ، كان منتبهاً
لذا لم تثنه الحُمم

فأثخن في أراجيفٍ
معاندةٍ ، لها ضرم

فما وهنت عزيمتهُ
وما أودى بها السقم

ورب الناس أيّدهُ
بآياتٍ لها دِعَم

© 2024 - موقع الشعر