الحليم حيران - فيصل محمد الحجي

سَل الّذينَ فَهِمُوا:
أما لَدَيْكُمْ حَكَمُ ؟

يَحْكُمُ في أمْر ٍ لَدَيْ
هِ الْمُبْصِرُونَ قَدْ عَمُوا؟

قالُوا : لَدَيْنا حَكَمٌ
مُدَرَّبٌ ... مُعَلَّمُ

إذا عَرَضْتَ الأمْرَ يَأْ
تِيكَ الْجَوابُ الْمُحْكَمُ

***
يا سَيِّدِي يا حَكَمُ

هذا سُؤالِي الْمُبْهَمُ :
جاري ( سَعِيدٌ ) عالِمٌ

مُطَّلِعٌ ... مُخَضْرَمُ
مَوْسُوعَة ٌ في كُلِّ فَ

نٍّ .. بِالْعُلُوم ِ مُغْرَمُ
وَ عَقْلُهُ جَوْهَرَة

بَلْ لِلذكاءِ مَنْجَمُ
إبْداعُهُ في كُتُبٍ

بِها يُضاءُ الْمُعْتِمُ
وَ فِكْرَةٍ رائِعَةٍ

تَهْفُو إلَيْها الأُمَمُ
وَ إنْ أَرَدْتَ الْمُرْشِدَ الْ

واعِي فَذاكَ الْعَلَمُ
كَمْ عَلَّمَ الأجْيالَ .. كَمْ

مِنْ عِلْمِهِ قَدْ غَنِمُوا !
عُلُومُهُ كُنُوزُهُ

لكِنَّ جاري مُعْدِمُ
يَعِيشُ في ضِيق ٍ تَوا

رَتْ في سِواهُ النِّعَمُ
كَأنَّما الأرْزاقُ ( صَيْ

دٌ ) وَ التَّعِيسُ ( مُحْرمُ )
يَسْعى إلَيْها جاهِداً

لكِنَّها تَنْهَزمُ !
***

لكِنَّ جاري ( سالِماً )
أحْوالُهُ تَبْتَسِمُ !

كَأنَّما الأرْزاقُ حَوْ
لَ بابِهِ تَخْتَصِمُ

تَسْعَى لَهُ .. وَ ما سَعى
بَلْ إنَّها تَزْدَِحِمُ

لأنَّهُ بِالْكُرَةِ الشَّ
مَّاءِ صَبٌّ مُغْرَمُ

أُسْطُورَة ُالنَّادِي وَ في النّ
ادِي تَشِعُّ الأنْجُمُ

تَأتِي ( الْمُباراة ُ) فَيَأ
تِي لِلسَّخاءِ مَوْسِمُ

وَ إنْ يُحَقِّقْ ( هَدَفاً )
تَهْطِلْ عَلَيْهِ النِّعَمُ

سَيْلُ الْهَدايا دافِقٌ
كَأنَّهُ عَرَمْرَمُ

سَيَّارَة ٌ جَدِيدَة
وَ مَبْلَغ ٌ ( مُحْتَرَمُ )

كَأنَّما ( الشِّيكَّاتُ ) مَوْ
ج ٌ حَوْلَهُ يَلْتَطِمُ

أوْ أنَّها مِنْ حَوْلِهِ
طَوْدٌ عَلا أوْ هَرَمُ

وَ ( سالِمٌ ) لَدى ( سَعِي
دٍ ) جاهِلٌ لا يَفْهَمْ

لكِنَّ ذاكَ جائِعٌ
وَ إنَّ هذا مُتْخَمُ

وَ ذاكَ ظَمْآنٌ .. وَ ذا
تَهْمِي عَلَيْهِ الدِّيَمُ

( الألْفُ ) تَأتِيهِ وَ لا
يَأتِي لِذاكَ الدِّرْهَمُ

فَيا عَزيزي الْحَكَمُ
عَقْلِي غَزَتْهُ الظُّلَمُ

حَيْرانُ لا يَدْري فَقُلْ :
كَيْفَ يَكُونُ الْكَرَمُ ؟

مَا سِرُّ هذا الْحَيْفِ ؟ ما
تَفْسِيرُهُ ؟ ما الْحِكَمُ ؟

***
غَمْغَمَ قاضِينا وَ قَدْ

غامَتْ لَدَيْهِ الْقِيَمُ
وَ صاحَ مِنْ أعْمَاقِهِ :

يا لَيْتَ رَأسِي قَدَمُ !
© 2024 - موقع الشعر