دَفنوكِ تحْتَ شواهِقِ الجدرانوَ مَشتْ عَليْكِ زواحِفُ البُنياننسَبُوا إلى الحَيَوان ِ كُلَّ جَريمَةٍأرأيْتَ مِثلَ جرائِم ِ الإنسان ؟أهْلوكِ قدْ باعوكِ دُونَ رَويّةٍوَ تعَلقوا بالأصْفر ِ الرّنانهاموا عَلى سُوق ِ العقار ِ .. كأنهمقطعانُ ماشِيةٍ بلا رُعيانوَأَدُوا جَمالكِ فِي خِضمِّ جُمُوحِهمْنحْوَ الدَّراهِم ِ وَ المَتاع ِ الفانيوَ اسْتنزَفوا ( بَرَدَى) فجَفَّ مَعِينهُأيَعِيشُ قلبٌ دُونما شِرْيان ِ ؟قدْ ماتَ (مَشنوقاً) كَمِيتة ِ مُجْرمفي (المَرْجَةِ)العَطشى على الشُّطآنِ(1)بَلْ ماتَ مُنتحِراً.. لأنَّ ضِفافهُمِنْ كُلِّ أنواع ِ الفسُوق ِ تعانيفكَأنهُمْ يَسْتمْطِرونَ عُقوبَةتدَعُ الرُّبا قفراً .. بلا غدْرانبَلْ مَاتَ مَسْموماً .. تلوَّثَ مَاؤهُبنجَاسَةِ الإنسان ِ وَ الحَيَوانوَ سَرى إلى كُلِّ الحَدائِق ِسمُّهُلِتمُوتَ شاكِيَة أذى الخلانهِيَ – إنْ جَرَتْ بَيْنَ الضِّفافِ– مُصِيبةوَالخطبُ إنْ كَفتْ عَن الجَرَيَانفاصْنعْ لأنفِكَ وَاقِياً صَلداً.. فقدْهَبَّتْ رياحُ عفونةٍ وَ صُنان(بَرَدَى يُصَفقُ بالرَّحِيق )(2)..أواقِعٌماقِيلَ؟..أمْ ضرْبٌ مِنَ الهَذَيان؟تجْري المَدامِعُ حسْرَة ًلمَّا جَرىسَيْلُ المَفاسِدِ فيهِ كَالطوفانبَلْ إنهُ الطوفانُ.. حَتى خِفتُ مِنْزَبَدِ الأذى يَطغى على(الزَّبَدانِي)(3)وَ الفجْرُ وَضاءٌ..وَ لكِنْ ليسَ فِيآفاقِها..بَلْ مُظلِمُ الأرْكانوَ تخَالُ ما فوْقَ المَدِينةِ ظلةكَعَذابِ مَنْ مَرَدُوا عَلىالعِصْيانبَلْ وَصْمَة تجري لِتفسِدَ ما بَنىأجْدادُنا .. بحَماقةِ الولدانإنْ كُنتَ تسْمَعُ لِلصَّلاةِ أذانهافالمَوْتُ يُطلِقُ – ثمَّ – ألفَ أذانما لِلمَصانِع ِ وَالمعامِل ِ ما لهافِي عُمْق ِ (بادِية ِ الشآم ِ) مَبان ٍ ؟حَيْثُ الزِّراعَة ُ لاتجُودُ.. لِتنقِذوارئة َ المدِينةِ مِنْ أذى السَّرَطانلكِنهمْ جحدوا المحاسِنَ فانمحىحسنٌ تميزَ مِنْ لدى (الرُّومان ِ )حسنٌ تضمخَ بالجلال ِ .. وقدْ كَسابالعِزِّ تاجَ (الحارثِ الغسَّانِي)حسنٌ مشى (حسانُ) في أفيائِهِفسرى الخلودُ بشعرهِ الحساني(4)حسنٌ تضاءَلتِ الشموسُ أمامهُلما سما بلوَائِهِ (المَرْواني)(5)لوْ خُيِّرَ التاريخ ُ تاجاً لاصْطفىأزْهارَها الجزْلى عَلى الأفنانكانَ الجمالُ قرينها .. ثمَّ اختفىقدْ صارَ (مجنوناً) مِنَ الحِرْمانمدُّوا بساط َ القحطِ فوْقَ مُرُوجهاوَ القبْحَ فوْقَ جمالِها الفتانفكأنَّ آثارَ المعاول ِ فِي الرُّبا(جرَبٌ) سرى فيها مَعَ (القطِران ِ)(6)طرَدوا الفراشاتِ التي دَأبتْ عَلىتوْزيع ِ بهجَتِها بكلِّ مَكانطرَدُوا الهَزارَ.. فما سمِعتُ بقفرهاإلا نعِيقَ البوم ِ وَالغِرْبانوَ صَريرَ مِنشار ٍ يَحزُّ شجيْرةكانتْ مَلاذ َ الوُرْق ِ وَ الكرَوانطرَدوا البراءَة ََوَالصفاءَ.. فخيَّمَتْسُحبُ الجفاءِ وَ ظلمةِ الأدْرانشتانَ بين َ زحام ِ جُُدْران ٍ علتْبسدُودِها وَ رَحابةِ البستانغرَفٌ كاقنان ِ الدَّجاج ِ لِضيقِهاوَ كَأنها سِجنٌ بلا سجان***آهٍ دِمَشقُ ! أسِيرَة َ الصمتِ الذييَحْكي وَ يفصِحُ عَنْ مَدى الأحْزانمازِلت ِ في أوْج ِ الصبا.. وَ تجَعدَتْقسماتُ وَجهكِ بالدَّمار ِ الجانييا دُرَّة َ الدُّنيا التِي ما آنستْحسناً كحسن ِ رَبيعها الفتانوَجدي ب ( رَبوَتها) رَبا.. وَ قدْ اكتوىقلبي بنار ِ الشوْق ِ في (كِيوان ِ)(7)ما بالُ أهلكِ لمْ تعدْ أبصارُهمْتهوى الجمالَ كسائِر ِ العميانأينَ الوَفا ؟ ما بالهمْ قدْ أدْمنوامَضغ َ العقوق ِ لها بغير ِ توان ِ ؟زَعموا التمَدُّنَ .. وَالتمدُّنُ عِندَهمْ(غولٌ) يبيدُ محاسِنَ الأوْطانيُفنِي الحياة َ وَ حسْنها وَ عطاءَهاوَ يُزيلُ عِطرَ زُهورها بدُخانخدّاكِ .. ما خدّاكِ ؟ أينَ سَناهمامتلألِئاً بجمالِهِ الرَّباني ؟(الغوطتان ِ) .. وَ مَنْ رَأى فيما رَأىكِالغوطتين ِ عَلى مَدى الأزمان ِ ؟ما هذِهِ ؟ أعيونُ قطعان ِ المها ؟أمْ أنجُمٌ لِمَجرَّةِ ( التبان ِ) ؟أمْ ذي قنادِيلُ الثمار ِ تضِيءُ بالعنبِ اللذيذِ الفاخِر ِ (الدَّاراني) ؟(8)بالجوْز ِ وَالتفاح ِ وَاللوْز ِ ازْدَهىوَ التين ِ وَ الزَّيتون ِ وَ الرُّمانبالتوتِ وَالدُّرَّاق ِ والخوْخ ِ انثنتْأغصانهُ .. بالمِشمِش ِ (الكِسْواني)(9)بضَفائِر ِ الكَرَز ِ الشهِيِِّ عَلتْ عَلىأثداءِ كمثرى بصَدْر ٍ حَانتلقى الغِذاءَ هوَ الدَّواءَ وَمُتعَة َالأرْواح ِ وَ الأفكار ِ وَ الأبدانفي الظلِّ وَالطعم ِ اللذيذِ وَرَوْعةِ ُالأشكال ِ وَ الأحْوال ِ وَ الألوانوَ (الرَّبوَة ُ) الغناءُ ثغرٌ باسِمٌدَوْماً .. كبسمةِ وَرْدِكِ (الدَُوماني)(10)بحرُ الجمال ِ يَطِيبُ في أمْواجهِالإبحارُ للأبصار ِ وَ الآذانوَ عَلى بساطٍ سُندُسِيِّ أخضررَسَمَتْ يَدُ الأزهار ِ رَوْضَ جنانلوْلا هَوَاؤكِ ما تعلمْتُ الهَوَىريحُ الصَّبا بهبوبهِ أصْبانِيهَلْ زُرْتها وَ جَلستَ متكِئاً علىخَدِّ المرُوج ِ برَوْضها الفيْنان ِ ؟وَنظرْتَ حوْلكَ – مااسْتطعتَ – مُتابعاًشتى محاسِنها بكلِّ مَكان ِ ؟وَسمعتَ تغريدَ الطيور ِ طلِيقةوَ يَدُ النسائِم ِ لامستْ بحَنان ِ ؟وَ خريرَ شلال ٍ وَ هَمْْسة َ جَدْوَلسَبحَتْ على أمْواجِهِ العْيْنان ِ ؟عبَقُ الزُّهور ِ يَفوحُ دَفاقَ الشذىفتمِيسُ فِيهَا مِيسَة َ النشوانوَ تخالُ أنكَ (قيصَرٌ) فِي ملكِهِعِزّاً .. و (كِسْرى) الفرْس ِ في الإيوان***لوْ شِئتِ صِحتِ فكنتِ أصدَقَ صادِعبالحَقِّ .. يوقِظ ُ غفلة الوَسْنانوَ كشفتِ غدْرَ الطامِعينَ شراهَة ًمنْ يستغلُّ تِجارَة َ (الإسْكان ِ)ترَكوا القِفارَ بلا بناءَ.. وَ أتخمُواالمَزْروعَ وَ المَغروسَ بالعُمْرانوَلقلتِ : ما هذي الصحارى أطبَقتْحَوْلي مِنَ الإسْمنتِ وَ (الصَّوَّان ِ) ؟ما قصَّ أحشائِي قصيٌّ .. إنماأخشى الأذى وَ الجَوْرَ مِنْ جيرانِيأنا جَنة ٌ للصَّالِحِينَ .. فما الذيأغراهُمُ بنوَازع ِ الشيطان ِ ؟قالوا : سَنحْمي ( بيئة ً) وَ نصونهاما النفعُ مِنْ قوْل ٍ بغير ِ مَعان ِ ؟نامَتْ نوَاطِيرُ الكرُوم ِ .. فعرْبَدَتْفِيها الثعالِبُ مِنْ ( بَني رَشوان )سأظلُّ صامِدَة ً وَ أحْتمِلُ الأذىوَ أسُدُّ مَجرى الدَّمْع ِ فِي أجفانيوَ أظلُّ أنتظِرُ الذينَ تعلموا :أنّ الطبيعة َ مَلجَأُ ُ الإنسانوَ ضمَانُ لقمَتِهِ .. وَمَصدَرُ أُنسِهِوَ مَجَالُ فسحََتِهِ مَعَ الإخوانفتراهُ يُصْلِحُ لِلجُذور ِ مِهادَهاوَ يَمُدُّ صَدْرَ الجَوِّ للأغصانقالَ الرَّسُولُ مُوَجِّهاً : لا تقطعواشجراً .. وَلا تئِدُوهُ بالنيرانسَأظلُّ أنتظِرُ السّلامَة َ فِي حِمَىقوْل ِ الرَّسول ِ وَ شِرْعةِ الدَّيانلِيَتوبَ عَنْ جرْم ِ العقوق ِ خلائِفٌرَضََعتْ صَفاءَ العيْش ِ في أحْضانِيحَقي بأسبابِ الحياة ِ تراهُ فيالتوْراة ِ وَ الإنجيل ِ وَ القرْآنغابَ الأمانُ لِغيبة ِ الإيمان ِ فانتظِروا رُجوعَ الأمْن ِ وَ الإيمان
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.