عقوق لا يمحوه التجمل - أحمد علي سليمان

أفعالك النكراءُ مازالت تكدّر غربتي
وتزيدُ من ألمي ، وتشعلُ يا سفيهاً كربتي

وتسيمُني سوء العذاب بغلظةٍ وتعنت
وتُهيجُ أخيلتي وتبعث ما انزوى من حيرتي

ويُذيبُ قلبي ما ارتأى يا قاتلي من قسوة
ويهينُ إحساسي تذكرُ ما مضى من جفوة

ويريب عاطفتي عقوقك إذ يؤججُ صدمتي
ماذا جنيتُ لكي تُحَرّق بالتطاول مهجتي؟

أفصحْ وبيَّن يا شقيّ تجاوزي وجريرتي
أوَلم أعرك بغير منٍّ مطمحي وشبيبتي؟

وبذلتُ لم أبخلْ عليك لأن هذي شيمتي
ونصحتُ من قلبي ولكنْ لم تُفدك نصيحتي

ورميتني بتشددٍ وتعصّب وتزمّت
ووعظتُ يا دهقانُ وعظ منافح ذي همة

ودفعتُ عنك وأنت تعلم في الخصومة صوْلتي
ومددتُ في الأزمات والعثرات كف معونتي

واسأل عن الإحسان يا هذا العقور قبيلتي
وعققتني وعققت أمك يا عديم النخوة

وسرى عقوقك في الصغار فقد طعنت رجولتي
وسننت للأبناء يا غجريّ أخبث سنة

وسلكت درباً ينتهي يا هازلاً بتثبت
واليوم تسألني بكل ترهل وتفلت

عما اجترحت ، أما لديك من الحيا من ذرة؟
ماذا أقول عن العقوق أباد طعم البسمة؟

وأحالني هدفاً لكل تنقص وتشمّت
وهل التجمل سوف يمحو في الديار مصيبتي؟

أيُجَفف التوهينُ والتلطيفُ يوماً دمعتي؟
وأنا الذي لمّا رحلتَ طفِقتُ ألثمُ فرحتي

© 2024 - موقع الشعر