على نهج أشعار المتنبى - محمد عمر عثمان

***** قصيدة *****
على نهج أشعار المتنبى

دَعِ القَصَائِدَ تُبكِينَا مِنَ الأَلَمِ
فَقَد تَدَاعَت عَلَينَا كَافَّةُ الأُمَمِ

وصَارَت الخَيلُ والبَيدَاءُ تَجهَلُنَا
لمَّا تَرَكنَا جِهَادَ السَّيفِ والقَلَمِ

وأصبح الضعفُ والإحجامُ يعرِفُنَا
لمَّا تَهاوَى جلالُ الرَّمزِ فِى العَلَمِ

مَاعَادَ فِينَا شُمُوخٌ كَانَ يُكسِبُنَا
مَهَابَةً فِى قُلُوبِ الفُرسِ والعَجَمِ

وشَامُنا شَعبُهُ قَد صَارَ مُنقَسِمَاً
و سَيْفُ سَطوَتِهِ فِى حَيِّزِ العَدَمِ

و فِى العِرَاقِ شَتَاتٌ فِى فَصَائِلِهِ
لَكِنَّها مَا تَنَاسَت عَصرَ مُعتَصِمِ

والقُدسِ مَسجِدُهُ مَازَالَ مُنتَظِرَاً
لِمَن يُحَرِّرُهُ بالحَربِ و الذِّمَمِ

و مَصرُ فِى أَزمَةٍ تَشتَدُّ حِدَّتُهَا
لضَعفِ عُملَتِهَا فِى الكَمِّ والقِيَمِ

فَاليَومَ أُمَّتُنَا زَادَت مَتَاعِبُهَا
وكَم تُعَانِى مِنَ الأَحزَانِ والأَلَمِ

و لَن يَكُونَ لَنَا مَجدٌ نَتِيهُ بِهِ
حتَّى نَصِيرَ بِلَمِّ الشَّملِ فِى القَمَمِ

فَهَل يَكُونُ لَنَا فَوزٌ بهُ ظَفَرٌ
بِوِحدَةِ الأَرضِ والأَوطَانِ والعَلَمِ

وهَل يَصِيرُ لنَا مَجدٌ يَلِيقُ بِنَا
بَينَ الكَيَانَاتِ والأَقطَارِ والأَمَمِ

شعر / محمد عمر عثمان
© 2024 - موقع الشعر