يومًا سيرجع لي/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

يا قلبُ أنزلتَنِي ما ليسَ يُرضِيني
حَتَّامَ تهفُو لِمَنْ بالغَيرِ باعُوني

ظللتَ تذكُرُ أعوامًا مآثِرَهُمْ
لم تنسَ فضلًا لَهُمْ رغمًا عنِ البَينِ

تشتاقُهُمْ، ودُمُوعِي عنكَ نازِفَةٌ
وجمرةُ الفَقدِ في أحشاكَ تكويني

وعنهُمُ سائلٌ مِنكَ الوَفاءُ لَهُمْ
عن حالِهِمْ ناشِدٌ دُونَ الملايينِ

وإن يَكُ كجِبالِ الأرضِ فضلُهُمُ
عليكَ؛ دَعهُمْ، ولا تُبكِي بِهِمْ عَيني

حُبُّ امتنانِكَ لا جدوى لَهُ أبَدًا
ولا وَفَاكَ لأغلى مَن أحبُوني

لديهِ عُدتَ غريبًا بالبديلِ أتى
يُنسِيهِ لي؛ فاكتفى النَّاسي بمُنسِيني

مَن ليسَ يحتاجُني، ولا يُفَكِّرُ في
أمرِ احتياجي لَهُ؛ ما عادَ يعنيني

غدًا بديلي الذي عَنِّي ارتضى بَدَلًا
يسقِيهِ مِن مُرِّ كأسٍ كانَ يسقِيني

ولا أمَرُّ مَرارًا حنظَليَّ كما
مُرُّ الفُراقِ حريقًا في الحشاشِينِ

يومًا سيرجِعُ لي ندمانَ مُعتَذِرًا
يأتي الحنينُ بهِ، والعفوُ مِن لِيني

لَكِنَّهُ لن يَجدني مِثلَ ما سَلَفَتْ
مِنِّي العُهُودُ لَهُ مِن قَبلِ يرميني

فلتنصَرِفْ يا فُؤادي بالوَفاءِ إلى
أبقا المُحبينَ، لا مَن قد تناسُوني

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر