فصيح(مدينة قلبي) - أحمد بن محمد حنّان

يعودُ مسافرٌ إن طالَ وقتٌ
ومن قال المسافرُ لا يعُودُ

لديه من الحنينِ على اشتياقٍ
وطائرةٍ تُجاذُبها الوعُودُ

بنبعٍ للشفاهِ أُحيلَ خمرٌ
بواطنُهُ وظاهرُهُ وقُودُ

تُشعُّ كخاتمِ الياقوتِ صُبحًا
وفي ليلٍ كأقباسٍ تسُودُ

ورمانٍ يجورُ على التراقي
تُؤرجحُهُ النسائمُ والجهودُ

على بستانِ وردٍ للحنايا
تفتِّقُهُ على اللقيا عهُودُ

فمن لبلادِ قلبي إن تشظَّتْ
على امرأةٍ يباعدُها الجحُودُ

وكيف أُهجِّرُ الأمصارَ تيهًا
بلا أرضٍ كما فعلتْ يهُودُ

وهل سيصدِّقُ التاريخَ قولي
أنا إرمٌ وقد هلكتْ ثمُودُ

وما فودُ الدماءِ إنِ استدارتْ
كزائرةٍ يضيِّفُها الوجُودُ

تخاطبُها العناكبُ كبرياءً
بخيطٍ في ضعافَتِهِ خلُودُ

سأرسلُها إلى الآفاقِ روحًا
بلادًا في أمانِيها رعُودُ

جناحيها من الذكرى وريشٌ
من الآمالِ تبذرُهُ الكبُودُ

فموجي ياطيوفُ بكلِّ ريعٍ
لعلَّ النبضَ تشفيهِ الوفُودُ

لعلَّ الريحَ تأتي الصدرَ بشرى
لعينٍ حزنُها ألمًا يجُودُ

© 2024 - موقع الشعر