شهاب الدين الغوري! - أحمد علي سليمان

نسيمُ البطولة يُشجي الدنا
ويَغمرُ أرحابَها بالسنا

وأقوالُ أهل الهُدى عذبة
وذِكرُ المَغاوير يسمو بنا

وسيرة أهل التقى مَنهجٌ
يقودُ خطانا إلى ربنا

وذِكرى (شِهابٍ) تذرُّ الشذى
ونورٌ يُضيئُ الدروبَ لنا

وبالأمس أرعبَ مَن أشركوا
وكان على رُشده بَرهنا

وكم بالبطولة خاضَ القنا
وتشهدُ بالبأس كلُّ الدنا

ولم يخشَ في الحرب كيدَ العِدا
ولم يكُ كيدُ العِدا هيِّنا

وكم وطنَ النفسَ أنْ لا تني
وروحاً كذا في الوغى وطنا

إلى أن غدا الرأسَ في قومه
ونالَ به العرشَ أسمى المُنى

غزا ، ثم أثخنَ مستبسلاً
ببأس الجهاد أقامَ البنا

وهاجَ وماجَ على مُعتدٍ
يُلقنه الدرسَ مُستيقنا

وأرغى وأزبدَ لمَّا غزا
وسلمَ أعداءَه للفنا

حَمَى الدارَ مما تعُجُّ به
مِن الكفر عاندَ إذ هيمنا

ورسَّخ عَدلاً يسودُ به
وصانَ الثغورَ فقد أمَّنا

وحكَّمَ شرعاً بتطبيقه
يَعُمُ ديارَ السلام الهنا

أزالَ عن الناس ظلماً طغى
وعمَّتْ مساوئه أزمنا

وعاد الهنودُ الطغاة إلى
مكائدَ لمَّا تدعْ مَوطنا

و(كُولة) في جيشهم قائدٌ
بحرب (الشهاب) أتى مُمعنا

يُعيدُ البلادَ إلى شِركها
عنيداً ، وبالأمس قد أذعنا

وقاتلَ أهلُ السلام العِدا
وسَعَّرَ أهلُ الضلال القنا

وسالتْ دماءُ (الشهاب) ، ولم
يكنْ ما جرى لحظة موهنا

وجندلَ أفيالهم أربعاً
وكان بنصر الهُدى مُوقِنا

ولكنْ هوى بالدما مُثخنا
هُوُيَّاً لمن جالدوا مُحزنا

فجاؤوا ليستنقذوا فارساً
أبى أن يُسَلّم ، أو يُذعِنا

فأنقذه الجُندُ مِن نكبةٍ
وربُّ الأنام له مَكّنا

مناسبة القصيدة

(هل سمعتم بهذا الاسم من قبل؟ هذا البطل المسلم الذي أرعب مشركي القارة الهندية ، وأول من جلس على عرش الهند ، وأطلقت باكستان اسمه على القنبلة النووية إنه البطل المسلم: شهاب الدين الغوري! قال عنه ابن الاثير: (كان رحمه الله شجاعاً مقداماً كثير الغزو إلى بلاد الهند ، عادلاً فى رعيته ، حسن السيرة فيهم ، حاكماً بينهم بما يوجب الشرع المطهر). مما جعل الكثير من مشركي الهند يتحالفون ضده ويتآمرون عليه ، خوفاً على ملكهم! وكان ذلك بقيادة قائدهم (كولة) عام 583 هـ ، ودارت معركة رهيبة دارت الدائرة فيها على المسلمين حتى فر بعض الأمراء المسلمين من ساحة المعركة! أما البطل شهاب الدين فبقي يقاتل بسيفه في مقدمة من بقي معه من جيشه حتى قتل بيده أربعة أفيال وظل يجاهد حتى كثرت جراحه وسقط على الأرض وتكاثر عليه الأعداء فقاتل المسلمون ببسالة دفاعاً عن قائدهم حتى أنقذوه! ولما أعجبتني شخصية البطل شهاب الدين الغوري ، أنشدت عنه هذه القصيدة الرقيقة!)
© 2024 - موقع الشعر