أَلا إنَّما الشِّعْرُ الصَّدوقُ مُعَظَّمُوكلُّ يَراعٍ يَصطفيهِ مُكَرَّمُصدقتَ (أبا شُهْبٍ) ، وإنِّي مُعارضٌأُؤيِّدُ ما قُلْتُمْ ، وشِعْرِي مُهنْدَمعَلَى قَدْرِ صِدْقِ الشِّعْرِ يَسْمُو ، ويَرتقِيوتلقاهُ - في دنيا الوَرَى - يَتَرَنَّميَروحُ ويَغدو ، والعَبيرُ أريجُهُويُزْكي شِغافَ القلبِ مَا حَبَّرَ الفَميَهيمُ السَّنا - فِي عالم الشعر - شامخًافتلقاهُ - في أنواره - يَتَبَسَّمويَنْفَعِلُ الوجدانُ - للشعر - طالمايُتَوِّجُهُ الصِّدْقُ الذِي هُوَ قَيِّمولكنْ بُلِينا بالأباطيل تَعْتَلِيمُتونَ القوافي ، فالكَذُوبُ مُقَدَّموكلُّ يَراعٍ يَكتبُ الشعرَ صَادقًاًيُعانِي ، ويغلي - في تَرائِبِهِ - الدَّموليسَ يَرى شَمْسَ الحياة ، ولا الضياوبُنيانُه - في كلِّ صُقْعٍ - يُهَدَّميَجِفُ المِدَادُ العَذْبُ فيه ، ولا يَرَىقضيَّتَه الإنسَانُ ، ثمَّ يُحَطَّموتَحْتَرِقُ الأَنَّاتُ فِي قلْب شَاعِرٍوينتحرُ الشعرُ الأصيلُ المُعَظَّمفَيَبتَسِمُ المُحْتَالُ - بالشعر - عُمْرَهُويسمُو - بُعَيْدَ الفقْدِ - شِعْرٌ مُحَرَّمأَيَا (ابْنَ شِهَابٍ) قَدْ أثَرْتَ مَشَاعِريوعطَّرتَني بالشوقِ ، قُلتُ: سَأَنْظِمُوأَثَّرْتَ فِي نفْسِي ، وسَعَّرتَ خَاطِريولمْ يَنْأ عمَّا قلتَهُ مُتَرَدَّمأَلا طَمْئِنِ النَّفْسَ العزيزة ، قُلْ لهَاشُعورُكِ هذا بيْنَنَا اليومَ مُبْهَمفإنَّ القُلُوبَ اليَوْم بيعتْ وشِعرُهَاوعبَّدَهَا في القومِ سَيْفٌ ودِرْهَمومِنْ عَجَبٍ لَيْسَتْ تُداري عَوارَهَاويُسْعِدُها ذلُّ النِّفَاقِ المُنَغَّمفكَيْفَ اشتراها المَالُ؟ ليْسَتْ عجيبةًيَثورُ ويَهْدَا – للدراهِيمِ - دَيْلَمويُهدِي القَريضَ العَذْبَ - للوغدِ - ناحِلٌويُهْدِي لِلَيْلَى الشِّعرَ دَومًا مُتَيَّمتَمُوتُ الأَحَاسِيسُ التي تَنشُدُ الهُدَىويَلحقُها بعْدَ التردي التَّنَدُّموكَمْ مِنْ شُعورٍ صِيغَ شِعْرًا وفِكْرَةًومِنْ حُسْنِه باتَ الصَّدَى يَتَكَلَّمومِنْ جَوْدَةِ السَّبْكِ المَهيب لهُ سَنًافتقتُلُه الأوهَامُ ، ثُمَّ تَجَسَّمويَحْجُبُهُ التَّضليلُ عنْ كل قارئٍويَذبحُه في عالم الناس – خَشْرَمفكيفَ رَطِيبُ الشِّعْر ينمُو ، ويَزدهيوقدْ أنشدَ الأشعارَ مَنْ يَتَمَعْلَم؟أراكَ - بكُلِّ الصِّدقِ - حَجَّلْتَ واسِعًاوأنتَ - بمَنْ ذا يَدَّعِي الشِّعْرَ - أعلمأَيَا (ابْنَ شِهَابٍ) خَفِّف اللوْمَ ، إنَّهُميَبيعُونَ ما صَاغوا ، ولَمْ يَتَلَومُواإذا بِيعَ - فِي المَرْءِ الضَّميرُ - فلا تَسَلْلأنَّ الأصيلَ الحُرَّ مَنْ يَتَفَهَّملَقَدْ حَطَّمُوا بَوْحَ القوافي ، وعِطْرَهَاوقدْ عَيَّبَ الأوزانَ غِرٌّ غَشَمشَموَقَالوُا بِأَنَّ الشِّعْرَ - بالوزن - هَازِلٌومِنْ غيْر أوزانٍ - لَهُ - يتنغمُوطُوِّع شِعْرُ القَوْم في مدْح جاحدٍوأمْسَى مَعِينُ الحَقِّ - فِي الدارِ - يُكْتَموَضَاعَتْ علَى الأيام ضادٌّ ورايةٌوأودَى - بنُور الصِّدْقِ - مَنْ يَتَمَسْلَموقد فَضَّلَ الشِّعْرُ الأصيلُ رحيلَهُوكانَ لهُ - مِنْ قبْلُ - مَنْحَىً ومَرْسَموكانَ لَهُ مَرْأَىً يَسُرُّ ضُيُوفَهُوكانَ لهُ إلْفٌ يَتِيهُ ، ومُغْرَمولَكنْ تَلَظَّى فِي دُجُنَّاتِ مَنْ غَوَوْاومَنْ قالَ هذا في الوَرى فَجَهَنَّموَأَمْسَى ضَيَاعًا ، أو غرامًا وقَيْنَةًوإنْ يُذْكرِ الشِّعْرُ الأريبُ ، فَقَدْ عَمُوادِمَاءُ الهُدَى سَالَتْ ، وما مِنْ مُنَافِحٍولوْ - بالقريضِ الفَذِّ - يَهْجُو ويَنْقِموفِي السَّاحِ أَشْعَارٌ تُعاني صَبَابَةًتَرى العِشْقَ - في أبياتِها - يَتَضَرَّموأَصحابُهَا - فِي الحُبِّ - ضاعتْ حَيَاتُهمفقالُوا بأنَّ العِشْقَ نَارٌ ، وعَلْقَمفيا ليْتَ شِعْرِي ، مَا يُفيدُ هُراؤهُم؟وكائِنْ ترَى مِنْهُم شَفِيقٌ فَيَنْدَموإنَّ الهُراءَ اليَوْمَ طابَعُ عصْرِنَاوقد قَلَّ فِي الأقوامِ مَنْ يَتَأَلَّمأَيَا (ابْنَ شِهَابٍ) قَدْ عرفتُكَ شَاعِرًاوإنَّكَ - فِي نَسْج القصَائِدِ - ضَيْغَمتَذُودُ عَنِ الفُصْحَى ، وتُعْلي عِمَادَهَاوآهاتُكَ الحَرَّى تَئِنُّ ، وتَجْزِمبِأَنَّ الحَيَاةَ اليَوْمَ هَزْلٌ ، فلا عُرَىًوأنَّ السَّليمَ القلب أَضْحَى يُلَوَّموأَلْمَسُ - في أشعارِكَ - الصِّدق كُلَّهُألا بُورِكَ الشِّعْرُ الرَّصِينُ المُطَهَّمكَأَنَّكَ - فِي آفاقِ شِعْر الوَفَا - سَنًاإذا أشرقَتْ أنْوَارُه يَتَهَيْنَمُفَهَوِّنْ على القلبِ الذَّبيح ، وداوِهوصَابرْ ، فعند الله فوز ومَغنمألا ليْتَ شِعْرِي هَلْ تَنَاولنِي الخَطابمِعْوَلِه ، ثمَّ احتواني التجهمألا هَلْ يَكُونُ الشِّعْرُ عِندي سَلِيقَةًفيتبعُني مِنْكَ الشهابُ فأُفْحَم؟حَنانَيْكَ يا ابْن العِزِّ ، وارفقْ بنظرتيفإنِّي أبُثُّ الصِّدقَ ، لا أَتَلَعْثَمورِفْقًا بِحَالِي ، فاليَراعَةُ سَجَّلَتْطُيوفًا بقلبي ، للمعالي تقدّمأيَا ابْنَ شِهَابٍ ، لا أُنافِقُ لَحظَةًولكِن شعورٌ صُغْتُهُ يَتَحَمْحَمبَرِئْتُ مِنَ التَّلْفِيق: قلبًاً وقالَبًاومِنْ مَسْح جُوخٍ فِيهِ يُمْحَى التكرموأَمْقُتُ مَنْ تَزلَّفَ ، ليْسَتْ طبيعتيوأصدعُ بالحق الصُّراح ، وألْطِمولَوْ «بِأَبِي» عَيْبٌ لقُلْتُ ، ولمْ أَخَفْوآياتُ هذا - في حَيَاتِي - تُخَيِّمولكِنْ وَصَفْتُ خاطرًا هيّج الجوىوأترعْتُ قِرطاسي بِمَا يَتَحَتَّمأُحِبُّكَ فِي اللهِ العَظيم حَقِيقَةًوأبْكي لِمَا يُبكِيكَ ، وَاللهُ يَعْلَموَمِنْ يوْمِ أَنْ طَالَعْتُ قبلَ الرِّسَالَةِفصَارَحْتُ: هذا جَهْبَذٌ ، بَلْ وَأَعْظَمورائِدُ شِعْرِ القَوْمِ أَنْتَ ، ولا مِرَاولَسْتُ أُزكّيكُم ، ولا أَتَأَقْلَمولَوْلا زَمَانُ الشِّعْرِ وَلَّى ، لقُلتُهابِأنَّكَ أرجى مَنْ عَرَفْتُ ، وأنظمألا والقَرِيضُ العَذْبُ عِنْدِي هُوايَةٌأُداري بِهَا جُرْحِي ، ولا أَتَجَهَّمُوتَحْرِقُنِي آلامُ دَارِي ومِلَّتِيوأُمْسِي فيَكويني الَّلهِيبُ ، فَأُصْدَمويَقْتُلُنِي الشَّوقُ المُنافحُ غِيلَةًفيَذبلُ - فِي الإحْسَاسِ - عَزْمِي ويُحْجِمأَسِيرُ - عَلَى شَوْكِ - البَلاءِ مُرَوَّعًاوأُمْعِنُ - في مَخْبُوءِ غَيْبٍ - سَيُقْدِموَأَشْعَارُ قلْبي - في المَعالي - كتبتُهاحَقائقُ تُرْوَى تارة ، وتكرّمأَيَا ابْنَ شِهَابٍ ، ذا قصيدي هَدِيَّةٌوأُهديه قلبًا – بالمبادئ - يَحْلُمتَقَبَّل عَزائي فِي المبادئ والوفَاورفقًا بضَادٍ ، شِعْرُها يَتَجَمْجَمأَيَا (ابْنَ شِهَابٍ): إننا في مَتَاهَةٍوأشلاؤنا - في ساحِها ، تَتَدَمْدَمخَبَا نَجْمُ مَنْ يَحيا لنيْل كرامةٍوقدْ سادَ - في الدنيا - عُتَاةٌ وخُوَّموقد شُيِّعَتْ أَنْغَامُ شِعرِ عُروبتيوجَفَّت بُحورُ الشعرِ ، أَمْسَتْ تَأَلَّمكِلانَا يذر الشعر – للجيل - عَابرًاولكنَّه مِنْ شِعرنا يَتَبَرَّموداعًا أَيَا شَيْخَ القريض وجَهْبَذاًوأستاذَ جيلَ ، فِي الفضيلةِ هَيْثَمولَسْتُ أُزكيكُم على الله لحظةًبحُبٍ تَلاقَيْنَا ، وشِعْرُكَ مَعْلَمفليْسَتْ طِبَاعِي ، بَل أحبُّ جِوارَكمأدامَ المَلِيكُ الحُبَّ ، فالحُبُّ بَلْسَم
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.