قبورُكم كَلفتْ بعضَ الملايينِوأهدَرتْ في القرى بعضَ الفدادينِبنيتموها بأحجار لها نسقٌيُفضِي إلى نسق بالرصف مقرونوكل قبر به أنصافُ أعمدةٍتشد بنيته مثلَ الأساطينوالسقفُ أوتادُه في الأرض أربعةشُدتْ لتحملَ سَقفاً غيرَ مدهونيا صاح حدّثْ عن التكليف ضاق بهقومٌ يعيشون في الدنيا على الدونعن المصابيح حدّثْ كل من نظرواوبعضُها خصّه الحمقى بتزيينتُضاءُ ليلاً فتُستجلى القبورُ بهافلم يعد دربُها عنا بمدجونفهل سيسهرُ موتاها على سمر؟أم يسهرون على عِلم وتدوين؟أما نُهينا عن اتخاذ مسرجةعلى القبور كباحات الدكاكين؟والنص ذم الألى أتوه من زمنمن النصارى غدَوا أو آل صهيونوبعدُ طالبنا بأن نخالفهمأم كان نهياً تَخفّى بالأظانين؟واستشرفتْ في الفضا الأسوارُ باسقةكأنها بُنيتْ حول الدواوينوكل باب عليه القُفلُ يُوصِدُهُكباب سِجن حوى أشقى المساجينعن الزخارف حدّثْ كل مَن دهشوافيها الرسوماتُ تُدْلي بالبراهينعلى القبور زهتْ أشكالُ زخرفةٍتسبي العيونَ بها أطيافُ تلوينوبعضُها بسنا الفسيفساء زكاوالبعضُ زينَ بجص غير مدهونبواجهاتٍ غدا الرخامُ يُتحفهاأمست تُحاكي دهاليز الأواوينوالبعض بطّنه الصُناع إذ أمِرواوالبعضُ قد تركوا بدون تبطينومِن حديدٍ هنا أبوابها صُنعتْكأنما ألحقوا الموتى بتسكينوللقِيشاني على الجدران رونقهلوحٌ من الهند ، والثاني من الصينوللسيراميك حُسنٌ في تناسُقهيكاد يُذهلُ ذا فهم وتفطينوالبورسلينُ تهادى في نعومتهحتى يقيْ كل تبريدٍ وتسخينوللجرافيت ألوانٌ مزركشةدقتْ كمثل تماثيل الفراعينوللنوافذ حُسنٌ في مَقابضهاوللمَزاليج حدٌ كالسكاكينشُدتْ مَتارسُها على الحُلوق ، فلاتطالُ ساكنها أيدي الدهاقينوتحتها بُنيت مَقاعدٌ رُصِدتْلزائري القبر ، رفقاً بالمساكينوبينها صالة ما كان أوسعَهاوفوقها بُسُط مثلُ البطاطينوكل قبر له رُخامة شملتْأسماءَ موتاه فيها كل تبيينوعنهمُ سُطِرتْ آياتُ مجدهمُوكل مدح وإطراء وتدشينوبعضُ آي من القرآن تسريةعن النفوس تُعاني قسوة الرونوبعض شعر يُسلي مَن يطالعهبخاطر من سعير الوجد محروموحكمة نصها يُعينُ قارئهاعلى تحمل ما يلقى من الهُونوقد نطالعُ سباً للقضا علناًكأن كاتبه من المجانينتالله ما غبن القضاءُ مِن أحدٍوليس مَيّتُهم - حاشا - بمغبونومَن يُطالعْ يجدْ آثارَ مَخبثةٍهل جُل مَن كتبوا مِن الملاعين؟والبعضُ شادوا رياضاً جِدّ عامرةحول المقابر تُزري بالبساتينفيها ثمارٌ ورب الناس يانعةفيها من التوت والرمان والتينفهل سيأكلُ موتى القوم ما زرعوامن الثمار نمتْ في الماء والطين؟أم هل يُعيد الرخا أرواحَ من ذهبوا؟أرواحُ من رجعتْ إلى الجثامين؟هل يستفيد الألى ماتوا بما غرستْأيدي المعاتيه من عذب الرياحين؟أم هل يشمون من ورد ومن زهرومن بنفسجكم – يوماً – ويسمين؟ماذا يُفيدون من جرائدٍ نُثرتْعلى المقابر ، أو أوراق يقطين؟قالوا: النبيُ أتى ما نحن نفعلهرجاءَ تخفيف ما قد كان من هونفقلتُ: خِصيصة هذي لأحمدنافليس هذا الذي جئتم بمَسنونوالبعضُ شيّدَ مقصورات مُبتدعوالبعضُ حاكاه في بذل الملايينسل المقاماتِ في قرىً وفي حضروالبعضُ يقصدُها كل الأحايينوالبعضُ شيدَ في الديار أضرحةللأولياء ذوي البأس الميامينيدعوهمُ الناسُ في سر وفي علنحتى يجودوا على الهلكى بتحسينفيُشركون برب الناس خالقهممَن أمره كله بالكاف والنونويدفعون نذوراً للألى قبروامثل التي نذرتْ من قبلُ للزونويذبحون لغير الله صبحَ مساوعندهم قلبتْ كل الموازينشتان بين أناس ربَهم سألوافأخلصوا دينهم بدون تدجينوآخرين دعوا موتاهمُ رغباًبنص وِردٍ حوى أخزى المضامينوالله ما استويا هادٍ ومفتتنٌوما تعادلَ ذو تقوى بمفتونهي القبورُ تنادينا وتُحرجُناتقول: أحياؤكم أولى بتمكينفأمّنوا عيشهم من كل نائبةفاز الألى آمنوهم خيرَ تأمينفاز الألى أحسنوا لكل مبتئسوفاز قومٌ رعوا حق المساكينلا تبذلوا المالَ يا أقوام في بدعوالنهي عنها أتى بكل تبيينوالنص في كتُب الثقات متضحٌأكرمْ بنص بوحي الله مقرونلمَ ابتدعتم وقد بانت شريعتُكم؟لمَ استجبتم لوسواس الشياطين؟وفي المآتم جئتم بالألى قرأواوحصّلوا المال بين الحين والحينوبالغوا في أجور لا حدودَ لهاوبعضُهم قد غدا مثلَ القوارينجاؤوا السرادقَ لما الحجز تم لهموالأجرُ أصبح في حِفظٍ وتصوينفهل قراءتهم تُنجي الألى قبروامن العذاب أتى بالضنك والهُون؟هل النبي تلا آياً على ابنتهفي يوم ماتت فجدّوا في البراهينوالقارئ اليوم محظوظ بمن جهلوافليس يأتي بمال غير مصوونلمّا اطمأن إلى الألوف قد رُصدتْوالبنكُ جاد بمال جد مضمونعلى موبايله جاءتْ رسالتُهتقول: حِيزَ رصيدٌ بعد عربونفجاء يقرأ آي الذكر في طربيُحبّرُ النص تجويداً بتلحينعارٌ على زمَر القرّاء ما ابتدعواما لم نجدْ حِله في الشرع والدينفقارئٌ عند فمّ القبر منتظرتمامَ دفن ليُزجي خيرَ تلقينوقارئٌ يغمرُ الصيوان دندنةبالآي باتت كأشباه القرابينوقارئ ينشد العِتاقة ارتصدتْكي تخلص الروحُ من أصفاد مسجونوقارئٌ نذروا للأربعين أتىحتى يخص الورى ببعض تهوينوقارئٌ جاءهم وقد مضت سَنةحتى يُذكرهم بخير تأبينكأنما الذكرُ للأموات تذكرةمن أين جئتم بهاتيك الأظانين؟هي المقابرُ تُهديكم نصيحتهاأكرمْ بنصح صريح النص موزونتقول: كفوا عن البناء يُعضلكمولا تؤدوا له أدنى العرابينلن تنفع الميّتَ المجنوزَ بدعتُكموليس ينفعُه بريقُ تزيينحتى متى بدعٌ تُزري بطاعتكملا يستفيد بها غيرُ الهوامينعودوا إلى الشرعة السمحا تبصّرُكموسوف تحيون في عز وتمكينوزايلوا بدعاً تُعمي بصائركموأجرُكم إن أطعتم غيرُ ممنونكم توهنُ البدع الشنعا عزائمَكمفلا تعيشون كالأسْد العرانينإني نصحتُ ، ونصحي غيرُ ملتبسوينفعُ الناسَ نصحٌ غيرُ مَدخونيا رب فاهدِ الورى للحق ينتفعوافإن أمرَك بين الكاف والنون
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.