انظر الأجداثَ ، واستقص الخبَرْوالتمسْ مِن مَنظر القبر العِبَرْوارحم الموتى ، وأشفِقْ ، واحترمْأخذة الموت ، وللهول انكسرهذبِ النفسَ ، وألزمْها الحَياوتفكرْ في الذي تحوي الحفرحُرمة الأموات لا ، لا تنتهكْواعتبرْ - يا صاح – بالعَظم النخِرإنه القبرُ يُبَكّي ناظراًإن أطالَ العبدُ – في القبر - النظربيتُ دُودٍ ، دُودُهُ لا يرعويينهشُ اللحمَ ، فلا يَبقى أثروهْو بيتٌ مُوحشٌ مُستوحشٌعملُ الإنسان ضيفٌ مستقروهْو مَأوى غربةٍ إنهاؤهاحِلّ مِيعادِ النشور المنتظروالمقاديرُ لها أسبابُهاودخولُ القبر حَتْمٌ مستطروالبرايا قدّرتْ أعمارُهاوقضاءُ الله آتٍ والقدروالمنايا والبلايا سُجّلتْفاجتهدْ في السعي واصبر واصطبروتأمّلْ في مقادير الورىنصبَ عينيك حَكايا كالسِيَركم طوى الموتُ فراعينَ الدنادون إمهال كلمح بالبصركم دهى الموتُ أناساً عربدوابعدما الآياتُ جاءت والنذركم عِظاتٍ صاغها الموتُ لناسَرْدُها يكوي قلوباً تعتبرأي قلب عافَ وعظاً جاءهُفمكانَ القلب قد حلّ الحجرقد رأيتُ الموت أرجى واعظٍعن سناهُ يَصرفُ النفسَ الخوركم دروس ساقها عن ميّتٍمَلكَ الدنيا ، وبالبَأس اشتهرغرّهُ السلطانُ ، وانقادتْ لهُرغمَ أنف الكل قطعانُ البَشروانبرى يَختالُ في أهوائهِوالرعايا - حوله - مِثلُ الغجرأفسدَ الدنيا ، وأغوى أهلهاوبما أحدثَ باهى ، وافتخرزاعماً أن الدنايا رِفعةفاستمى شأنُ التدني ، وانتشرحاربَ الحق ، وعادى أهلهُوأجاد اللؤمَ - جهراً - والدَبَرباذلاً مُر الأذى في كيدهموعلى أعلامهم كال الضررمُعْمِلاً سيفَ الردى في قهرهمغالَ بعضاً ، ثم بعضاً قد قهرثم حاك الزيف عنهم والفِرىمثلما يَحتالُ كذابٌ أشِرواستقرَ الأمرُ: رأسٌ صادقٌوالألى صدّوهُ هم أشقى الزمَرثم جاءَ الموتُ يُردي المُفتريفإذا بالخِب أضحى يُحتضرقال للحُجّاب: هيا أحضرواأهلَ طِبي يرفعوا عني الخطروَعْكَة هذي ، سيُنهيها الدواومِن الأسقام قد يُنجي الحذروأتى الطبُ ، وأدلى دلوهأين مما قدّر المَوْلى وَزَر؟خيّمَ الموتُ ، وألقى سِترهأي طبٍ يَبتلي هذي السُتُر؟نفضَ (الدكتورُ) كفي عاجزمُلقياً كل الأحاجي والإبرلم تعدْ تُجدي العقاقيرُ التيأنتجَ الطبُ ، فقد ولى العُمُرفاحملوها جُثة أفضتْ إلىكل أعمال إليها تفتقركم تلا الموتُ عباراتِ الأسىعن أناس شمسُنا هم والقمرأهلُ علم بينوا سُبْل الهدىوأبانوا الرشْدَ في خالي العُصُرشرّفوا الدنيا بما هم خلّفوامن علوم كم حوتْ أحلى الدُررفي بِقاع الأرض ذرّوا عِلمهمولهم في نشره أرجى السيَروالتلاميذ أتوا من بعدهمباذلين الجهدَ في بذر الفِكَرفاستفادَ الناسُ من تعليمهموألانوا – للتلاميذ - العَسِرثم ماتوا ، والعلومُ لم تمتْولها دوماً - على الجهل - الظفروالقبورُ غيّبتْ أجسامَهملكن الذكرى تُسلي من ذكرلا يزالُ الدهرُ يُعلي شأنَهمولهم - بين البرايا - ينتصرقبرُ كلٍّ منهمُ مُستودعٌلرُفاتٍ ما ثوى فيها الخبرإيهِ يا قبراً حوى أهل الهُدىالجثامينُ مضتْ ، والعِلمُ قرزائرَ القبر تأدبْ ، وارتدعْوتأملْ ، وتبصّرْ، وادّكِرقد يُفِيقُ القبرُ قلباً هائماًإن تملى القلبُ يوماً ، وافتكرقد تهُز الروحَ ذكرى ميّتٍبخِلال الخير والحُسنى أمرقد يُعيدُ القبرُ عبداً شارداًفي الضلالات - تمادي - والسُعُرزائرَ القبر تلطفْ ، وانتصتْلحديث القبر ، واعقلْ ، واعتبرإن – للقبر – كلاماً قالهُفاقرأ الأقوال ، وابحثْ في الأثرلم يكن قط حديثاً مُفترىبل حديثاً فيهِ أسمى مُزدجَرلِمَ جَفّ الدمعُ ، واغتِيلَ البُكا؟كنتَ أولى بدموع تنحدركيف تهذي عند قبر ربمافيهِ نيرانٌ ، أتتْه من سقر؟تحرقُ الميّتَ صُبحاً والمسافي ذنوب بات - منها - يستعركيف لم يهزمْك قبرٌ ربماضمّ جُثماناً فآذى واعتصر؟كيف لم يردُدْك قبرٌ عن هوىًفرآك الناسُ تجترُ السمَر؟كيف تلهو بالنكات استغرقتْوقت غِر لم يُزلزله الكِبَر؟وعجيبٌ أمْرُ كَفي غافلكل كفٍ – بهواها – تأتزركفك اليُمنى بها الحلوى شدتْوفمُ الشرهان منها لم يذرطابت الحلوى فأفنى ما اشتهىوقضى - من نهمة الأكل - الوَطرواليدُ اليُسرَى بها سيجارةتعسَ المُدْمنُ ، أشجاهُ الخدَروي كأن القبرَ مَلهى جاءهُقاصداً فيه التلهي والسهروي كأن القبر مقهى زارهُينفخ النرجيلَ وهاجَ الشررتشمئز النفسُ من دُخّانهويلي دُخّانه ريحٌ قذِرتعسَ التدخينُ يُردي أهلهُهل رشيدٌ بسموم ينتحر؟يُشعِلُ السيجار عند القبر ، لميُنسه القبرُ الهوى كي ينزجروالمَزاجُ العذبُ ناجى عابثاًعَمِيَ القلبُ - لديهِ – والبصرخابَ كيفٌ كم يُدَسّي مُدمناًهل – مع الإصرار – ذنبٌ يُغتفر؟ضجعة القبر تقي مَن شيّعوافتنة الدنيا وأوهامَ البَطركل مَجنوز له في قبرهِعِبرة تُورثُ – في النفس - الضجررحلَ المجنوز عنها مُكرهاًوأرانا – بعد حِين – في الأثرهل يكون القبرُ أحلى روضةٍمن جنان في جوار المقتدر؟أم يكون القبرُ أشقى حُفرةٍمن جحيم ، ثم في الأخرى سقر؟إن في القبر عِظاتٍ تجتنيفرحة في القلب تعلوها البُشُرودُروساً تدمعُ العينُ لهافترى الدمعَ غزيراً ينهمرولذكر الموت أخذ صاعقٌكم بهذا الذكر نفسٌ تنكسِرزائرَ القبر أطعني ، وانتصحْرُبّ نُصْح ساقَ – للغافي – العِبَرخفْ من القبر ، وجهز زادَهُراحلٌ أنت ، تهيأ للسفرربما وافاك موتٌ مُزمَعٌفتأهبْ للقاء المقتدررحم اللهُ امرأ يُصغي إلىواعظ الموت رَضِياً بالقدرهادمُ اللذات آتٍ ، فالقهُمستعداً قد أفادتْك النذرسوف يأتي بغتة ، فامهدْ لهُبسنا التقوى وسعْي مُدّخروبأعمال تُنجّي عاملاًوبأفعال وأقوال أخروادْعُ رب الناس ، وانشد عونهفي دجى الليل ، وفي وقت السحركتب المولى على الخلق الفناوسيَبقى وجهُ خلاق البشر
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.