بغدادُ طيفُكِ في الأحداقِ يعتكفُيكادُ يقتلُني التهيامُ و الشغفُ***قد باتَ حبُّكِ كالأنفاسِ في رئتيمعَ الشهيقِ رذاذاً راحَ يُرتشفُ***ياأمَّ هارونَ أخفيتُ الهوى زمناًواليومَ جئتُ بهذا الحبُ أعترفُ***ماعدتُ أقوى على كَتْمِ الهوى أبداًإنْ مرَّ ذكرُكِ كادَ القلبُ ينخطفُ***صهيلُ حبكِ لمْ يَهجعْ بأوردتيكأنَّ نارَ الغضا مرَّتْ بِها عُصُفُ***جمالُ عينيكِ يابغدادُ يسحرنيلقدْ تَغَنَّتْ بهاالأخبارُ والصحفُ***كلُّ العراقِ أصيلٌ في عراقتهفي كلِّ قِطعةِ أرضٍ تَبْرُزُ التحفُ***كركوكُ والموصلُ الحدباءُ تَأسرُنيتكريتُ والحلةُ الفيحاءُ والنجفُ***وفي الحويجةِ أهلٌ كلُّهُمْ شَمَمٌماصَانَعُوا حاكِماً يوماً ولا ازْدلَفُوا***هلْ ألتقيكِ ويَروَى القلبُ مِنْ ظمإٍوهلْ ستجمعُنا الأقدارُ و الصّدفُ***لقدْ أضعناكِ يابغدادُ وا أسفيبعدَ الضياعِ بماذا ينفعُ الأسفُ***إنَّ الحُسَافةَ في الأرجاءِ قد كثُرتْمتى الحُسَافةُ يابغدادُ تنجرفُ***متى سيذهبُ عنكِ الزيفُ مرتحلاًوما تبقّى من الأدرانِ ينشطفُ***وينتهي الشرُّ لا ظِلٌّ ولا أثَرٌويرحلُ الحَيفُ والأوغادُ والجِيفُ***قد طالَ نومُكِ والأحوالُ مخزيةٌونالَ من صيدكِ الطاعونُ والأَزَفُ***حانَ النهوضُ فهبّي مثلَ عاصِفةٍفينجلي الليلُ والأغباشُ والسَّدَفُ***وتشرقُ الشمسُ في الأرجاءِ ساطعةًلابُدَّ للغَمَّةِ السوداءِ تنكشفُ***ياقلعةً في مهبِّ الريحِ صامدةٌما هزَّها سَقَمٌ يوماً ولا شَظَفُ***هي الأساسُ ومَنْ مرّوا بِها عَرَضٌلابُدَّ للعارضِ المنبوذِ ينصرفُ***ودجلةُ الخيرِ كالشّريانِ في جَسدٍلكلِّ ناحيةٍ جَدباءَ ينحرفُ***وصوتهُ العذبُ كالألحانِ من وترٍإذا تغنَّى يميسُ النخلُ والسَعَفُ***كأنَّ زريابَ في قصرِ الرشيدِ شدالصوتهِ طَرِبَ السُّمَّار ُ وانعطفوا***دارُ السلامِ مُذِ المنصورُ أنشأهاكأنَّها السّيفُ في وجهِ العدا تقفُ***كشوكةٍ في حُلُوقِ الكاشحينَ غَدتْمامرَّ ذكرٌ لها إلّا وقد رجفوا***خيولُ معتصمٍ في الكرخِ صافنةٌوالصيدُ ناطرةٌ في الصَّفِّ ترتصفُ***حيّا الهمامُ جيوشَ الفتحِ مبتهجاًوالعزُّ يتبعُهُ والفخر ُو الشَّرفُ***وصاحَ لبَّيكِ يا أختاهُ وانتظريمِنَّا الزحوفَ لرأسِ الشرِّ تقتطفُ***من يومِ ذي قارَ والأسيافُ مُشْرَعةٌفالغدرُ شيمتُهمْ والطّبْعُ يختلفُ***من يومِ ذي قارَ باتَ الحِقدُ يسكنُهمْماراقَهُمْ أنَّ فيهِ العُرْبُ تنتصفُ***لَمْ يَرْعَوِا القَوْمُ مِنْ أسلافِهمْ أبداًفي القادسيةِ ريشَ الكِبْرِ قَدْ نتفوا***لكنْ مَضَوا وهَوى الشيطانِ يَدْفَعُهُمْنحوَ الهلاكِ غَواهُ الكِبْرُ و الصَّلَفُ***ففاجأتْهُ بضربٍ ماتوقّعهُوباءَ مِنها بكأسِ السّمِّ يغْتَرفُ***والأحمقُ الغِرُّ والأحقادُ تدفعُهأتى بجمعٍ مِن الأوغادِ يأتلِفُ***قدْ ضَمَّ كلَّ صَفيقٍ تافهٍ حَنقٍوكلَّ لصٍ وللإجرامِ يحترفُ***لاشيءَ يجمعُهمْ إلّا نَذالتَهمْعن كلِّ مكرمةٍ بيضاءَ قدْ عَزَفوا***وغابَ عن ذهنهِ مِنْ أنّنا عَرَبٌنظلُّ بالعزةِ القعساءِ نتصفُ***إنّ الشهادةَ بعضٌ من ثقافتِنامضى على نهجها الأبناءُ والسلفُ***يادرَّةَ العُرْبِ يانبراسَ عزتِهملكمْ تغنوا بذاكَ المجدُ كم هتفوا***فهي الأبيّةُ دوماً في تَصَوُّرِهممنها الوفاءُ لكلِّ العربِ قد ألفوا***متى ستخلعُ ثوبَ الحزنِ غاليتيوبالبياضِ عروسُ المجدِ تلتحفُ***
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.