لم يتركوا لك ما تقولوالشعر صوتكحين يغدو الصمت مائدة..وتنسكب المجاعة في العقوللم يعرفوك، وأنت توغل عاريا في الكون..إلا من بنفسجة الذبوللم يبصروا عينيك..كيف تقلبان تراب أزمنة الخموللم يسكنوا شفتيك..ساعة تطبقان على آرتجافات الذهوللم يشهدوك..وأنت تولد مثل عشب الأرضفي وجع الفصوللم يتركوا لك ما تقوللم يتركوا لك ما تقول***لم يتركوا لك ما تريدخرجوا من الماضي الذي سكنوا خوائطهإلى الماضي الجديدوتداخل الغسقي والخزفيواتسعت مساحات الجليدورأيت..ثم تحجرت جبلا على قوس المدى رؤياككان الراقصون، يعلقون طحالب القيعانحول رقابهمويضاجعون هياكل الأموات في الذكرىوكان العصر يرفل في هزائمهموكنت هناك..ترتقب احمرار عجينة الطوفانلم أك مصغيا يوما لغير دمي القديمدمي الأشد توهجا في طقس هذا الكوكب الوحشيلم أك مصغيا يوما لغير دميأقول أنا الذي لولا شموخك أنت يا بغدادلولا وجهك العربيلولا سيفك العربييغسل بالضياء عيونهم..لم يتركوا لي ما أقوللولا اقتحامات الذين مشوا جبابرةعلى قمم الجباللولا شهادة من تضرج بالشهادةأو تكفن بالرماللولا صواريخ الحسين..برقن..ثم صعقن من صادفنثم تشابكت في الأرض أغصان الزواللولا البطولة في مراياها الوضيئةلا ادعاء، ولا ضجيجلولا الشفاه المطبقات على الأنيناليابسات على النشيجلولا نخيل البصرة الصوفيعانق أرضه..ومضى يقاتل في الخليجلولا انتصارات الذين سقوا تراب الفاولولا راية باسم العراقومجده العربيخالدة النسيجلم يتركوا لك ما تقول***هذا المساءهذا المساءالآن في هذا المساءالأرض مركبة تشق الغيبصوب مجاهل الغيب البعيدالآن في أقصى جبال النجميطبع وجهه في النجمإنسان جديد!الآن في مثل انفجار الرعدتهدر خارج الإيقاعمضطرب التشييدوتكاد تجهل ما تريدوتكاد تنكر ما تريدوتكاد تكره ما تريدمرت إذن كل الجيوش على جسوركوالرمال هي الرمالمرت مذهبة الخناجروالأظافروالحوافروالنعالمرت وأنت فراشة عمياء..تحترف التآكل والزواليا أيها المصلوب فوق مشانق المحتلهل ما زلت ترقص في الجبال؟وهل الظلال على امتدادات الطريق..هي الظلال؟وهل الخيال الأصفر الشفقيخاتمة الخيال؟وهل الذي تبكيه في زمن البكاء..هو البكاء؟وهل الغناء إذا تساقطت الدموعهو الغناء؟وهل التناهي في الظهورهو التناهي في الخفاءوهل الذين تسلقوا سور السماء..هم السماء؟وهل التراب هو انحباس الروح..في فلك الزمانوهل الحنين؟ لحيثما اشتعل الحنينهو المكان؟وهل الحقيقة في حقول الموت..أم موت الحقولوهل انقطاع الوصل في لغة الكمالهو الوصول؟لم يتركوا لك ما تقول***هذا المساءكأن ثمة من يرقع غيمة مثقوبةهذا المساءكأن أجنحة فلسطينية الألوانتزلق في الهواءكأن طفلا حاملا حجرا،يراوغ قاتلا متربصاويغوص في عينيه..يحفر في صخور الجاهلية جدولا للضوء..ثم يغيب خلف ظلام من قتلوا ابتسامته..ومن قتلوهكان الطفل ذو الكوفية الحمراءيركض عارياإلا من الحجر المخضب في يديهأكاد.. إني لا أصدق..عاريا إلا من الكوفية الحمراء..والحجر المخضب في يديهوألف نيشان من الذهب المرصعفوق صدر لم يخض حرباوألف إذاعة قصفت متاريس العدووألف أغنية مسلحة من الوزن الثقيلعلى عرش ذليل،***لمن إذن؟تلك الأساطيل التي يبنونهافي البر، أو في البحر، أو في الجوللنازية السوداءأم للطفل؟أم للمشي خلف جنازة الوطن القتيل؟!***أقول.. إني لم أزلكانت وراء حديقة الزيتونرأس مثل رأس الطفلملقاة وراء حديقة الزيتونإني لم أزلكانت يد الحاخام تغرق في دماء الطفلكان الطفل يغرق في دم الحاخامكانت رعشة القدمينوالكفين.. والشفتينلا.. إني أكاد أقول: لاوأنا الذي لم يختبئ يوما وراء دموعهإن الالي سرقوا طفولة ذلك الآتيمن المأساةقد سرقوا فميلم يتركوا لي غير قافية على وتر خجولسرقوا فميلم يتركوا لي ما أقول***أرأيت يا بغداديأتي العاشقون إليكمثقلة حقائبهم بماء البحر..والصدف الشتائي القديم..وزنبق الأمطاريأتي البحر ذو الراياتفوق خيوله الزرقاءمسبوقا بأجنحة مباغتة من الأنوارتأتي الشمس حاملة كؤوس رحيقها الأزليليل نهاريأتي الشعر والشعراءفي زمن انشطار الضوء، يأتي الشعر والشعراءشاخصة نواظرهم، إلى بغدادكعبتنا التي سجدت على عتباتهاشمس المجوسسلمت يا ياقوتة المنصورلكن المجوس الآخرين هناكفي تلمودهم يتقلبونيلونون جلودهم فوق الرمالويقضمون أصابع الأطفال والموتىويرتجفون مقرورين لاسمكهل علمت؟هناك تحت سقوفهم، وبطون دباباتهميتعبدون خرائب الماضيوترتجفون مقرورين لاسمكأنت يا بغداديا بغداد..يا بغداد..***وأكاد لولا وجه بغداد العظيممتوجا بالنصرأسقط في الذهولوأكاد أوقن أن شمسا فوق هذي الأرضأدركها الأفولوأكاد أحفر فوق جدران الخرائب والطلوللم يتركوا لك ما تقوللم يتركوا لك ما تقولالرباط 4-11-1990
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.