لماذا المغالطة؟ - أحمد علي سليمان

لمَ هذي السوآى؟ وفيم الجفاءُ؟
والتجني مِن بعدُ ، والإدِّعاءُ؟

كل يوم أخْذٌ وردٌ وبلوى
هل سلامٌ تأتي به الهيجاء؟

زوجة مثلُ البحر مَداً وجزْراً
يُمقتُ المدّ والرياحُ رُخاء

والمنايا تجتاحُ بيتاً وأهلاً
والخلافُ يشدو به الأعداء

إن كُفر العشير يُورث بُغضاً
هل زواجٌ تسمو به البَغضاء؟

كيف قامت سوقُ الشِقاق ، وراجتْ
ثم زالت - بشؤمها - النعماء؟

إن للزوج جُملة مِن حقوق
حَدّدتها الشريعة الغراء

عنكِ غابت ، فصرتِ أتعس حظاً
واعترتْكِ البأساءُ والضراء

والعِنادُ أودى بعذب السجايا
لم يعدْ يبقى رونقٌ ، أو بهاء

ليت شِعري ، كيف انطلقتِ سِراعاً
للتردّي حيث البلى والفناء

إذ عصيتِ الحليل ، وانصعتِ طوعاً
لسقوطٍ تقوى به الشحناء

أنتِ زكّيتِ النارَ تحرقُ بيتاً
طوّقته الأسقامُ والأرزاء

كيف ضحّيتِ بالعِيال انتقاماً؟
لم تقولي: للكل إني الفِداء

كيف أشهرتِ السيفَ في وجه زوج
سَمته التقوى والعطا والوفاء؟

لم يُقصّرْ في الواجبات أنيطتْ
إنما بالتقصير يأتي الشقاء

مستعيناً بالله في كل أمر
مُستريحاً لمّا أتاه القضاء

بازلاً في الحياة كل الغوالي
مثلما يحيا السادة النجَباء

كي تكوني - بين النسا - في نعيم
وحياةٍ بسَمتِها يُستضاء

زوجة عزتْ ، واستمتْ في البرايا
في يديها ما تشتهي وتشاء

أسعدُ الناس في الحياة حليلٌ
زوجهُ فضلى مُبتغاها الصفاء

عذبة اللقيا ، لا تُعنفُ زوجاً
ليس يَعنيها - في الحياة - الثراء

والإباءُ سَمتٌ به تتغنى
ما الحياة إن غاب عنها الإباء؟

إن يفارقْ صانته ، لا لم تفرّط
واستعدتْ حتى يحينَ لقاء

مثلُ هذي ريحانة لا تُبارى
هل تُذرّيها العاصفاتُ والأنواء؟

إن يكن يُسرٌ ، فابتهالٌ وشُكرٌ
لمليكٍ منه الرخا والحَباء

وإذا الدنيا مَحّصتها بعُسر
فاصطبارٌ يُجْلى به الابتلاء

فسلام مني على كل فضلى
ما استمرتْ أرضٌ ، ودامت سماء

© 2024 - موقع الشعر