صَادفتُ يوماً جدةً في قدسِنافي سرعةِ البرقِ تمرُّ من هناجرياً إلى أعمالِها .. أحلامِها..آمالِهاينتابُني من عزمِها كلُّ العَجَبْ !من روحِها كلَّي شَجَبْ !-يا جدَّتي" ناديتها"-ياجدَّتي لا تسرعيسعياً إلى إيقافِها كرّرتُها-يا جدَّتيتوقَّفت -مَنْ ها هنا؟في وجهها عند اللِقَاواجهتُ عُمراً من شَجَنْ ..واجهتُ آهاتِ الزَّمَنْ ..صمتٌ لها مِنّي بَدَافكرَّرت - من ها هنا ؟في سهوةٍ قلتُ لها: إنّي أنا-ضمي يدي بنيَّتيماذا جرى ؟ لا لا أرى؟ !يجتاحُني مجدداً كلٌّ العَجَبْ !!هَل لا ترى ؟! عيني لها-و كيف تمضي هكذا يا جدَّتي ؟!-سيغلقوا بنيَّتيفي وجهنا الأبواب لننمرَّ لا لن نُصليضمي يدي أمضِ معيأرجوكِ لا نبقى هناأمسكتُها لكنَّنا من عزمهالسنا سوى طيارةٍ-يا جدَّتي تَمهَّلي لا تُسرعي-إنّي أرى ما لا تري بنيَّتيسيسرقوا أملاكَنا.. مقدسَنا.. أحلامَنا* * *-كيف إذاً لا تبصري ؟يا جدَّتي حيَّرتني!-ليسَ العمى يعيقُني بنيَّتيأنّي هنا أحيا على أصواتهايدلُّني على الطريق بائعٌلمَّا يباشر النِدا:-من كعكِنا من خبزِنا....تذوَّقوايجرُّني الصوت على طول المدىيقتادُني قول الهدىتدلني أحجارُها .. ساحتهاأبوابُها بنيَّتي-ياجدَّتي فلتسلمي-ثمَّ دَعت :يا ربِّ لاتخسف بناواقسم لنا في المسجدِ الأقصى صَلا* * *حتَّى إذا جئنا إلىباب الحديد رَّدناجنودهم قالوا لنا:قد منع الدخول لاتقف هنا ... هيَّا إلى الوراء .. لاتقف هناتحطمت أحلامنافي مَسمعي ردَّ الصدى-لا تَدخُلي ...لا تَدخُليلم يستطيعوا منعهالأنها للقدسِ والقدسُ لهالكنهم سرعان ما ألقوا بهااستصرخت قالت لهم:-لِتَخسئوا لتَخسئواأفديك من روحي أنا يا قدسنارفعتُها عانقتُهاقلت لها :-يا جدتي هل من عتبْ؟ثمَّ انهمر دمعي انهمر-لا تحزني بنيَّتيما مِن عَتبْلستِ السببْماذا وجب أن تفعلي؟!سيقتلوا شبابَكُمثمَّ يقولوا أنكم إرهابُ يا بنيَّتيلكنَّنا باقون في حُلُوقِهملن يستَطيعوا بَلعَنالن يستَطيعوا سَحقنا-لن يستطيعوا جدَّتي لن يستطيعوا-هل تسمعي يا أمَّتي؟هل تسمعي؟لن يستطيعوا طَردَنا* * *عانقتُها مُجدَداً ضَمَمتُها لأضلعيفي خاطري لا ينتهي شوقي لهالكن يَزيدُ كلَّما عانقتُهافكلُ شوق القدس فيأحضَانِها ..تاريخنا عبر العصور بين أضلعي وفيعُمقِ العناق كل ما لم يسمحوالي حينها بالقربِ لَهْمسجِدُنا .. قبَّتُنا .... أحلامُنا* * *غمرتنا يقتلهاصوتٌ ينادي قائلاً:-سيغلقوا المعبَرَ إنلم تسرعوا!-هل تسمعوا ؟... قتالةٌ عيونهافي لحظة الوداع لاتُبعدُها عنّي كأنها ترىوكرَّرَ الصوت النِدا:-فلتسرِعوا* * *-إلى القاء جدَّتي-فلتسلمي بُنيَّتيالطُف بها يا ربَّنا...ثمَّ انتهى وقتي هُناوما انتهت من داخلي...آمالُنا...
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.