ها قد أتيتُ أَنوءُ من صنعاءِبالفُلِّ، والريحانِ، والحِناءِأُهديكِ يا بنتَ الكرامِ تحيَّةًعن كلَ بلقيسٍ تركتُ ورائيعنها، وعنَّا يا أُخَيَّةُ، إنهايمنيَّةُ التحبيرِ، والإمضاءِأُختاهُ يا نهرَ العروبَةِ في دمييجري بأوردتي بكلِ نقاءِفي (صور)، في (النبطيةِ) الفيحاوفي (تِبنينِ) حيثُ القلعةِ الشمَّاءِفي كلِّ شبرٍ في الجنوبِ هَمَى بهِمن غيمِكِ الهَتَّانِ سيلُ عطاءِلولاكِ في تلكَ الربوعَ لأقفرتمما بها من نهضةٍ ونماءِيا فخرَ لبنان الجنوبِ، ومن بهِتسمو مناقِبُها إلى الجوزاءِما زالَ في رَفِّ الزمانِ حكايةٌيوماً سيرويها على الأبناءِعنكِ، وما سطَرتِ في ماضٍ بهِمن عِزَّةٍ، وكرامةٍ، وإِباءِعن ربَّةِ الحُسنِ المَصُونِ، وطهرِهاعن سِبطِ فاطِمَةٍ، عنِ الزهرَاءِأُختاهُ: ماذا قد يقولُ شويعِرُقد كان عن شطِّ القصيدةِ نائي؟!عن كل أنثى للعروبةِ تنتميعن كلِ مُسلمَةٍ، عنِ الخنساءِ؟!عن زوجِهِ، عن بنتِهِ، عن أُختِهِعنكِ، وعن بلقيس، عن حَوَّاءِ؟!أحتاجُها قربي كشربةِ مائيتجري بشرياني كسيرِ دمائىأحتاجُها شمسي أرى أنوارَهافجراً لعيني، يجتلي ظلمائيأحتاجُها وردي، وعطري، روضتيأحتاجُها بدري، ونجمَ سمائييحتاجُها قلبي، تُوالي نبضَهُكفَّاً تُواسيني، تُزيلُ عنائيتحتاجُها وحياً حروفُ قصيدتيمِعراجُ فكري، مُنتهى إسرائيأحتاجُها نصفي، وشطرَ الروحِ بيلا لستُ أحيا دونَها حَوَّائيقالوا، وقالوا، أكثروا في أمرِهاجَدَلاً، أثاروا ريحها الهوجاءِقالوا: هيَ الإغراءُ؛ فاحذرها تكنفي مأمَنٍ عن فِتنةِ الإغراءِ!قالوا: هيَ الشيطانُ تنصِبُ شركَهابل فاقتِ الشيطانَ في الإغواءِ!من خبثِهِم لم يرمِقوا منها سِوَىمسِّ الحريرِ بقامةٍ فرعاءِلم يعرفوا عنها سِوَى كم أنهافتانةُ القسماتِ والأنداءِكم أمطروا تلكَ المفاتن بالثناخُبثاً أطالوا الرمقَ، لا الإغضاءِ؟!يا قومُ: عفوا؛ كي تعفَّ نساؤكملا تصنعوها دَميَةَ الإطراءِ!لا تنفخوا في رَوعِها - قارورتيزهوَ الجمالِ، الميلَ للإخناءِلا تجعلوا جُلّ اهتمامٍ منها فيالمَكياجِ، والفُستانِ، والإرضاءِإنسانةٌ هيَ مثلُنا، لا تُرخِصواأغلى الغوالي في رِضى الأهواءِما خصَّها الرحمنُ فيضَ ملاحةٍإِلَّا ليُصلِحَ حُسنُها شنعائيكيما تُكمِّلَّ ناقصي بكمالِهاكيما يُلملمَ لُطفُها أشلائيجاءت لتُوهِبُني الحياةَ؛ فكيفَ ليأن أزدري من سببت إحيائي؟!ما عَابها إذ أنَّها (أُنثى) لهاسِتَراً يُوَاريها عنِ الغَوغَاءِأو أنها دوماً بَدَت في حُلَّةٍتسمو بها في أَعيُنِ الشرفاءِيرتدُ عنها كُلُّ طرفٍ خَانِعٍمن لا يرى فيها سِوَى الحسناءِ!شعر: صالح عبده الآنسي
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.