العارِيَةُ..تَنْزِلُ البُرْجغُصْنٌ فارِِعٌ..كُلُّ مَنْ يَراهافي الْمُطْلَقِ..يَتَرَنّحُ وَيَهْتاجُ.جِهَةٌ هِيَ تَحُجُّإليْها النّوارِسُ.آهٍ عَليْها مِنّيتَهْزُمُ ..جَدائِلُها الرّيحَوَلا يتَجاسَرُعليْها الْمُلوكُ.مَجْبولةٌ مِنْشِفاهِ الْحَجَرِوَمِنَ الماءِ وَالنارِما هذا الكائِنُالمسْكونُ بِالغُرْبَةِ؟لَمّا لَمْ يَكُنْ لِيَ..مَكانٌ أمْشي إليْهسِرْتُ خطواتٍ.وَكعادَتي كُلّيَومٍ أمامَ ساعَةِالْمَيْدانِ بَدَلَ أنْأسْمَع الموسيقى..رَأيْتُ ما لا يُرى.رَأيْتُ العارِيَةَتَنْزِلُ البُرْجَ..واثِقَةً بِوُجودِهامِثلَ كوْكَبٍ.وَأذْهَلَني فضاءُ ماحَوْلَ سُرَّتِها الغامِضُالّذي بَدا بِلَوْنِ الرُّؤىوَالقَدَمُ الحافِيَةُ..تَحْمِلُ خلْخالَ أنْدَلُسٍ.وَيَنْقُصُها ماعَدا خطْوِها الْمُقَفّىفقَطّ..رِداؤُهاالملَكِيّ وَعِقْدُ لؤْلُؤٍحوْل الرّقَبَة.وَتِلكَ كانَتْوَبِلا مَشَقّةٍ..لا مُغامَرتُنا بَلْمُغامَرَتُها هِيَ.بَعْضُهُمْ تَغاضىوَبَعْضُهُم كانَأكْثَرَ فسْقاً..وَالبَعْضُ تنَحّى عَنْحَوافِ الطّرُقِلَرُبّما حتّى تمُرّ.وَرغْمَ ذلِك لَمْيتَغيَّرْ شَيْء..إذْ ظلّ تعْذيبُهالنا مُسْتَمِراً.ألا كمْ كانَ..خَجَلُها مِنّا فاحِشاًمثْل امْرَأةٍ أثْناءَذُرْوَتِها مَعَقَرامِطَةٍ في كِتابِالْمَطَرِ والعُشْب.أنا مُضْنىً إلى قَدَحٍوَانْكِساراتِ الْخُزامى.ها قدِ اكْتشَفْتُهُنا صِبايَ..الأفْجارَ الثّمِلَةَوَالْخَواصِرَ الْمَوْعودَة.هذهِ امْرَأةُ فُرْسانٍوَهِيَ الأيائِلُ أيْضاًوَحالَةُ سُكْرٍ مُسْتَمِرّة.عَليْها تحْلُمُ أنْتحُطّ طُيورُالْبَرِّ وَالبَحْرِ وَأناأتَبَعْثرُ مَعَها فيالغَسَق وَالرّوْضُيَفوحُ مِنْها عَليَّ.أحَلّتْ هُنا مِنْ ماوَراءَ الْخُلود ..لفَظَتْها سَبْعةُ أبْحُرٍ؟جاءَ بِها نَهْرُهِرَقْليطَ أمْ خَرَجَتْمَنَ الغابَةِ كوْثراً ؟!عَدا اليَدَيْنِالسّاتِرَتَيْنِ مايَشِفّ عَنْ كنْز..وَكَرْمِ الذّهَبِ وَالفِضّةِوَعَدا مَجْرى نَهْرِالفَيْروزِ وَالسّاحِلِوَطَرائدِ الظِّلالوَالياقوتِ وَالطّينِيَلُفُّها حَفيفُ صَمْتٍأخْضرَ وَأذرُعُالنّهارِ الْخَفِيّةُ..وَكُلّ أوْصافِهاتفاصيلُ أغْنِية.فَالكَمالُ هُنا..لا يَكْمُنُ فقَطّ فيالوَراءِ بلْ هُوَ الّذيأيضاً أمامي هُنا !هذهِ هِيَ الْمُعاناةُأَهِيَ سِيرينا..اصْطادَها صَياّدونَمِنَ الْمُحيط تنْتَظِرُحتّى ياتِيَها البَحْر؟آهٍ لوْ يُمْكِننُي..أنْ أُكَلِّمَها ؟!وَآهٍ مِنَ السّعيرِوَجُنونِ العُيونِ.مِنْ بَياضِها نَسَبيوَالكُلّ أسيرُسِحْر ِهذهِ السّاحِرَة.تَقولُ لسْتُ أناليْلى أوْ حورِيَةُ الْحُلولِ.وَأنا أشُمُّ لها العِطرَالجُنوبِيّ وَريحَ الشّرق.فَهذهِ الغانِيةُ كَالوَطنِالْمُمْتدِّ مِنَ البَحْر إلىالبَحْرِ بِطبْعِها مُسْتَبِدّة.أُنْظُروا جِنانَ أبينُؤاسٍ تتَدافَعُفي الْمَجْهولِ..وَكَما يَقولُ ديكُالجنِّ تَضْحَكُمِنْ أرْدافِها !ألا قُلْ لَها يانَدى الصّباحِ..قُلْ لَها إنّيَأقْرَأُ الرّوْضَ العاطِرَوَأُفيقُ مَع الطّيْرِعَلى بَسَماتِها.في سُهوبِها أقْضيالليْلَ مَع نُدامايَأكْرَعُها كأْساًإثْرَ كَأْس..وَليَ القَميصُالْمَقْدودُ مِنْ وَراءٍحَتّى يَاتِيَ السّلْطانُبِنَفْسهِ وَيَرى
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.