رأيتُ رفاقي متعبين يمشون كأبطأ السواقييستعيرون قصباً نحيلاً ويغنُّون لإلهاء خيباتهميصرخون أحياناًلإعادة دمهم الذي يتنزَّه في الشوارعويحفرون ثقوباًلنوم المتأخرين من عروقهم.رأيت رفاقي يجلسون أياماً على الكراسي ليسلُّوا أرواحهم الضجرة على الطاولاتيوصلون بصعوبةٍ تنفُّسَهم بسلك الهواء ويرسلونشيفرةَ حياةٍ غير مسموعةالمتجوِّلون مع الفجر قطعةً قطعةمغسولين كيفما كان بأيدي السجناءالذين ضربوا حارس المحطَّة وسافروا بلا حقيبةاستلقوا صامتينفي ارتعاشات منحرفةنخزوا شرايينهم وفرشوا السجائر في طريقهممن الباب إلى الدرَج ومن الدرج إلى البابغير واجدين ما يبرِّر خطوة إضافية.عرفتُهم من عيونهممن وقوفها الطويل في الشتاء البطيءرأيتُ خصلات شعرهم حمائموجبينهم كزقاق جانبيّهادىْ.سمعتهم ينادون أصواتهم لتعود من الهواءورأيت ظلالهم تغفوعلى حائط بسيط.مخنَّثونقدّيسونغرقى وسكارىجاؤوا من السهول والغابات لنسف القطارالتقوا حكماء وأحجارأً ونبتات مضحكةتحسَّسوا لحم بعضهم بعضاًارتطموا بأضلاعهموتفكَّكوا.
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.