أخاديدُ كثيرةٌ تحفرها أصابع الوحشة في ملامح الأربعينوأسماءٌ كثيرة تفركها يدا البعد والشوق مثل سنبلةٍ خُرمّانها أنذاأتنفس كما يفعل الناس لكنني لا أتماثل للقاءالأيام كأنها عباءات فاطمية ، والساعات مثل كثيبٍ هيّنٍ في ريح صرّليس لي حالوليس لي من كل ما ضرّج يديّ وأدماهماسوى نفحة في الغبارأعاود الأدراج مثل وعلٍ جريحلا هو بالوعر والمنزلق ماشٍو لا هو بالسهل البسيط آمنلقمة خبز مغمّسة بالنكدوشحٌ من أجل يومٍ أبذخ فيهربما في الغيبأو في إحدى الطرقات التي أدمنتهامثلَ بندولٍ في مسارهعلى أن وراءَ الأكمةِ عشقاً مجنوناأيعشق ابن الأربعينربّمالكنْ، ما هذا الغائم ، الفاهي ، الذي يخلط عليّ فلا أنا هناولا أنا هناك ؟ما هذا المنعش المبكي الذي يلبس عليّ فلا أنا جادٌولا أنا هناك ؟ما هذا البياض الكثير الذي يداهم وجهيلا يستأذن ، ولا يقبل المهادنة ؟ما هذه الأشياء الكثيرة التي تتزاحم على لساني فتلبس عليّ الكلامفلا أنا بالعييّ ولا أنا بالمفصح ؟ما هاتان العينان ؟عينان تطاردان في سمائي كلّما خلوت إلى نفسيفلا أنا راءٍ ولا هما مفارقتان ؟ما هذه الأسئلة التي تقولها الأشياء حولي كأنني فاقدٌ درباً من حرير ؟ما أنا ؟ من أنا ؟لو لم تأتي من غيابة بعيدة كنت أحسب أنها قريبة فهدأتُ وبدّلتُ وعدّلتأنتوأنافي بحيرة من رمال في ريح جنوبيّة أكثر مما كنت أتوهّمأنت بعيدةً وتعبي من أجل هذه اللقمة المبلولة بعرق لا أحبّهتؤشّران ، أنت تشيرين والتلف يشيروأنا بينكما أتجدّد مثل دالية عتيقةلا هي بالمقطوعة و لا هي بالمزروعةعلى أنك نسمةَ هواءٍ باردة في يوم صحراوي تمرّينولم أعد أطيق النحاةالخليل سجنٌ، وغلطةٌ طارئةوكذا ابن جنيكيف يقول الكلام المنمّق الموقّع من كان حاراً بارداً باهتاً واضحاً حالماً يقظاً ناسياً متذكّراً حزيناً فرحاً شبعان جوعان عابداً عاصياً ؟كيف ؟كيف يوقّع الكلام ويحافظ على نحو الجملة من كان حاله ليس حالاً وحَلُّه ترحّلٌ في مفازات لم تطأها قدما آيبٍ، ولم تدشّنها قدما مجرّب ؟كيف ؟ما الذي يثير النشاط في لغة المتهالك العاشق لا يد له ولا وصل؟ما الذي يجعل الحروف تنضبط في حبٍّ مجنونيتسلل إلى العظم مثل برد الصحراء ؟ما الذي يجعلني أكثر يقيناً في بحر حيرةٍ لا يحدّه علماً إلا الله ؟تركت أصدقاء كثيرينأقول : تركت ، وكنت أقول : فارقتواحدٌ : يبيع الغيم العابر ماءً في سلال وهمواحدٌ :يرتّب جناناً واهمة يعيشها في حدائق الهباء والآمال المحطمةواحدٌ :جميلٌ يطمح أن يكون تافهاً مثل أي مدير يأمر الليل بالعتمةواحدٌ :يريد أن تكون الأرضُ لوناً واحداً يبذر الشك في أرضٍ جرداءواحدٌ ، واحدٌ ، واحدٌ ..........تركت أصدقاء كثيرينبعد أن أفصح البعد عن قربه والشوق عن قرّ العين بهبعد أن سلخ الأبيض لونه من سواد كثيربعد أن صار الدّوار صديقاً أنتظره بالمسكناتأصدقائي :اذهبوا إلى حيث شئتملي وطن في قلبي ، ومضامير كثيرة في صدريولي أن أعشقأيعشقُ ابن الأربعين ؟ما هذا الوله والحيرة والقلق والطفولة المفاجئةوالشباب الذي يدفع الدم في شراييني دفعاً؟ما هذا الغد الذي بتُّ أنتظره وأعدُّ الأيام مثل سجين ؟ما هذه النسمة طيفاً تملأ عليَّ وحدتيوأراها أقرب إلى درجة الذهول ؟أيعشق ابن الأربعين ؟إنّني أتضوّر وأتكهرب وأراهن وأراهق وأذوب وأفنى وأفنى وأتشبّب وأهذي وأتقلّب وأتبدّل .... أتبدّل مثل ريشة نعامٍ في زوبعةإنّنيأعشقُ
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.