براءة ابن عبد الوهاب! - أحمد علي سليمان

أحَيِّي إماماً ، كان للخير داعيا
وأطري كِراماً إذ أجابوا المُناديا

وما جادتِ الأرحامُ يوماً بمِثلهِ
سِوى تابع أضحى على العهد باقيا

إمامٌ – وربي – جَدَّدَ الدينَ حِسبة
ولمَّا يكنْ في الصدع بالحق وانيا

وأرجَعَ (نجداً) للهُدى بعد رِدَّةٍ
غدتْ دار إسلام ، يَجُوبُ الضواحيا

وطهَّرَ أرض الله مِن كل بدعةٍ
فأضحى لِوا التوحيد في الدار عاليا

وأجلى الخرافاتِ التي قد تأصلتْ
وعَمَّتْ رُبوعَ الدار ، بل والروابيا

ودَكَّ الجهالاتِ التي طالتِ الحِمى
وما تركتْ بيتاً ، ولم تقلُ واديا

وأحيا بدنياها كِتاباً وسُنة
وجَندَ ربُّ الناس جُنداً مَواليا

فشيَّدَ صرحَ المجد مِن بعد ضيعةٍ
وأبعدَ ربُّ الناس عنها الدواهيا

ألا إنه التوحيدُ يَحمي مِن البلا
ويُبعِدُ عن أهل الرشاد البلاويا

فقيهٌ – بهذا الدين – قلَّ نظيرُه
بعصر غدا مِن أشيُخ العِلم خاليا

وأحيا به الله الجهادَ شَعيرة
تُقِيمُ الهُدى جَبراً ، وتُردِي الأعاديا

تولى جهادَ الدفع والفتح مُخلصاً
وعاشَ لنشر النور والخير داعيا

عن العزم سَلْ أرض الجزيرة أرغمتْ
على الحق إذ يغشى القرى والبواديا

وناظرَ أهل الشرك لم يخش بأسهم
فما اسطاعَ أشقى جمعِهم أنْ يُماريا

وعاداه أقوامٌ ، وأرغوا ، وأزبَدوا
وكلٌ تمنى في النزال الأمانيا

وشوَّشَ أقوامٌ ، وقالوا: مُكَفرٌ
ولاكوا الفِرى والأحجياتِ اللواغيا

وما كفرَ الشيخُ المُحَدِّثُ مسْلماً
ولمَّا يكنْ فيما ارتآه مغاليا

وقالوا: يَسوقُ الحكم لم يَدر كُنهَه
وهل يَسمعُ الأقوامُ – إن قال – هاذيا؟

وقالوا: سقيمُ الفهم ، لم يُدركِ الهُدى
فكيف يراه البعضُ شيخاً وهاديا؟

وقالوا: طواه العُجْبُ ، فانصاعَ قانعاً
وما ازداد بالتغرير إلا تماديا

ومِن إفكهم قالوا: تشدَّدَ عامداً
وأتباعُه جارَوْا جهولاً وغاويا

وما أنصفوا في الاتهاماتِ ألصِقتْ
فلم يكُ شيخي باديَ الرأي غاليا

وسائلْ عن المِقدام أهلَ الحُرَيمِلا
ومَن مِثْلُ أصحاب القرون الخواليا؟

وسائلْ عن التنظير أهلَ ( عُيَيْنةٍ)؟
فلم يكُ في التبليغ يوماً مُداجيا

وسائل عن الشيخ الجليل(ابنَ مَعمَر
فقد كان في أهل (العُيينة) واليا

وقبة (زيدٍ) في (الجُبَيلة) دَكَّها
ليُوقفَ شِركاً كان في الناس فاشيا

وأرسى أصولَ الدين في الدار موقناً
وعاشَ لأهليها الطبيبَ المداويا

وجادلَ أهل السوء سِراً وجهرة
وما فرَّ منهم إذ يخاف التباريا

تعقبَهم بالعِلم يَدحضُ ما افترَوْا
وجاهدَ بالقرآن مَن كان جافيا

وأبرز للغالين آياتِ غيِّهم
وجَلى لمَن كادوا العُرَى والمَراميا

وناهضَ عَرَّافين ، شاعَ انحرافهم
ولم يكُ في دَحض الأباطيل وانيا

وحاربَ كُهاناً ، وعَرَّى كَهانة
وجَندلَ مَن شطوا وقادوا النواصيا

عُقودُك يا شيخ المشايخ تسعة
وقضيتها للحق طوعاً مُواليا

وقوَّاك ربُّ الناس فيها مجاهداً
وسيفك في سُوح الوغى كان ماضيا

وصابرتَ لم تجزعْ ، ولم تكُ يائساً
وفي العِلم والتقوى سهرت اللياليا

ومِن عَجَب يُثني عليك أولو النهى
فمَن كان صَناعاً ، ومَن كان قاضيا

ومَن كان ذا رأي وفضل ونجدةٍ
وأغلبُهم كم كان يرجو التلاقيا

عجبتُ لمَدَّاحيك مِن كل مِلةٍ
وما خِلتُ فيهم مستطيلاً مُرائيا

عليك مِن الرحمن عاطرُ رحمةٍ
وصانك ربي للمَكارم داعيا

وثبتني المَولى على نور هديكم
ليوم بلوغ الروح مِنَّي التراقيا

مناسبة القصيدة

(منذ عقدين من الزمان كتبت قصيدة عنوانها: (شمس الجزيرة العربية) في مدح الشيخ محمد بن عبد الوهاب – عليه رحمة الله تعالى -! وذلك عندما اندلعت الهجمة الشرسة ، للنيل منه! وكانت القصيدة في ستة عشر بيتا من البحر الخفيف! وكنت سعيداً بها ، حيث مدحت الشيخ ، يقول مطلعها الذي يبين موقع الشيخ رحمة الله تعالى عليه ، من علماء الأمة بأسرها: شمسٌ تشعُ يواقيتاً وأنــــــــوارا تنير دُوراً وأصقاعاً وأمصـــــارا تُبدد الظلمة الظلماء مذ جثمـــتْ وتلفتُ اليوم – للأضواء أنظـارا تطل حالمة في ثـــــــوب طلعتها فتزهر الأرض بالإشراق إزهـارا إلى أن ختمتُ قصيدتي هذي في مدح الشيخ ، وذلك بالتحذير من النيل منه رحمه الله ، بقولي:- والبعض صدّق ما قالوه مُلتمســــــاً لمَا افتروْه عن الأعراب أعـــــــذارا يا غرب عُد للألى صاغوا شهادتهم بكل صدق مقالاتٍ وأشعـــــــــــــارا وكُفّ عن كل ما تلقيه مِن شُبـــــــه إن الأعارب لا ، لن يتركوا الثـــــارا وبعد أن قمنا بواجبنا الشرعي والشرعي في بيان بدعية الاحتفال بالمولد النبوي ، انهالت علينا سيول الشتائم والاتهامات التي من بينها اتهامنا بالوهابية ، وهي تهمة شريفة عفيفة ، أين نحن من كرامتها وعزتها! والوهابية التي ألصقت بنا تشبه (المحمدية) التي يطلقها النصاري على المسلمين المؤمنين الموحدين أتباع النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -! ونعمت التهمة هي!)
© 2024 - موقع الشعر