شمس بليل/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

تنالُ قصائدي ما لا أنالُ
وتُخفِي خلفَها شمسي الظِّلالُ

ظِلالُ الناشرينَ بدونِ وَسْمِي
ومَن لا تستقيمُ لهُمْ خِلالُ

إذا انطلقوا إلى نَسخٍ ولَصقٍ
فذِكرُكَ شاعِرًا مِنها يُزالُ

لقائلِها يقولُ البعضُ حِينًا
وحينًا لا تُقالُ، ولا تُحالُ

ويَنسَخُ ناقِلٌ عنهُمْ قريضي
ويَنشُرُ لَيسَ يَعنِيهِ السُّؤالُ

أُلُوفُ لا تُعَدُّ ولَيسَ تُحصَى
يُتَرجِمُني المِئاتُ بِها الزُّلالُ

لَهُمْ شُكري وتقديري؛ وأمَّا
سِواهُمْ فالعِتابُ لهُمْ حلالُ

تَضُجُّ مواقعي بِهِمُ مُرُورًا
ويمضي بصمتِهِمْ عنها انخِذالُ

فلا تسجيلَ إعجابٍ أفاضوا
ولا حَتَّى مُتابَعَةً أحالُوا

وإنْ ثقفُوهُ مَنشُورًا بغيري
تَهيمُ بهِ النِّساءُ كذا الرِّجالُ!

ويُجزَلُ بالثَّناءِ لناشِريهِ
وأصنافُ الدُّعُومِ لهُمْ تُكالُ

وشاعِرُهُمْ يُغَضُّ الطَرفُ عنهُ
يقولُ البعضُ: جاءَ بهِ الخيالُ!

نظنُّهُ مِن عُصورٍ سابقاتٍ
فشِعرُهُ تُستثارُ بهِ الجِبالُ!

ولَيسَ بِظاهِرٍ حَتَّى نراهُ
على الشَّاشاتِ يُكّْرِمُهُ النَّوالُ!

ألَا يا قَومُ؛ ما أخفاهُ إلَّا
كَمِثلِ فِعالِكُمْ هَذِي الفِعالُ

ودُنياهُ التي شغلتهُ عنكُمْ
وحالٌ لَيسَ يُفصِحُهُ المَقَالُ

ولو شِئتُمْ لَكُنتُمْ مُظهِرِيهِ
ونِبتُمْ عنهُ في ذِكرٍ يُقالُ

لَهُ العُوَّانَ؛ لا عَونًا عليهِ
يَطُولُ بِكُمْ إلى ما لا يَطالُ

أشِعري قد يُحَبُّ بنشرِ غيري؟!
وعِندي لا يُحَبُّ بهِ احتِفالُ؟!

فإنْ يَكُ مُجحِفي ما تفعلُوهُ
وليلاتُ الشُّموسِ بكُمْ طِوالُ

فشمسي سوفَ تُولِدُها الليالي
ليالِيكُمْ، وإنْ طالَ المَطالُ

ومِن شِعري سَيَعرِفُني مُحِبي
وينبِؤُ عني في حرفي الجمالُ

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر