حب عذري/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

وأوَدُّ لو أنِّي أطِيرُ إليها
في كُلِّ ليلٍ زائرًا آتِيها

وأمامَ مولاتي أمِيلُ مُعَظِّمًا
ومُقَبِّلًا للأرضِ بينَ يَدَيها

وأمُدُ مِن فَوري إليها أذرُعُي
فتضُمُّني؛ وأغوصُ في ضِلْعَيها

والقلبُ مِنها فوقَ قلبي خفقُهُ
والنَّبضُ سُكرًا داخَ مِن عَينَيها

والحُضنُ صَدريْ ساحِبٌ مِن صدرِها
كُلَّ الذي في البُعدِ جاشَ لديها

وهُناكَ لا هَمسٌ، ولا مُتحدِّثٌ
مِنَّا سِوَى القلبَينِ تَخفُقُ تِيها

والآهِ نسمَعُ مِن كِلَينا زَفرَها
والشَّهقِ مِن رِئَتَيِّ، مِن رِئَتَيها

عِطرًا نُريدُ الامتِلاءَ بِ بَعضِنا
بالنَّشْرِ مِن فِيِّيْ؛ كَمَا مِن فِيها

مُتَوَحِدَانِ؛ وفي الْتِحامٍ دائمٍ
كَتِفَايَ حَتَّى الفَجرِ في كَتِفَيها

هذا هُوَ العُذريُّ حُبًّا عِشقُنا
ألَّا تُمَسَّ بمَوضِعٍ يُؤذِيها

أنِّي ومهما التَّوْقُ يَبلُغُ مَبلَغًا
مِنِّي لها أبقى الحَريصَ عَلَيها

سأكونُ قَيسًا في لِقاءِ حبيبتي
ما غيرَ حُضني بَلسَمًا يسقيها

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر