المرتقى الصعب/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

قالت: أتترُكُني؟!؛ فقلتُ: مُحالا
مَن حازَ بدرًا لا يَرُومُ هِلالا

والشَّمسُ إنْ طَلِعَتْ غارَتْ بمطلَعِها
شُهبُ السَّماءِ وأنجُمٌ تَتَلَالَا

وتَسَيَّدَتْ كُلَّ الفضاءِ بوَهْجِها
ولغيرِها لَمٔ تُبْقِ فِيهِ مجالا

قَسَمًا بخالِقِ مُقلَتَيكِ ولَحظِها
الفَتَّاكِ أنشَبَ في الضُّلوعِ نِبالا

وبليلِ شَعرِكِ، وانسكابِ حريرِهِ
سيلًا لخصرِكِ دافِقًا شلالا

وبطِيبِهِ كالمِسكِ يعبِقُ عاطِرًا
وتَمَنِّي أنِّي عليهِ أُوضَعُ شالا

هيهاتَ أنْ يسلُوكِ قلبي لحظةً
في العُمرِ، أو أقسو عليكِ فِعالا

أو ترتوي مِن شَهدِ حُبِّكِ مُهجتي
أو أنْ أرى لَكِ في النِّساءِ مِثالا

إني لأعشَقُ فيكِ حُسنًا نادِرًا
والمُرتقى الصَّعبَ البَعيدَ مَنالا

ومناقِبًا للرُّوحِ لا يُحصى لها
عَدٌّ ولا وَصفٌ يَفِيكِ جَمَالا

رفقًا بقلبٍ في هواكِ مُتَيَّمِ
لَكِ أسلَمَ المِفتاحَ والأقفالا

وأناخَ ركبَهُ عِندِ بابِكِ مانِحًا
لَكِ عرشَهُ حصرًا عليكِ حلالا

فَلْتَحكُمِيهِ، تربَّعيهِ، تَسَيَّدي
قلباً أحَبَّكَ في الظِّباءِ غزالا

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر