فصيح (ياصاحبي سجني) - أحمد بن محمد حنّان

جبًّا دخلتُ فَقُلتُ عذرًا يوسُفُ
لي أخوةٌ ظلموا وذئبٌ منصِفُ

فنجوت منه ولم أفق من فرحتي
حتى فَتنتُ بما رُزقْتُ وأُعرَفُ

كادتْ زليخةُ حين صكَّتْ بابَها
غدرًا تقُدُّ قصائدي وتطفِّفُ

لولا شهادةُ زاهِدٍ من أهلِها
حارَ العزيزُ مَنِ المكيدُ المرهَفُ

فتقطَّعتْ بالحقْدِ كلُّ حسينةٍ
أكلَ الجمالَ بها رجيمٌ مُجحِفُ

وسجنتُ في عينِ النساءِ وعُجْبِها
حتى رُئِيتُ بحسنِ عينٍ تطرُفُ

ياصاحبي سجني فإمَّا تثبتا
أو نال منَّا في الغياهِبِ مُسرِفُ

فتصبرَا في وحدةٍ يرقى بها
ورقُ الكتابِ وفكرةٌ ومؤلِّفُ

سبعٌ شدادٌ ثمَّ نعصِرُ مثلَها
ويَزيدُها عمرًا لسانٌ مترَفُ

تأوي إليه من السماءِ كواكبٌ
والشمسُ والبدرُ المنيرُ المشرِفُ

إنْ كنتَ يازمنًا حليمًا بالردى
وعلى الشبابِ تكون خيلًا ترجِفُ

فأنا الشبيبةُ والبياضُ لحكمةٍ
وأنا الجلادةُ فارسٌ متحرِّفُ

فاقدمْ بسرجِكَ واللجامِ أو اتني
من دونِها إن العظيمَ لمكلِفُ

في كلِّ ثائرةٍ سأعسِفُ عقربًا
فتطيعُ أمنيةٌ وحلمٌ مورِفُ

© 2024 - موقع الشعر