المرأة العنيدة شؤم! - أحمد علي سليمان

لا شيء يُفسِدُ ذات البين كالعِندِ
وهل لبَعل تعيشُ الزوجُ كالنِّدِّ؟

كم يُخربُ العِندَ بيتاً عامِراً أبداً
ما كان يُخرَبُ لولا العِندُ ، ذا قصدي

كم زوجةٍ حصدَتْ بالعِند شِقوتَها
ونارُ فتنتها تأوي إلى الخَمد

شُؤمٌ هو العِندُ إنْ طمَّتْ كوامنُهُ
وما لنكبته النكراءِ مِن حَد

تأبى العنيدة أنْ تحيا مسالمة
تريدُ بالسِّلم عيشاً وافرَ السعد

وللعنيدة مِنهاجٌ بهِ عُرفتْ
لا تستريحُ سِوى في المَكر والكيد

وتنقدُ الزوجَ في سِر وفي عَلن
بأفحش القول والتهويل والسرد

مزاجُها كخِضَم كم تُجَندِله
ريحٌ تُعاود بين الجَزْر والمَد

إرضاؤها مستحيلٌ ليس يَبلغه
زوجٌ تميَّز بالإقناع والرُّشد

ولا ترى غيرَ ما رأتْ بصيرتُها
وما يرى الغيرُ لا تراه عن عمد

تُزري بمن حولها ، فالكِبرُ طابعُها
ولا تميلُ إلى الحُسنى ولا اللمد

لا تستشيرُ إذا الشورى لها عَرَضَتْ
لكنْ تلوذ بما يُغري مِن العِند

تسيرُ والعُجْبُ لا تقوى تُبَدِّدُه
مِن بعد أنْ قطعتْ أواصرُ الود

ولا تُوقرُ زوجاً في مجالسها
ولا تشِيدُ به في زحمة الحشد

ولا تُطيعُ له أمراً ، فضاقَ بها
ذرعاً ، وكابدَ بين الأخذ والرد

وتهجرُ البيت لا إذنٌ ولا طلبٌ
ولو تُراجَعَ تُبدي وازعَ الحقد

وتُدخِلُ البيت مَن تهوى ، وقد علمتْ
بُغضَ الحليل لعَمْر دونما زيد

وتلبسُ الثوبَ وفق العادة اشتهرتْ
في الساقطات بلا حصر ولا عَد

واستسلمتْ لسراب الزيف سِيق لها
من ساقطي الصين أو من هازلي الهند

وبعدُ قلدَتِ المُوضاتِ خاضعة
خضوعَ جارية في الأسر والقيد

فهل رأتْ زوجَها عبداً لتحْقِره؟
شتان شتان بين الحُرِّ والعبد

ما في العنيدة خيرٌ يُرتجى أبداً
إن الزواج بها يُدْني مِن اللحد

تزوج الخَودَ يا ابنَ الناس طيبة
تنلْ جمال التقى في رقة الخود

تُسَرُّ إنْ نظرتْ عيناك هيئتها
وذِكرُها في النسا أزكى مِن الورد

وإنْ أمَرْت أطاعت دون حَذلقةٍ
وتَشْفعُ الطاعة العصماءَ بالتيد

وإنْ حلفت عليها صَدَّقتْ ، ولها
صِدقٌ تُعُوهِدَ في وعدٍ وفي عهد

وإنْ تغبْ حفِظتْ ما قد ترَكْت لها
من حُرمة البيت والأموال والوُلد

تخافُ ربَّ الورى في الزوج آمَنها
في السر يعلمُه المهيمنُ المُبدي

وترتضي العيشَ بالقليل قد قنِعتْ
ما أجملَ العيشَ في مَنظومة الزهد

مناسبة القصيدة

(أيها الجادون المقبلون على الزواج ، إياكم والمرأة العنيدة ، فإنها شؤمٌ محققٌ ، ولا تبني بيتاً ولا تربي ولداً ، ولا تسعد زوجاً! النساء العنيدات يا قومنا هن الفاشلات في الزواج وفي علاقتهن حتى مع الأقارب! لماذا يا تُرى؟! والجواب: لأنها ستدخل في شدٍ وجذب . وتتبع صوت أنانيتها لتغلبه ، وفي الحقيقة هي تفشل أمام عناد زوجها ، وعناد من حولها فالرجال يشتدون عناداً أمام الزوجة العنيدة ، ويلينون أمام المرأة الخاضعة! باختصار المرأة العنيدة غبية جداً ، فهي تظن أنها حينما تتشبث برأيها وتقف أمام العاصفة ستفوز ، وتنسى أنها إن فازت رأياً وموقفاً ، فهي تظن كذلك أنها انتصرت بحمقها ، إلا أنها خسرت قلباً ربما كان يحبها. وتدمر أسرة وتتسبب في يتم أطفال ، ولن تدرك معنى الخراب إلا مؤخراً! المرأة التي تنحني لتمر العاصفة ؛ هي المرأة الحكيمة العاقلة التي تعمر بيتاً للأبد ، والمرأة التي تقف كالعود اليابس هي من تنكسر وقد لا ينجبر كسرها! والمرأة العنيدة المتشبثة برأيها ، والتي تؤمن بمبدأ أنا أغلب وأنت تخسر ؛ إنما تدمر نفسها قبل أن تدمر الآخر. وتعيش حياة كلها حسرات تتجرع مرارتها في الدنيا والأخرة! إن النساء العنيدات ينتهي بهن الحال إلى الطلاق وفشل حياتهن الأسرية والاجتماعية! والأعرابية أمامة بنت الحارث توصي ابنتها ليلة زفافها بحكمةٍ رائعةٍ ومجربة ، ووصية أكدت عليها زوجات ناجحات وهي: (كوني له أمةً يكن لكي عبداً)! إن أغلب الرجال طيبون وكرماء وحليمون جداً ، إلا أن الزوجات العنيدات يُحَوِّلنهم إلى أعداء! ومن ظنت أنها بعنادها وكرامتها التي لا تريد أن تخفضها لزوجها وقد اطلع على كل شئ في جسدها ، وليس كرامتها فقط سوف لن يطلقها زوجها خوفاً على أولاده ، فهي مخطئة فلِصَّبره حدود قد يفيض الكأس يوماً ، ويستريح منها ، ومن عنجهيتها!)
© 2024 - موقع الشعر