"تَكْوِينُ" الشَّرِّ

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في الملاحم، 18، آخر تحديث

"تَكْوِينُ" الشَّرِّ - أشرف السيد الصباغ

تَجَرَّعَتِ الْأَفْهَامُ خُبْثًا مُؤَجَّجَا
وَسُمُّ الْأَفَاعِي قَدْ تَهَامَسَ فِي الدُّجَى
 
يَقُولُونَ "تَكْوِينٌ" تَأَلَّقَ فِي الدُّنَا
كِيَانٌ يَفُوحُ الشَّرُّ مِنْهُ إِذَا هَجَا
 
بِفِكْرٍ كَعِجْلِ السَّامِرِيِّ خُوَارُهُ
وَرَأْيٍ كَصَوْتٍ بِالْمَنِيَّةِ حَشْرَجَا
 
تَبَارَوْا بِقَدْحٍ فِي الشَّرِيعَةِ أَدْهُرًا
فَهَبَّتْ رِيَاحٌ نُورُهَا سُفُنُ النَّجَا
 
وَيَشْرَبُ مِنْ كَأْسِ الْحَمَاقَةِ عَقْلُهُمْ
فَيَخْرُجَ مِنْ جُحْرِ الْغِوَايَةِ أَعْوَجَا
 
وَيَسْعَدُ فِي حِضْنِ الْخِيَانَةِ حُمْقُهُمْ
وَيَرْوِي الْخَنَا نَارَ الضَّلَالِ تَوَهُّجَا
 
لَئِيمٌ يُنَادِي وَالْفَسَادُ قَرِينُهُ
وَإِبْلِيسُ أَغْوَى النَّاعِقِينَ وَهَيَّجَا
 
وَمَا زَالَ يَرْمِي الشَّرُّ كُلَّ فَضِيلَةٍ
فَيُغْوِي الْحَيَا حَتَّى يَصِيرَ تَبَرُّجَا
 
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي! أَيْنَ أَزْهَرُنَا الَّذِي
تَضَلَّعَ مِنْ بَحْرِ الْعُلُومِ فَتُوِّجَا؟
 
أَتَى طَيْفُهُ رَكْضًا يَقُولُ رُوَيْدَكُمْ
فَمَا زِلْتُ بَدْرًا لِلْكِنَانَةِ مُسْرِجَا
 
وَقَدْ أَبْصَرَتْ مِنِّي الْمَآذِنُ مَكْرَهُمْ؟
سَأَرْمِي الْأَعَادِي بِالْبَيَانِ وَبِالْحِجَا
 
أُجَرِّدُ مِنْ غِمْدِ الشَّرِيعَةِ حُجَّةً
لِخُفَّاشِ مَكْرٍ فِي الظَّلَامِ تَبَهْرَجَا
 
فَمَنْ يَرْتَجِي حِصْنَ الْعُلُومِ سَيَرْتَقِي
وَمَنْ يَبْتَغِي ذَمَّ الْأُصُولِ تَلَجْلَجَا
 
وَكَمْ مِنْ سَفِيهٍ بَاتَ يَنْسِجُ شُبْهَةً
وَكَمْ مِنْ حَكِيمٍ صَارَ أَوْضَحَ مَنْهَجَا
 
فَلِلْحِقْدِ أَنْفَاسٌ مَجَلْجَلَةُ الصَّدَى
وَلِلْحَقُّ بَطْشٌ إِنْ أُهِينَ وَأُزْعِجَا
 
كَفَى الْمَرْءَ خِزْيًا أَنْ يَكُونَ مُعَاقِرًا
وَمُرْتَشِفًا خَمْرَ الْخَدِيعَةِ أَهْوَجَا
 
وَمَنْ يَقْتَفِي إِثْرَ الْمَلَاحِدَةِ اكْتَوَى
وَيَرْكَبُ شَكًّا فِي الثَّوَابِتِ أَعْرَجَا
 
فَتُوبُوا وَعُودُوا مِنْ جُحُورِ سُمُومِكُمْ
فَمَنْ لَمْ يَتُبْ قَبْلَ الْمَمَاتِ تَأجَّجَا
 
وَشَيَّبَ قَلْبَ الْغَافِلِينَ نَعِيقُهُمْ
فَلَيْسَ لَهُمْ غَيْرُ الْهِدَايَةِ مَخْرَجَا
 
وَطِيبُوا نُفُوسًا لَا مَحَالَةَ نَرْتَوِي
إِذَا مَا الْهُدَى سَادَ الْبِلَادَ وَأَبْهَجَا
 
وَرَبِّي لِصَدْرِ الْمُؤْمِنِينَ لَكَمْ شَفَى
وَأَنْزَلَ بَرْدًا بِالْقُلُوبِ وَأَثْلَجَا
 
شعر:
أشرف السيد الصباغ
© 2024 - موقع الشعر