اطفال غزة - صالح مهدي عباس المنديل

خيّم الظلام على كل اجزاء المدينة
كأنه عربيد اسود ينذر
بالشوءم و أشكال البلاء
 
لم تمطر الدنيا رذاذاً او برد
بل أمطرت سماءنا النار
و أشكال الوباء
 
بالأمس كنت باحضان أمي
بين اخوتي وابي محلقين حول النار
من برد الشتاء
 
حتى جائتنا من السماء أشكال
الردى و تناثر أهل البيت
غرقى بالدماء
 
فندد حكام العروبة
و استنكروا و رددوا
كما يردد ببغاء
 
كان أبي كادحاً بالأمس يشقى
للبناء بيتنا و اخوتي يغرقون
بالدفء في كل مساء
 
ما هي الا وهلة حتي أصبح
الدار و الأهلون
غبار في هواء
 
رحل الاهل جميعاً في ثوانٍ
وأنا على قيد الحياة لكن
يارفيق ليس جدوى في البقاء
 
أبي مات هناك حيث كان يحرث الارض
و اخوتي تحت جدران المدارس
و ماتت أمي في مشفى الشفاء
 
قد بكينا ثم انتحبنا يا رفيقي
و غرقنا من الجراح في بحر الاسى
و هل يجدي البكاء
 
خذوني إلى السماء
معهم شهيدا
حيث يجثو الشهداء
 
خذوني إلى هناك
و لا تنسوا جثماني
فأدفنوه قرب الأولياء
 
خذوني لقد يأست
من جدوى الحياة
و من هول العناء
 
بلا ارض بلا ماء
بلا غذاء أو دواء
قد عم الهزال و انتشر الوباء
 
اخبروني ان في عليين
هناك في عالي الجنان خبز
و بيوت عامره
في وئام لن ترى فيها الشقاء
 
ادفنوني و أخبروا بنيامين
ان عظامي ستبعث في غزة يوما
و أعود ثائرٌ
و يأتيك بالأخبار من شهدَ اللقاء
 
اخبروه يا عدو الأرض لن نساوم
نحن قادمون نجني الزيتون
نجني ثأر الشهداء
 
و لاتنسى حكام العرب
ارجوك بلغهم
هنيئا ً ما جنتيم مثل قارون
هنيئا ً كل ما اقترفتم من بغاء
© 2024 - موقع الشعر