شَغلتْنِي الظروفُ يا عبقريةدون قصدٍ عن رَدِّ أسمى تحيةكُنتِ رِدْئي في غربةٍ سَربلتْنيواحترَقتُ بالصحبة العُنصريةغدَرَ الصحبُ الظالمون انتقاماًواستثاروا حَمية الجاهليةوانطلقتُ في التيه وحدي شريداًوإذا بالخذلان يَغشى البقيةواغترابي عاينتُ فيه بَلاءًنالَ مِن تصميمي وروحي الأبيةوابتُلِيتُ بالخذل مِن كل صِنفٍإذ عَدِمتُ في صُحبتي الأريحيةغلبوا أهواءً تروحُ وتغدوواستجابوا للطيش والعَنجهيةلم أصَدِّقْ لغوَ الوشاة عليهمقلتُ: صحبي ذوي نفوس وفيةواستبنتُ الأقوالَ عَمَّتْ وطمَّتْفاستبانتْ مَشاهدُ المَسرحيةوتلاقى الكيدان: كيدُ الندامىبانتقام الشقيق ، كنتُ الضحيةأين يا أصحابي الدروسُ تولتْوالقِراءاتُ بعد كل عَشِية؟أين ولتْ مَواعِظ وفتاوىوالنقاشاتُ حول كل قضِية؟أين (فتحُ المجيد) يَهدي قلوباًللتسامي عن الدروب الغوية؟أين آيٌ تُتْلى لتُخرجَ قوماًمِن ضَلال لهَدْي رب البرية؟والتواصِي بالحق أين تولى؟أمْ دعاوى بَكْريَّة تغلِبية؟والتواصِي بالصبر أين تولى؟أمْ وصايا شَكلية مَظهرية؟وسِنيُّ البلاء طالتْ عليناوالشِّمَاتُ أغرَى فِئاماً شقيةيَشهدُ المولى بالإهانات تترىفي دِيار تأوي إلى العُنصُريةواحتسينا كأسَ المَذلة جَبراًوسِوانا كانت له الأولويةبعد أن هُنا ، واحتوتْنا المآسيوافتقدْنا تكريمَنا والهويةوامتُهنا في كل صُقع ووَادٍوقلتْنا بين الورى الأكثريةواصطبرنا عقدَين في شر حالفي ظروفٍ سادت بها الفوضويةثم لاحتْ لنا سَلِيلة عِزبنتُ مجدٍ لها العطاءُ سَجيةأكرمتْنا بين الأنام احتساباًوببذل الخيرات كانت حَريةساقها ربُّ الناس غوثاً مُغِيثاًثم كانت في بذلها عبقريةولديها دَسَّ الدهاقينُ زيفاًيُفسِدون بالزور أنقى طويةفانبرتْ للأوغاد تُبطِلُ سِحراًثم خلف الستار وَصَّتْ وَصِيةقالتِ: اصبرْ صبراً جميلاً ، وأحسنْثم أخلِصْ جهداً وسَعياً ونِيةلنْ تُمَسَّ يوماً بأي اعتداءٍلكن احذرْ بطشَ الأيادي الخفِيةأنت مَحشومٌ ليس يرميك راممَن رَماك يُرمى بذات الرَّمِيةوانتصرتُ عقداً على كل قهروالجميعُ قالوا: ليَ الأفضليةوانظلقتُ دَهراً أطوِّرُ نفسيكي أراها في شُغلها ألمعيةوارتآني الجميعُ بَدراً منيراًذا إباءٍ وهمةٍ عنتريةما ارتضيتُ دَنِية في اعتقاديوالذليلُ في الدِّين يَرضى الدَّنيةعِشتُ حُراً في جاه ربي عزيزاًثم أستقوي بعده بأخيةلم تُهِنِّي ، وما ارتضتْ لي هواناًتلك كانت فيها – وربي – مَزيةوالتحايا منها أتتْني مِراراًصانَ ربي أخلاقها اليَعرُبيةوالهدايا جاءتْ تُؤلفُ قلباًوتُسَلي نفساً طوتْها الرَّزيةولها أهديتُ القصائدَ نشوىإذ لها نفسٌ فذة شاعريةما ضَننتُ بالشعر أهديه رَداًلجميل أراهُ أحلى عَطِيةثم خِلتُ الديوانَ يَحكي صَداهاأو يردُّ على الحَصان التحيةأو يَشيدُ بالمجد أهدتْه طوعاًأو يُناغي المُجاملاتِ النديةأو بشيئ مِن الأهازيج يُطريذات فضل تُطلُّ مِن مَشربيةليت شِعري الديوانُ أغضى حَياءًإذ خلا مِن أمداح تلك الحَييةثم جاءتْ هذي القصيدةُ دَيناًواجباً قطعياً قبيلَ المنيةربِّ أصلح شأنَ التي أكرمتْنيربِّ واجعلها عَفة وتقِيةربِّ واغفرْ ذنوبَها ، وارض عنهالا تُمِتْها إلا بحال رضيةأنتَ أدرى بما أقالتْه عنيمِن بَلاءاتٍ في اغترابي عَتِيةربِّ واقبلْ شِعري الذي صُغتُ عنهامُستعيناً بالله رَبِّ البَرية
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.