زبَدُ الكلام شدا بها الخطابُ
وحوى الوصية - للأنام - كتابُ
دُررٌ تُقلدُ مَن يُطالعُها السنا
في جوفها الأخلاقُ والآداب
صيغتْ بكل بلاغةٍ وفصاحةٍ
ولها - لكل بصيرة - أسباب
وأعارها (الخطاب) تجربة سمتْ
فسما - بها - الأعجامُ والأعراب
واختارها (البُستي) بين فصوله
فله - على ذا الاختيار - ثواب
في (روضة العقلاء) خيرُ وصيةٍ
تسمو بقوم – للرشاد - أنابوا
واستمسكوا بالحق وفق أدلةٍ
وإلى المهيمن أخبتوا ، فأصابوا
و(ابن المُعَلى) في الوصية لم يدعْ
لمغالطٍ قولاً ، فليس يُعاب
هي مَوردُ الآباء إن ساد الظما
هي بلسمٌ - يُشفي الورى - وشراب
هي منهلٌ يَروي ، وراحة رائح
هي غادة يسعى لها الخُطاب
حوتِ النصائحَ لا حدود لوصفها
يسمو لها الإطراءُ والإعجاب
هي منهجُ الآباء في إرشادهم
أبناءهم إن أخطأوا ، أو خابوا
والنصحُ أثمن ما علمتُ هدية
يسخو - بها - الآباءُ والأحباب
وشعيرة هذه النصيحة مِن شعا
ئر ديننا ، إن النصيحَ مُثاب
وتكون أوقع مِن أناس جربوا
هذي الحياة ، وفي التجارب شابوا
لم يهزلوا - في الجد - إن هزل الورى
والهزلُ لا ترقى به الألباب
وتعلموا من كل أمر عايشوا
وكلامهم ألفاظه إطراب
ورأيت - في هذي الوصية - نفحة
طهرية ، ولها التقى جلباب
بدأت بتوحيد الإله وذكره
فأعان - من يشدو بها - الوهاب
أوصت ببعدٍ عن محارم ربنا
إن الذى يسعى لها مرتاب
ثم استهلت بالتخلق بالهُدى
إن الهُدى - لمَن اتقى - مِحراب
واستحسنتْ خلق التواضع مَنهجاً
ولمَن تواضع يبسمُ الترحاب
وتوشحتْ بالجد يَدمغ حرفها
وهل المُجدّ تنال - منه - صِعاب؟
وحوت مِن الرُشْد الكثير ، فنصّها
كل الذى يدعو إليه صواب
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.