الشعرُ يبرأ مما قلتَ والأدبُومِن سماعك قد أودت بنا الكُرَبُفلست تشعر قط ، أو تحسُ بناوسَوأة اللحن - في شِدقيك - تلتهبتمرّغ الشعرُ في الأوحال يا لكعُوتمزجُ السم ، والأقوامُ كم شربواوتجرحُ الحَس والإحساس ، تقتلناوتخرب النثر بالأخطاء تضطربوتحبس اللفظ في أعفان حنجرةفيها تقرحتِ الأرجاسُ والريبوأنت وحدك مزهوٌ بخيبتهافرْخٌ يُزخرف عظماتٍ بهِ الزغبطاووسُ هزل يفوقُ الزهوَ منزلةتهوى السراب ، ويُردي زيفك الكذبوتصفعُ الشعرَ في أقذار أمسيةٍصفعَ اللئيم الذي أودتْ به النوبأين (السموألُ) يمحو ما افتريت هناويُنقذ الشعرَ ، إن الشعر يُغتصب؟أين (الحُطيْئة) كي يجتث باطلكمويُرجع الحق ، إن الحق ينتهب؟وأين (حسانُ) بالأشعار مُدّرعاًوإنه باللسان الفارس الضرب؟حسانُ غاب ومَن بثوبه التحفواوشعرُه اليومَ بين الناس ينتحبوأين (كعبٌ) له بالشعر ملحمة؟وشعره زانه التوحيدُ والطرب؟وأين (خنساؤنا) بالشعر صادحةتعطر القلب مما غنت العرب؟وأين في الساحة الصماء (عنترة)؟يُرَجّع الشعر فواحاً له رغب؟وأين غاب (جريرٌ) عن مَحافلكمحتى غشاها الغثا ومَن له ذنب؟أين (الفرزدقُ) في آفاق صولته؟أين التهاجي الذي يحبو له الأدب؟وأين منكم (زهيرٌ)؟ أين حكمته؟و(الأصمعيّ)؟ وأين النقد والكتب؟ودوحة الشعر في أسواقها طعنتْبالأمس كم سطعتْ ، كأنها الذهبو(ابن الرواحة) أين الآن همته؟مَن كان في ساحة التنظير يحتسبو(الشنفرى) أين شعرٌ منه مؤتلقٌ؟فاضت طلاوته ، كأنه الرطبأين الأعاربُ ، والأشعارُ تسبقهمتُظِلها الشرعة العصماءُ والنسب؟ديوانهم شعرُهم ، والهَديُ باركَهمهو الحياة لهم ، وشعرُهم عَصَبفي كل شأن لهم شعرٌ وأغنيةيُزكِي النفوسَ له فوق العِدا لهبحتى أتيت أيا رِعْديدُ تنقدُهمأنت المَعِيب ، وهم بين الورى شُهُبتقولُ عن شعرهم ما لا يليق بهتقولُ: شعرٌ قديمٌ ليس يُطلبتقول: قد أسنتْ فحوى مَعالمِهولا حياة له ، أودتْ به الحِقبولا يخاطب عصراً فيه طائرةهو الرتيبُ ، مضى بعصره العَطبهو الغريبُ ، فلا الأصقاعُ تعرفهولا يزال أراه اليوم يغتربوليس يكتب شعر العُرب مُهترئٌلكنما بيراع الفذ ينكتبماذا تقول أيا مستشعراً سَمِجاً؟أتنقدُ الشعرَ يا من قلبُه خرب؟وتدّعي أن ما ألفته دُررٌكأنك الفارسُ المستنصرُ الضربالشعرُ شعرٌ ، وإنْ أعلاك مَن سَفلواأنت الحضيضُ ، ومأوى شعرنا السحُبوما ادعيت فهذا حُصرُمٌ عفنٌوما كتبتُ وغيري مثله العنبنحن الرشادُ ، وشعرُ العُرْب رائدُناكذا العقيدة ، والحسنى لنا سببخنساؤنا أمّنا ، والصحبُ قدوتناوإن (حسانَ) في دنيا القريض أبمهما افتريت ، وصغت الزيف تصديةفالحق نحن ، وأنت الزور واللعبمهما أخذت مِن الألقاب قد سُبكتْفإنما الشعرُ والتقوى لنا لقبوإن رآك على خير من انحرفوافهم جرادٌ على الأقذار ينقلبفإنما يَعرفُ التقييمَ مَن حَذقواصُنعَ القريض ومَن في فلكِه ركبواأما الذين إذا قلت اقرأوا عثروافكيف يُؤخذ من أمثالهم أدب؟أراك تعبث في التوحيد في عمهٍوما عليك هنا في زعمهم عتبمِن الجحيم سخِرت اليومَ مُجترئاًوكل مَن كفروا فهم لها حَطبأجارنا الله مما قلت تطربنافما طربنا ، وأردى شوقنا النصبوقاتلَ اللهُ جمهوراً يُشجعُكمأنت الحداثة والتضليلُ والشغبمازلتُ أفضحُ بُهتاناً يُزخرفكُموناصرُ الحق مَكتوبٌ لهُ الغلبأقرّنُ الزيف في الأصفاد محتسباًولن يُخيّب عند الله مُحتسبوأفضحُ اليومَ جمهوراً يُباركُكميتابعُ الهزلَ في تشجيعه صَخبقد أغرق الساح تهريجاً وتصديةويَعجب الآن مِن ألفاظه العَجبمِن كل ساقطةٍ زانتْ ذوائبَهامشتاقة زادُها الآهاتُ والشبَبوطعمَة الروح ألفاظ مُنمقةوطعمة الجسم شايٌ بعضه الحَلبتلاحقُ الشاعرَ المزعومَ في شبقوالعينُ سهمٌ ، لها في عشقِه طلبفي الأربعين يعيش العامَ شاعرُهايحيا وحيداً ، فهذا المفتري عَزبتحِب فيه ابتساماً قد أعِد لهافهذه مِن زها العشرين تقتربهي التي تنشد العُشاق تجذبُهموشصها مالها والعِز والحَسبعارٌ عليها الحيا ، والفسقُ دَيدنهاجاءت إليّ مجيئاً صوته لجبقالت: أريد حديثاً شائقاً عبقاًفقلتُ: لا ، وطغى في خاطري الغضبوزدتُ: كيف كلامٌ منكِ أقبله؟ففارقتْ حِلقُ الغادات تكتئبوقد رمتنيَ بين الناس ساقطةبأنني مرعبٌ ، في بسمتي رهبقالتْ: قديمٌ إذن تفكيرُه حجرٌأو أنه لهُدى الإسلام ينتسبفلن ننال مِن المَعتوه بغيتناكأنما بيننا وبينه الحُجُبحصرتُ ثوبي ، وقد كشفتُ لعبتهمإني البصيرٌ ، وكم قد كان لي لعبحتى هُديتُ إلى الإسلام خيرَ هُدىًوكم قرأتُ له ، وكان لي خطبوقد بَرئتُ مِن الضلال قاطبةفليس لي عندهم زلفى ولا قربحياتهم مُرة ، والهزلُ رائدُهموعيشُهم بائدٌ ، يودي به الرتبوإن يموتوا على ما هم عليه ففي النيران منزلهم ، وهم لها الحصبوقد فررتُ مِن الفساق أجمعِهموفي المليكِ وربي كان ذا الهربوقطعَتْ بيننا فحوى صداقتِناولم يعُد بيننا ودٌ ولا نسبلكنما قد دعاني اليوم مُرتزقٌللأمسيات وهزلٌ لفظه خشَبوقد تبين ما في القاع مِن أكمنعائمٌ يشتكي أثقالها الكنبملء القلوب هواءٌ لا حياة بهوليس ماءٌ إذن تحويه ذي القِربشتان بين شعور صاغه ألمٌوبين هزل لقد طاشتْ هنا النِسَبهذي البضاعة تغري مَن طغى وبغىومَن تغوصُ به في غيّه الرُكَبهم أذهبوا ريحنا في كل أمسيةٍوغيرُنا جدّ ، والأنذال كم لعبواوكم على دمعنا الهتان قد هزلواوكم على دمنا المسفوكِ قد طربواهمُ الكِرام إذا حلوا على بلدٍوصاحبُ العلم يقلو علمَه الدببويشربون على الآلام خمرتهموقد حوتها لهم في دارنا العُلبفي جو هذه السما والبحر قد حُملواوالمُخلصون على أكبادهم ضربواهذي الحداثة في مستنقع نبتتْوصار منا لها أهلٌ ومُنسربكم قلدوا في سراب التيه أوسمةوفي الكريهة أهلوها همُ العُكُبساقوا الديار إلى درْكِ الشقاء ، لهمفي كل وادٍ أساطينٌ ومُغتربنشأ تفرّخ في أحضان عَلمنةٍثم استقرّ لها في دارنا شُعبلاقت رَواجاً بدُور العُرْب أجمعِهموالمجرمون على أوتارها ضربواحتى استقر لهم في الأرض ما نشدواوحققوا بيننا - بالرغم - ما رغبواما إن تلوحُ لهم في الدار بارقةإلا وهم لرؤى الأنظار قد جذبواويُظهرون لكل الخلق باطلهموليس ما حصروا في الظل يُحتجببضاعة الحق عند الناس كاسدةوحاملُ النور عند الصدع يُجتنبفيم التوجّس ، إن الزيف مُنتحرٌواللهُ ماحِقُ ما شادوا وما كتبوا؟يا حامل النور للضلال ، يا بطلاًزورُ الحداثة عند الحق ينسكِبلا تخش ثورتهم ، لأنهم غجرٌكحاطِب الليل ، في البيداء يحتطبوإن تظاهر بالأخلاق مُفلسُهموإن تراه بماء الطهْر يَختضبهو الرقيعُ فلا دينٌ ، ولا خلقٌولا احترامٌ ، ولا شعرٌ ولا أدبوكيف يكتبُ شِعر العُرْب مُرتكسٌفي حمأة التيه والكفران مُغترب؟وهل يُحِس بما في العُرب مِن ألممَن همه في الورى دنيا ومُنقلب؟والعُرْب في لغتي مَن أخلصوا حنفاًومَن بأرض المليكِ الكُمّل النجُبعُربٌ بوحي إله الكون ملتحدٌهمُ الهُداة ، على توحيدِه رُقبوالسِلمُ شِرعتهم ، والصحبُ أسْوتهموالشعرُ ناقتهم إن خانتِ الرُكُبالقائمون بأمر الله إن مَلكواوالصابرون إذا أضناهمُ الودَبوالتائبون على أوزارهم دمِعواوالحامدون إذا أرداهمُ السغبوالناصحون لمَن غابوا ومَن شهدواوالشاكرون إذا زلوا ، وإن غلبواوالمخلصون لرب الناس قد علمواويشهد الصدقَ جيرانٌ لهم جُنبوالمحسنون إذا قالوا ، وإن فعلواوالطيّبون فلا سُوآى ولا جلبوشعرُهم مِن سَنا التوحيد مُنبثقٌالعُودُ هم ، وسِواهم في الورى الشذبولستُ أعني هنا مَسخاً أتيهُ بهِوليس في لكنتي عُجبٌ ولا صخبكم ذا تغنيتُ بالأشعار صادحةأرجّع الشوقَ ، والأنغامُ لي كُتبوأخرسُ البُلهَ والدهماءَ مَن سَفلواومَن لشعر الهُدى على الهَوى صُلبواوأظهرُ الحق - بين الناس - مُعتبراًوعَبرتي في الأنام المرأة السُلبما عاقني هلعٌ ، كلا ، ولا وجلٌوليس في لهجتي لحن ولا عُكُبما عاقني الوزنُ أو تنقيحُ قافيةٍإن القريضَ لمَن يَهواهُ مُصطحِبوخاطِبُ الشعر فليبذلْ مَؤونتهُمِن الصداق ، وما أسْداه يُحتسبأما التشدقُ بالألفاظ خاليةمِن العَروض فلا شعرٌ ولا خطبوليس شعراً تخاريفٌ مُقطعةفيها عزيفُ الجوى والزيفُ والكذببرامجٌ في دجى الأصنام مُعلنةقِوامُها هازلٌ ، وما بها أربأصحابُها خبثوا في الناس ، وانحدرواولا اعتبارَ بهم ، فما بهم لبَبوقد أعِدتْ لهم في التيه مَزبلةسُرادقٌ عاربٌ ، من فوقه طنبصرحٌ يشيّد للتغرير ليس سوىوسوف تشهدُ يوماً دكّها القبَبلا تفرحوا يا هُواة الدعر ، إنّ لكميوماً ، وبينكمُ الأسيافُ تنتصَبإن الحداثة مهما راجَ باطلهايوماً يُدهدِهها إفلاسُها الجدِبدمارها في سلا الأحشاء مُنغرسٌوسوف يأكلها - بين الورى - الجربكذاك أربابُها في مَهدهم وئِدواوعندما أخليَ الميدانُ قد وثبوايوماً يعودُ لجوّ الشعر طائرُهُوتذبحون أيا ضُلال يا غربوتوأدون ، ولا جُرْمٌ ولا دِيَةولن يكون لكم في داركم سَلبفكم أسأتم وكم شدتم هزائمِناومِن ورائكُمُ الأعداءُ كم كسبواأملاكُمُ اللهُ ، قد نلتم مآربكميا ربّ أرجِعْ لنا الحق الذي سلبوا
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.