هذا التساؤلُ مِحنة وبلاءُ
ومن الإجابة إنني مُستاءُ
والقلبُ - من ألغازه - في حيرةٍ
ويؤزني الموضوعُ والإيحاء
والنفسُ تجزعُ من مجرد ذكره
نفسٌ - لما مُنيتْ به - جزعاء
والروحُ آلمها سوادُ حُروفه
وكأنهن الدجْو والظلماء
العيدُ أين إذا استبيح وَقارنا؟
والعيدُ أين ، ولم تجفّ دماء؟
والعيدُ أين إذا غدت أعراضنا
كلأ مباحاً ، والحياة شقاء؟
والعيدُ أين إذا الأكارم قتلوا
وكأنها في الساحة الهيجاء؟
والعيدُ أين إذا الكرامة أزهقتْ
وتآمرَ الأوغادُ والسفهاء؟
والعيدُ أين إذا الطغاة تجبّروا
وطغى على عيش الأنام بلاء؟
فسدتْ حياة الناس لمّا أذعنوا
لطغاتهم ، وبذاك عمّ الداء
والدينُ غاب عن الحياة بأسرها
ونأتْ شريعة ربنا السمحاء
والجاهلية أنشبتْ أظفارها
في أمةٍ حُكّامها الأعداء
والمصلحون تخلفوا عن دَوْرهم
إذ إنهم - في قومهم - غرباء
ما بين مسجون بدون جريرةٍ
إذ ليس - في أم الديار - قضاء
وسواه منفيٌ يُعاني غربة
والأهلُ - لمّا أنْ نأى - غرباء
وسواه قَيْدَ إقامةٍ جبريةٍ
مَيْتٌ يُعاينُ موتَه الأحياء
وسواه مقتولٌ تعمّد قتله
بغياً وعدْواً طغمة جُبناء
وسواه يُكرَه أن يضن بعلمه
كي يستبد الجوقة الجهلاء
وسواه مِن كَمدٍ يموت تحسراً
أن قد أحاطت بالهُدَى الأرزاء
والمفسدون خلتْ - لهم - ساحاتهم
ليُعربدوا ، إذ ليس قط حياء
ماذا تخافُ جموعُهم في دارنا
مذ بات أسياداً - بها - الوُضعاء؟
لا دين ، لا سلطان يوقِفُ زحفهم
وعلى التحلل سُلطتْ أضواء
لا عُرفَ ، لا تقليدَ يَكسِرُ بأسهم
والحربُ من أشياعهم شعواء
أمنوا العقوبة ، فاستباحوا ما أتوْا
وتطاولوا في غيّهم ، وأساؤوا
وكذاك يفعل كل مَن ركبوا الهوى
وأراهمُ - بدجى الخطيئة باؤوا
لعبوا بنار فسادهم ، فترهلوا
وبدُعرهم كم عمّتِ البلواء
والدارُ ناءتْ بالمصائب كالردى
واشتدت البأساءُ والضرّاء
واليوم تسألني ، وتجْرحُ خاطري
وتصدّني ، حتى يطول مِراء
عبثاً تحاول مُثبتاً ما تدّعي
أن قد تغشت دارَك النعماء
أوَما رأيت العيد يختصرُ المدى
في عالم يأسى - له - العلماء؟
أمسى يُقارنُ بين ماضي أمةٍ
ولى ، وكم هشّتْ له الغبراء
والحاضرِ المُزري الذي أودى بها
وجرتْ - بسيء حاله - الأنباء
هوّنْ عليك ، فإن سؤلك شائنٌ
وبجوفه مَرثية كأداء
وأنا أعيذك أن تكرّر طرحَه
كيلا ينالك – بعده - استهزاء
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.