واختلاف ألسنتكم وألوانكم - أحمد علي سليمان

بالأغاني كم سُربلتْ من عقولِ
فاستكانتْ لدندنات الطبولِ

واستلذتْ ما تشتهيه مِراراً
واستحلتْ فسقاً بدون دليل

واستباحتْ سُكر الغناء ، فضلتْ
ثم ضاعت مِن بعد عبّ الشمول

وأعارتْ تفكيرَها كل غاو
بعدما تاهتْ عن سلوك السبيل

وأضلتْ أهلاً وداراً وقوماً
ثم ضاقتْ ذرعاً بشتى المُيول

وأحاطتها ظلمةٌ واضطرابٌ
عندما غابت عن ضياء الأصول

عندما باعت نهجَها للأعادي
أحرقتها نارُ العذاب الوبيل

حُرمتْ رُشْداً كان يُجْلي دُجاها
والرشادُ يمحو ضلال العقول

والأغاني تغتال فيها ذكاءً
ثم تكوي آمالها بالخُمول

والسعيدُ مَن حَكّم الشرعَ فيها
ثم يسعى مُنقباً عن بديل

والشقي مَن بالغناء تسلى
ما له - في تهريجه - من مثيل

سألوني: ماذا تقول (دليدا)؟
قلتُ: هزلٌ ، ينعي ابتداءَ الرحيل

فاستساغوا ما قلته باشتياق
والتدني يَسبي فؤاد الجهول

وانطلقتُ أفضي إليهم بسرٍّ
ولسانُ الإفرنج كان دليلي

قلتُ: هلاّ - من الغناء - أفقتم
وتأملتم قولَ خير رسول؟

وتركتم شِركاً به قد عُرفتم
ثم آذنتم في الهدى بالدخول

أذكياء مِن مَرةٍ قد وعيْتم
ما أقولُ؟ يا للذكاء المَهول

فكروا في أحوالكم يا ندامى
سوف يأتي يومُ الشقا والعويل

إنني قد دعوتكم للمعالي
وختمتُ قولي بنُصح جميل

واللغا كالألوان مِن عند ربي
جلّ مولانا من إلهٍ جليل

قد هدى - للإسلام - بعض البرايا
وجزى ربي بالجزاء الجزيل

وفريقٌ في المُهلكات تردّى
باء منها بعِبء وزر ثقيل

© 2024 - موقع الشعر