رسالة إلى عاق لوالديه - أحمد علي سليمان

أحسنْ إلى أبويك صاح كليهما
حتى تؤديَ طائعاً حقيْهما

وابذلْ عطاءك كاملاً ومُكمَّلاً
واشكرْهما - أبداً - على فعليهما

واحرص على استرضاء كل منهما
واخفض جَناح الذل بين يديهما

وأطل دعاءك: يا إلهي ارحمهما
إذ ربياني ، واغفرنْ لكليهما

هذي وصية ربنا وحدودُه
والفوز كل الفوز في بريهما

فهما اللذان تجرّعا مُرّ الشقا
وتحمّلا كُرَباً مَحتْ صفويهما

وتكلفا ما لا سبيل لوصفه
وتخضبتْ - بالمُعضلاتِ - يديهما

واليوم لقنك العقوقُ دروسَه
وأراك تجحد - في الورى - فضليهما

ناديت كلاً باسمه ، وكأنما
نِدان قد بلغ السُوا رأسيهما

أنسيت كم سهرا عليك تولهاً
والنوم يُغري - في الدجى – جفنيهما؟

أغفلت عما في الطفولة من ضنا
كم كابداه بما يشق عليهما؟

حتى يفعت ، وصرت ترفل في الهنا
أنكرت دون مبرر جهديهما

تعسَ العقوقُ فكم أذل ضحية
ذرفت دموع المَعصيات لديهما

والبرُ أفضلُ ما اكتسبت سجية
وجنانُ ربك في ثرى قدميهما

فاربأ بنفسك أن تعقّ لحيظة
واحذر سقوطك صاح من نظريهما

وكما تدينُ تدانُ ، فاسمعْ واعتبر
فإذا ابتغيت الخير سُقه إليهما

والكأسُ دائرة ، وهذي سُنة
وتذكر الأبناء في إثريهما

أوصيك بالأبوين خيرَ وصيةٍ
حتى توفيَ قانعاً حقيهما

أسمِعْها طيبَ الكلام تعبداً
كيما تعطر بالصفا سَمعيهما

وأدمْ نوالك حِسبة وتجمّلاً
وأطلْ حديثك عن شذى بذليهما

واستروح النسماتِ من ذكرى الصبا
واستنطق التاريخ عن جُوديهما

واستجوب الأهلين والدار التي
كانت تضم على الهُدى نفسيهما

يا صاح فاعلم ، والحقيقة مُرة
كيلا تعذب بالجفا رُوحيهما

يا رب سامحْ مَن تجاوز واعتدى
واغفر لمن أبواه سيء إليهما

© 2024 - موقع الشعر