رسالة إلى دائنة - أحمد علي سليمان

هداديكِ يا هذه الدائنة
ورفقاً بنفسكِ يا ظاعنة

تجاوزتِ حتى بلغتِ الذرى
وأصبحتِ سبّابة راعنة

وكنا نظنكِ خير النسا
ولستِ بمحتالةٍ ماجنة

فخابت ظنونٌ ، وضلتْ رؤىً
فما أنتِ بالعفة الحاصنة

وما أنت أهلٌ لأمداحنا
وما أنتِ للسرّ بالصائنة

ولا أنت أختٌ تصون الإخا
وكيف تصون الإخا خائنة؟

وكم قلت عنا عتيّ الفِرى
وكِلتِ أكاذيبك الشائنة

ونحن البريئون من زيفها
ومن إفك خداعةٍ شافنة

سألناكِ رفقاً بأحوالنا
وقد صرت حقاً لنا دائنة

لقد خان تقديرُنا وعدَنا
ومرّتْ بنا أزمة طاحنة

ولسنا الأوائلَ في حالنا
ولسنا الأواخر يا طاعنة

ولم ننو إنكار ما عندنا
كما تفعل الأنفس الغابنة

هو الدَينُ يُحرجُ أهل التقى
ويمتحن الأنفس الشاحنة

وقد يستدير الزمان بنا
وتنقلب الصورة الحائنة

وتمسين مديونة للورى
ونشمت في النذلة الحاقنة

وإن الكريمة محبوبة
وليس يحب الورى الحاجنة

لماذا التجني على عِرضنا
بأقوال ممسكةٍ خازنة؟

لماذا افتريتِ علينا ، ولم
ترِقّي لأحوالنا الراهنة؟

لماذا طعنتِ أحاسيسنا
بلهجة مغرورةٍ شاطنة؟

أما كان أحرى بأن تصبري
إذا كنتِ واعية فاطنة؟

بحُمقكِ أهدرتِ ما بيننا
وتزوير كذابة آسنة

وذكراكِ ماتت ، فلا تفرحي
ولن تأبه النفسُ بالخامنة

وننساكِ أنت نسيتِ الوفا
وهيّجتِ ما تحمل الشاجنة

وأهلك بالأمر قد رحّبوا
وأمست علاقتنا عاطنة

وهُنا عليكِ ، وهم باركوا
وهل تصمد الصلة الهائنة؟

وكنا نراكم هنا أهلنا
وصحبتنا الفذة السادنة

ونفخر أنا التقينا بكم
فمرحى بعِشرتنا الحاسنة

ويغبطنا الكل من حولنا
فهل حسدتْ أنسَنا عائنة

سنشكوكِ لله يا فظة
على النيْل ثائرة ساكنة

وظاهرُ أمركِ يُزري بنا
ويعلم رب الورى باطنه

© 2024 - موقع الشعر