العلمُ أغلى من عطا السلطانِوالفقهُ يرجحُ أثقلَ الأثمانورأيت أهلَ العلم أقوى حجةوأجلّ في الإقناع والبرهانفالعلمُ يرفعُ أهله بين الورىويُعِز مَن يسعى له بتفانويُقِيم شأنَ مَن استقلّ سفينةويُزيل ما في النفس من مَيَلانويردّ ما في القلب مِن داعي الهوىويَزيد في الإسلام والإيمانويُحطم الشُبَه التي تُردي الفتىويَزيد في الإخلاص والإحسانويُخلد العلمُ الصحيح رُعاتهكيلا يُروا في عالم النسيانوثوابُ أصحاب العلوم مُضاعَفٌعند المليك الواحد الديانومكانة العلماء أسمى رتبةمِن كل ذي مال وذي سلطانتفنى الدراهمُ والذين بها ابتلواوالعلمُ ليس - مدى الزمان - بفانوالبأسُ يذهبُ ، والذين تجبّرواقطعاً ، ويبقى الوصفُ بالطغيانوعلى الذي قلتُ الشهودُ كثيرةبالحق ، لا بالزيف والبهتانأما إذا كان التعلمُ مَغنماًأو كي يُنال رضا ذوي التيجانأو كي يُطوّع - للطواغي - جُملةأو كي يُحرّف عن صريح معانأو كي يزخرفَ باطلاً متوقحاًدمغ الديار بسيئ العِصيانأو كي يقدم - للخنا - شرعيةقد رصّعتْ بزبالة الأذهانأو كي يكون - لمن تجبّر - خادماًشدتْ يداه بجُملة الأرسانفعلى العلوم من المليك سلامُهُوليستطلْ بالجهل كل جبانوليسعد المتعالمون على المدىولينعموا بالعز كل أوانولتنتصرْ - للجاهلية - جوقةصِنوان هم وأراذل الكهانولتعلُ راية مَن يريد ضلالةوليسمُ أهلُ السُوء والبُطلانإذ إن مَن يمنحْ يريدُ مقابلاًوالأمرُ مشتهرٌ بلا كتمانويباعُ بالدينار دينُ مَن ارتضىعيشاً بدون شريعة القرآنويتوه قومٌ عن شعائر دينهمويَمُجّ قومٌ سُنة العدنانويضيع مُستفتٍ يريد أدلةليُعضّد الإقناعَ بالرُجْحانويضل قومٌ كم يحبون الهدىلمّا ابتلوا بمُحرفٍ خوانوكأنما هو مسرحٌ لعرائستغتال فيه كرامة الإنسانأبطاله - بالدين - قد أكلوا ضحىًوتراقصوا طرباً بعذب أغانوخيوطه شدّتْ بأيدي مَن طغواوتسلحُوا بوساوس الشيطانوعرائسٌ أضحت تؤدي دَوْرهافي ذروة الإبداع والإتقانتأتي الذي الأسيادُ قد أمَروا بهوتفوقُ - في الترجيع - صدحَ قِيانولكل إيقاع تناغمُ طبلةٍولكل رقص فرقة وغوانولكل فن أهله ودعاتهولكل عطر جؤنة وقنانالعلم أغلى مِن تبذل مَن رضُوابالعيش وفق إرادة القرصانبالفلس باعوا دينهم كي ينعمواأتراهمُ وصلوا إلى النعمان؟قد أتقنوا التطويع يدمغ عيشهموتفننوا في الكيد والعدوانبدِلائهم أدلوا ببئر من افترىفاستدرجوا ، والماءُ كالفيضانحتى غدَوْا في دارنا ألعوبةتجترّ ما تلقيه من هَذيانوالسر حاجتها لظل وظيفةٍحتى تجنبها رهيبَ هوانإذ إنها لم تحترفْ من مهنةٍتنأى بها عن جوقة الذؤبانمَن يشترون الدين بالمال الذيهو جسرُهم - واللهِ - للنيرانمَن يشترون به الفتاوى عنوةكي يذهبوا بدعائم الأركانيغني الفتى عنهم تعلمُ مهنةٍتغنيه عن ذل وعن حِرمانيغني الفتى عنهم تكسّب قوتهبيدٍ - من الأعمال - جدّ تعانيعرقُ الجبين وكدّ يُمنى عاملوالمشيُ فوق الشوك والسَعدانومرارة - في العيش - تصعق مَن أبىذل الخضوع لعابدي الأوثانوشقاءُ دهر والتمرغ في الضناوعذابُ نفس في الحميم الآنيوبقاءُ جسم تحت مِطرقة الشقاودماءُ قلب من عتيّ طِعانولقاءُ أعداء بهيجاء الوغىبالسهم يُغرَسُ في الحَشا ، وسِنانوالموتُ أهون مِن تنازل مؤمنعن دينه في عالم الذوَبانباع الأئمة في المدائن ، واشتروْاوتنقلوا في الدور والبُلدانباعُوا البضائع ، لم يبيعوا دينهملم يفعلوا كالطغمة الرهبانباعُوا التمور لمن يُفضّل أكلهاوالبعضُ باع الرز بالأطنانوالبعضُ تاجر في الخِلال نقيةوالبعضُ في اللولو وفي المَرجانوالبعضُ باع مِن الطعام شهيّهونضيجه بالمال للجوعانوالبعضُ باع حليبه لمن اشتهىوالبعضُ باع الماء للظمآنوالبعضُ باع الزيت غضاً صافياًكالشمس إذا طلعت على الأكوانوالبعضُ - في البرقوق - تاجر قانعاًوالبعض في الدرّاق والرّمانوالبعضُ باع الخل في حانوتهليكون - بين الناس - غيرَ مُدانوالبعضُ تاجر في العلاج وفي الدواوالبعض باع لوازم الأكفانوالبعضُ باع - لجائع - أسماكهوالربح - بعد البيع - حقاً دانوالبعضُ تاجرَ - في المطايا - قانعاًكيلا يبيع شريعة المنانأضحى يُتاجر - في البهائم - عامداًوالربحُ خلف زرائب الحيوانوالبعضُ تاجرَ في الحُليّ تزخرفتْوتزينتْ بزمرّدٍ وجُمانوالبعضُ تاجرَ في الجواهر ، صاغهافلها بريقُ سبائكِ العقيانوالبعضُ تاجرَ - في اللآلئ - يُتمَتْواستأثرتْ بمباهج الألوانوالبعضُ تاجرَ - في المزارع - أينعتْواستبشرتْ بالماء في الوُديانوالبعضُ باع البُرّ رغم سُمُوّهوتراه يُثقل كِفة الميزانوالبعضُ باع القطن أبيض ناصعاًمَن في اكتساب المال كالقطان؟والبعضُ باع التبن طيلة عمرهحتى يرى التسمين في القطعانوالبعضُ باع الحَب طعمة داجنلفلانةٍ في السوق ، أو لفلانوالبعضُ باع التمر يكفي أهلهجودَ الأقارب ، أو عطا الإخوانوالبعضُ نجادين عاشوا في الورىلأرائكِ الأشراف والعِرسانوالبعضُ باع بذورَه لمُزارعوالبعض باع علائفَ الحيوانوالبعضُ سمسر كي يُحصِّل قوتهشهماً ، بلا لفٍ ولا دورانوالبعضُ تاجر - في القماش - تعففاًعن سؤل أهل المُلك والديوانوالبعضُ خاط الثوبَ ينشدُ أجرهولزوجه كم خاط من فستانوالبعضُ قد طحن الغِلال لراغبورفاقه نادَوْه بالطحّانوالبعضُ يلعب بالديوكِ ، يبيعُهامن قبل أن تشتط في الطيرانوالبعضُ باع السمنَ تطلبُه النساولذاك نوديَ بالفتى السمَّانوالبعضُ قصّابون دون تذمّرواللحمُ بالأكوام في الدكانوالبعضُ خفافون في حانوتهموتراه - بين الناس - غيرَ مُهانوالبعضُ قد تخِذ الكتابة مَغنماًككتابة الأسفار والقرآنوالبعضُ ورّاقين قد عملوا ، لذاأثرَوْا كتابة كل ذي تبيانوالبعضُ باعَ العِطر فوّاح الشذىكالفل والكافور والرّيحانوالبعضُ سرّاجين قد عملوا ، لذاحَذقوا صناعة سِرج كل حصانوالبعضُ في صُنع الزجاج تخصّصواوتفننوا في صُنع خير دِنانمن ذا يباري مثل هذي صنعة؟أرأيت - بين الناس - كالدّنان؟والبعضُ أبّارين قد عملوا ، فلميحظوا بسخرية أو استهجانوالبعضُ في نار الحِدادة أحرِقواوزفيرُهم - في الجوّ - بعضُ دخانوالبعضُ قد حمَلوا بأجر للورىوكأنهم من جملة العُبدانوالبعض - بالطين المعالج - كم بنىوذووهُ قد عرفوه بالطيّانشاد البناءَ بطِينه وجريدِهوالسقفُ غطى عاليَ الجدارانوالطينُ في يده يُعالجُ وحدهبعضَ الشقوق بشاهق البُنيانحتى إذا فرغ استعان بخِلهِوصديقه المستعففِ الدهّانخلان: هذا في البناية جهبذوخليله - في صبغه - مُتفانوالبعضُ باع الناسَ أنقى سُكّروالوزنُ ما بالوزن من نقصانوالبعضُ باع الزعفرانَ مُعتقاًوشذاه يُذهبُ وطأة الغثيانوالبعضُ باع جماله ونِياقهوالكسبُ - جُل الكسب - في البعرانوالبعضُ باع الجائعين سَوِيقهإن السَويق خميرة الأبدانوالبعضُ في صُنع السفائن شغلهوالبعضُ - في الأسواق - قافلانيوالبعضُ يمّم - للصرافة - وجههونصيبه - مِن ألفه - مئتانوالبعضُ قد صاغ الخواتم تزدهيحتى تناسبَ نهمة النسوانوالبعضُ ينشد ضالة بدُرَيهمنادى ، وأعلم غالبَ السكانوهناك إسكافيّ قوم قد غداوجلودُه شُدّتْ على السِندانوهناك مِرِّيسيُّ عقد حبلهليكون للبعران خيرَ عنانأو كي يجُرّ سفينة مِن بحرهاوالفلكُ تهوى عاتيَ الأشطانوهناك صفار كأن قدورَهذهبٌ يرصّعُه سنا العِقيانوهناك صانعُ مفرش وطنافسمَن ذا يُقدِّر صنعة البُورانيوهناك طبّاعٌ يُحِدّ سُيوفهورماحُه قد زوّدتْ بسنانوهناك كحّالٌ يُعالجُ مُرمِداًما المرء إما غارت العينان؟وهناك سِمسار توسّط باذلاًكل الجهود وجَذوة العِرفانويريد للكل المكاسبَ جمّةكيلا يبوءَ البيعُ بالخسرانعلماؤنا جعلوا العلومَ رسالةلا حيلة للكسب والنعمانعلماؤنا لرضا المليك تعلمواوتفقهوا فيهِ لنيل جنانعلماؤنا لمَّا يبيعوا دينهمإذ بيعُه صدقاً من الكفرانعلماؤنا عزوا بأعمال لهمأغنتهُمُ عن قهر ذي السلطان
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.