أريج الذكريات! - أحمد علي سليمان

غريبٌ زادُه الحمدْ
وقد أودى به الزهدْ

ويبكي فرقة الخِلْ
ويشكو حُرقة البُعد

يعاني من أسى الحزنْ
ويرجو لحظة السعد

يحب الخير ، والبرْ
وما من خيره بُد

غريبٌ يبذل النفعْ
عطاءٌ ما له حد

أتى للبذل ، لا غيرْ
يريد النصر من غد

ولم يشبع من الزادْ
حياة كلها كد

قد استغنى عن القومْ
ولم يَمدُد لهم يد

وجمع يتقن الجهلْ
ورهط يتقن الصد

يرد الحق بالسوط
ويغشى باللظى الخد

عذابٌ كله العيشْ
وصقعٌ ظالم الحقد

وأرض ما لها جيلْ
شديد القصف كالرعد

يرد المارق الفظ
ويمحو صولة الجحد

ويعطي النفس والدمْ
ويهوى ثورة الأسْد

فلم يرعبه من صوتْ
ويرجو ضمّة اللحد

ولكنْ جيلها الوهمْ
شبابٌ ما له مجد

يداري خيبة العمرْ
يحب الطيش عن عمد

ويهوى سقطة الظل
كثير الشكل والعد

له - في الشهوة - السبق
جوادٌ إن رأى النهد

ويعوي إن رأى العُري
أسيرُ الشعر والقد

وقيسٌ إن رأى الطيفْ
ويشدو إن رأى (هند)

ويحبو إن دنا العشقْ
كطفل بات في المَهد

ويرغو إن رأى الفلمْ
له الأفلام كالشهد

ويشدو في دجى الفسقْ
وإن الفسق للوأد

شبابٌ أكثر السكْر
وخان العهد والوعد

أسيفُ الصوت إن قالْ
رقيعُ الفعل كالقرد

غريبٌ يطرق البابْ
ويدعو القوم للرشد

يزكيهم بما كانْ
من الأقوال والعهد

له - في الحق - صولاتْ
يُجيد الصدع والذود

وقومٌ أشهروا السيف
وقالوا: كيف يا وغد

فعانى غربة الهدي
وقاسى وطأة النقد

ونادى ربه الحق
وجلى دمعة الحمد

© 2024 - موقع الشعر