أخي في القدس - شريفة السيد

أخي في القدس
أخي في القدس لا ترحل

تَشَبَّثْ وامسِك الأرضَا
وكُنْ لو قيَّدوكَ مُدًى

تجزُّ القيدَ لا ترضَى
ونسرًا في سماء الحق

فوق القهر مُنقضَّا
بأسنانٍ مُدَّببةٍ

تعضُّ قلوبهم عضَّا
وكُنْ في ظلمة الأيامِ

ومضًا عانقَ الومضا
***

وخُضْ بحرًا إذا زجُّوكَ
فيه واصل الخوضَا

وكُنْ سيلاً من النيرانِ
كمْ جاء الرَّدى فيضا

وبركانًا يُشتِّتُهُمْ
وينشُرُ فيهم الفوضى

ترابُ الأرض صاحَ الآنَ
كيف نبدِّدُ العِرضا

أخي في القدس لا ترحلْ
تشَّبثْ وامسِك الأرضا

* * *
أخي يا ثورةً أقوى

من الطوفان والنارِ
ملأتَ قلوبهم رُعبًا

لأنَّكَ فيضُ إعصارِ
جَسورًا دون أسلحةٍ

وعندكَ بعضُ أحجارِ
وفي عينيك شيءٌ ما

يصيحُ بكلِّ إصرارِ
أنا للأرضِ، أرضي لي

سيبقى فوقها داري
* * *

وطفلي لستُ أبكيهِ
سآخذ منهمو ثاري

ولوْ مِنْ حقدهم قتلوكَ
غَدرًا دون إنذار

يناديك الثرَى أهلاً
وسهلاً ابنُ ثوَّاري

تشبَّثْ بالثرى إنَّ
الشهيدَ نزيلُ أبرارِ

فينطقُ كلُّ مَنْ في الأرضِ:
حرٌ وابنُ أحرارِ

* * *
أخي يا دمعةً نزلتْ

على قلبي فهزَّتهُ
ومرَّتْ في هدوءِ النور

بالأقصَى فأبكتهُ
وللوطن الكبير أتتْ

وبالأطفال أهدتهُ
وراحتْ عند بيتِ اللهِ

عاجزةً وحيَّتهُ
وعندَ رسولنا وقفتْ

بحِمْلٍ ثم ألقتهُ
وعادتْ تُشْهِدُ الدنيا

على خُزنٍ تبنَّتهُ
* * *

أخي لا تبتئسْ واصمدْ
فأنتَ ببسمةٍ أَحرَى

جراحُكَ إذ غدتْ كُبرَى
جراحي لمْ تكن صُغرَى

وعينُ حَبيبِكَ المذبوحِ
إنِّي أحملُ البُشرَى

سيمضِي القهرُ خزيانًا
ولنْ يلقَى له مَسْرَى

سيفنَى يهودُ إسرائيل
أنت بضعفهم أدرَى

* * *
أخي كَفكِفْ دموعَ اليأْسِ

عُدْ للعُشِّ مُنتصرا
ومهما طال بطشُهمُ

فلنْ ألقاكَ مُنكسرا
إذا انتحر النهارُ فَثِقْ

سيرجع مرَّةً أُخرى
يؤذِّن فجرَه الأقصَى

تحلِّقُ حولَه "العَذرا"
أخي في القدس لا ترحلْ

وصبرًا كيْ ترَى صبرا
* * *

شعر / شريفة السيد
من ديواني ( الجرح العربي ) طبعة دار النشر الإلكتروني / كتب عربية

مع أجمل وأرق أمنياتي
شريفةالسيد

© 2024 - موقع الشعر