سادة وعبيد

لـ محمد زيدان شاكر، ، في الحكمه والنصح، 16، آخر تحديث

سادة وعبيد - محمد زيدان شاكر

ما القومُ إلا سادةٌ وعبيدُ
يا صاحِ قُلْ لي ماتُراكَ تُجيدُ

ألديك مِنْ قَبَسِ الأبيِّ وَميضَهُ
تمشي كأنَّكَ للسماءِ وليدُ

وتقولُ قولَ الحقِّ دونَ تَزَلُّفٍ
ما خِفْتَ مِنْ صَلَفٍ ولستَ تَحيدُ

ترمي بِنَفسِكَ لو دَعَتْكَ مُلِمَّةٌ
وتَقولُ إنِّي للصِّعابِ أُريدُ

وأكادُ مِنْ عَزْمٍ أُلامِسُ كوكبًا
وأكادُ إنْ أعدو البلادُ تَميدُ

وأكادُ مِنْ فَرطِ الخَيالِ مُحلِّقًا
ويكادُ مِنْ شغفي الوجودُ يَزيدُ

يا صاحِ ليسَ العَبدُ مَنْ وهِبَ القوى
أو سيِّدٌ ذَهَبٌ له وعَديدُ

ما كان عنترةٌ بعبدٍ حينما
شقَّ الصفوفَ ضَعيفُها وشَديدُ

قد جالَ في الأعداءِ حُرًّا تتقي
منهُ الفوارسُ ثُلَّةٌ ووحيدُ

ساداتُهمْ مُتَقَهْقِرٌ أو مُدبِرٌ
فُرسانُهُمْ مُتَخاذِلٌ و شَريدُ

أو سلْ بلالًا إنْ تشاءُ وياسرًا
عن حَرِّ مكةَ صخرُها وحَديدُ

هل من لظًى باؤا بكُفْرٍ حينَها
واللحمُ يُكوى والعظامُ صَديدُ

ما كانتِ الرَّمضاءُ إلا جُنَّةً
ولَهيبُها بَرْدٌ لهُمْ وجَليدُ

يا صاحِ إنَّ الحُرَّ يمضي للردى
والروح تَضحكُ والفؤادُ سعيدُ

لو كانَ في ثغرِ المنيَّةِ مَجْدُهُ
لسعى إليهِ وما تَراهُ يَحيدُ

أو كانَ في قَعْرِ المُحيط أتى بهِ
أو كان في أعلى السماء يُعيدُ

يا صاحِ إنّي في القيودِ مُصَفَّدٌ
أهُناكَ مَنْ فكَّ القيودِ يُجيدُ

إنّي أتوقُ لكلِّ حُرٍّ سيِّدٍ
هُوَ مُلْهَمٌ في النّائِباتِ رَشيدُ

© 2024 - موقع الشعر