شُجُونُ الْقَلْبِ تَحْكِي الْيَوْمَ مَا قَدْ بَاتَ يُؤْذِينَامِنِ الْأَتْرَاحِ وَالْآلامِ حَتَّى صَارَ يُدْمِينَافَلاحَتْ فُرْصَةُ الْعُمْرِ الَّتِي تُحْيي أَمَانِينَاوَجَاءَتْ مِنْحَةُ الرَّحْمَنِ فِي حَجٍّ يُوَافِينَاوَنَادَى إِخْوَتِي هَيَّاوَقَدْ حَلَّتْ بِوَادِينَاتَبَاشِيرٌ مِنَ الْأرْوَاحِ بِالْأَفْرَاحِ تُهْدِينَاتَعَاهَدْنَا عَلَى خَيْرٍبِلَا ضَعْفٍ يُوَاتِينَاتَسَابَقْنَا إِلَى بِرٍّوَنَخْشَى الْهَمَّ يُثْنِينَافَيَا رَبِّي أَتَيْنَا كُلُّنَا شَوْقٌ مُلَبِّينَاوَنَرْجُو مِنْكَ غُفْرَانًافَقَدْ جِئْنَا مُنِيبِينَاوَرَاحَ الْمَرْكَبُ الْبَرِّيُّيَطْوِي مِنْ لَيَالِينَاوَأَحْرَمْنَا مِنَ الْمِيقَاتِ إِحْرَامَ الْمُطِيعِينَانَوَيْنَا الْحَجَّ فِي عَزْمٍوَعَانَقْنَا مَرَامِينَاوَهَذَا شَوْقُنَا لَبَّىحَنِينًا مِنْ مُحِبِّينَاوَفِي أَجْوَاءِ فَضْلِ اللَّهِ هَذَا الصَّوْتُ يُشْجِينَاوَيَا بُشْرَى وَصَلْنَا الْبَيْتَ نَادَانَا مُنَادِينَانَطُوفُ الْبَيْتَ يَا صَحْبِيوَنُمْسِي فِي تَلَاقِينَافَذَا يَومٌ هُوَ الثَّامِنْحَدَا بِالْخَيْرِ حَادِينَاوَحَوْلَ الْكَعْبَةِ الْغَرَّاءِ شَاهَدْنَا الْمَلَايِينَاوَطُفْنَا حَوْلَهَا سَبْعًاوَنَرْجُو الْعَفْوَ يَحْوِينَاوَفِيهاِ خَيْرُ أَحْجَارٍرَأَتْ عَيْنِي بَرَاهِينَاوَقَفْنَا بَعْدَ تَطْوَافٍلِهَادِينَا مُصَلِّينَاأَتَى سَعَيٌ وَفِي طِيَّاتِهِ ذِكْرًى تُزَكِينَاوَفِي يَوْمٍ هُوَ التَّاسِعْوَرَبُّ الْعَرْشِ رَاعِينَاأَتَيْنَا مِنْ "مِنَى" نَمْشِيوَرَبُّ الْخَلْقِ يَهْدِينَاوَهَا قَدْ عَرَّفَ الْحُجَّاجُ فِي أَرْضٍ تُنَادِينَاسَمِعْنَا خُطْبَةً عَصْمَاءَ تُعْلِي الْحَقَّ وَالدِّينَاوَمِنْ حَرٍّ أَتَتْ حُمَّىوَعَفْوُ اللهِ يَحْمِينَاوَكَمْ مِنْ ظَالِمٍ يَطْغَىوَمَا هَذَا بِأَيْدِينَافَجَاءَ التِّيهُ فِي حِينٍغَدَا صَحْبِي بَعِيدِينَاوَمَاجَ النَّاسُ مِنْ حَوْلِيوَمَا أَدْرِي نَوَاحِينَاوَخَارَ الْعَزْمُ يَا وَيْحِيفَمَنْ ذَا بَعْدُ يُدْنِينَا؟فَدَبَّ الْيَأْسُ فِي قَلْبِيأَحَاطَتْ بِي دَيَاجِينَافَلَاحَ الْخَيْرُ قَدْ أَبْصَرْتُ بَعْضَ الصَّحْبِ مَاشِينَاتَلَاقَيْنَا بِلَا وَعْدٍوَرَبُّ العَرْشِ هَادِينَاوَلَيْسَ الْوُدُّ فِي قَوْلٍوَذِي الْأَحْدَاثُ تُنْبِينَاتَخَلَّى الصَّحْبُ عَنْ حَالِيفَقَدْ صَارُوا غَرِيبِينَاسِوَى قَلْبٍ بِكُلِّ الْحَزْمِ مِنْ ضَعْفٍ يُقَوِّينَابِعَزْمِ الصِّدْقِ أَدْعُو الْحَقَّفَلْيَحْفَظْكَ "شَاهِينَا"وَفِي يَوْمٍ هُوَ الْعَاشِرْتُرَقِّينَا مَسَاعِينَاتَحَلَّلْنَا مِنَ الْإِحْرَامِ فِي حَلْقٍ مُجِدِّينَاجَمَعْنَا مِنْ جَمَارِ الرَّمْيِ كَيْ نَرْمِي شَيَاطِينَامَعَ التَّكْبِيرِ فِي رَمْيٍوَبُعْدًا عَنْ مُغَالِينَامِنَ الصُّغْرَى كَذَا الْوُسْطَىإِلَى الكُبْرَى مُوَالِينَاوَبِتْنَا فِي "مِنَى" ذِكْرًاوَفَضْلُ اللهِ يُغْرِينَاوَفِي أَيَّامِ تَشْرِيقٍفَلَا نَنْسَى أَهَالِينَاوَمِنْ قَلْبِي بِكُلِّ الْحُبِّنُهْدِيهِمْ رَيَاحِينَاوَذِكْرُ اللهِ نِعْمَ الزَّادُ نَرْجُو أَنْ يُجَازِينَاوَسُقْيَا "زَمْزَمٍ" نَبْعٌمِنَ الرَّحْمَنِ يَرْوِينَاوَمِنْ أَمْرَاضِنَا حَقًّابِإِذْنِ اللهِ تَشْفِينَافَكُلُّ الْفَضْلِ مِنْ رَبِّيوَهَذَا الْفَضْلُ يَكْفِينَاوَطُفْنَا يَوْمَ وَدَّعْنَاكَ يَا بَيْتٌ تُنَاجِينَاأَحَاسِيسٌ مِنَ الْأَشْوَاقِ سَاقَتْهَا قَوَافِينَاوَأُلْقِي الطَّرْفَ مِنْ حَوْلِيفَأَرْنُو النَّاسَ بَاكِينَايَفِيضُ الدَّمْعُ مِنْ وَجْدٍوَفِي عَوْدٍ أَمَانِينَاتَجَمَّعْنَا عَلَى وَعْدٍوَبَعْضُ الصَّحْبِ يُضْنِينَاوَهَذِي غَايَةُ الْأَحْزَانِ سَالَتْ مِنْ مَآقِنَياسَجَايَا الصَّحْبِ قَدْ هَاجَتْوَمَنْ يَدْرِي مَآسِينَا؟نَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْ سُوءٍفَهَلْ يُجْدِي تَعَامِينَا؟أَتَى مَكْرٌ يَسُوقُ الْوَعْظَ فِي ثَوْبِ الْبَرِيئِينَاوَذُو الْوَجْهَيْنِ فِي نُصْحٍكَمَا الْحِرْبَاءِ تَلْوِينَانِسَاءٌ لَمْ يَذُقْنَ النَّوْمَ فَلْنُخْلِ الْمَيَادِينَافَلَبَّى الصَّحْبُ فِي رِفْقٍخَلَا بَعْضِ الْمُصَابِينَاأَتَيْنَا مَسْجِدًا نَحْبُووَنَامَ الْجَمْعُ رَاضِينَاعَلَتْ صَيْحَاتُ إِخْوَانِيطِبَاعُ الصَّحْبِ تُؤْذِينَاسِبَابٌ ثُمَّ قَذْفٌ مَنْمِنَ الْخِلَّانِ يُنْجِينَا؟وَيَأْبَى الْحِقْدُ أَنْ يُصْغِيفَبِئْسَ الْفِعْلُ يُزْرِينَافَصَبْرًا يَا أُولِي عَزْمٍفَقُبْحُ الْفِعْلِ يُرْدينَاوَمَهْلًا يَا ذَوِي فَهْمٍعُيُونُ النَّاسِ تَرْمِينَاوَجَاءَ الرُّشْدُ مِنْ رَبِّيفَلَمْ يُسْمَعْ لِهَادِينَاهَلِ الْإِحْرَامُ فِي قَوْلٍوَسُوءُ الظَّنِّ يُشْقِينَا؟هَلِ الْإِحْرَامُ فِي صُلْحٍوَذَاكَ الْحِقْدُ يُفْنِينَا؟هَلِ الْإِحْرَامُ فِي لُبْسٍوَلَمْ نَغْسِلْ مَعَاصِينَا؟فَرُدُّوا السُّوءَ بِالْحُسْنَىفَذَا سَمْتُ الْمُجِيبِنَاوَتُوبُوا مِنْ قَبِيحِ الْفِعْلِ مَا يُجْدِي تَجَافِينَاوَهَيَّا هَدِّمُوا الْهُجْرَانَ وَابْنُوا مِنْ تَصَافِينَافَمَا لَانَتْ قُلُوبٌ بَلْأَصَرَّتْ أَنْ تُعَادِينَاوَقَدْ عُدْنَا وَبِئْسَ العَوْدُ فِي عَينِي مَآسِينَاوَجَاءَ الْقُرْبُ مِنْ صَحْبٍتُهَنِّينَا مَسَاعِينَاوَحَانَتْ لَحْظَةُ اللُّقْيَاوَذِي الْأَحْضَانُ تُؤْوِينَاوَقَالَ الصَّحْبُ: قَدْ عُدتُّمْفَعَادَتْ بَسْمَةٌ فِينَاوَيَا أَهْلًا بِكُلِّ الْبِشْرِ قَدْ ضَاءَتْ نَوَادِينَابِكُلِّ الْحُبِّ قَدْ قَالُوا:لَكُمْ مِنِّا تَهَانِينَابِغُفْرَانٍ مِنَ الرَّحْمَنِ ذَا وَعْدُ النَّبِيِّينَاوَكَالْمَوْلُودِ قَدْ عُدتُّمْوَقَدْ طِبْتُمْ مُؤَدِّينَافَصَاحَ الْقَلْبُ: مَا أَدْرِيأَيُرْضِيكُمْ وَيُرْضِينَا؟مِنَ الْخِلَّانِ فِي حَجٍّأَتَوْا عَصْيَانَ بَارِينَا؟فَكَمْ فِي رِحْلَتِي هَذِيمِنَ الْآلامِ تَسْقِينَاوَكَمْ سُقْمٍ مَضَى نَحْوِيفَلَمْ أَسْمَعْ مُوَاسِينَاوَكَمْ هَمٍّ قَضَى نَحْبِيفَلَمْ أُبْصِرْ مُعِينِنَاوَكَمْ وَهْمٍ بَدَا مِنَّافَلَمْ نُعْلِنْ تَفَادِينَاوَكَمْ سَهْمٍ أَصَابَ الْقَلْبَ لَمْ أَلْحَظْ تَفَانِينَافَنَالَ الْحُزْنُ مِنْ قَلْبِيفَبِئْسَ الْحَالُ مَاضِينَافَهَذِي قِصَّتِي فِي الْحَجِّإِنْ كُنْتُمْ مُهَنِّينَافَقَالَ الصَّحْبُ فِي رِفْقٍ:دَعِ الْأَيَّامَ تُنْسِينَارَفِيقُ الدَّرْبِ قَبْلَ الدَّرْبِ يَا صَحْبِي يُوَاسِينَابِشُؤْمِ الذَّنْبِ مَا عِشْنَابِلَا تَوْبٍ غَرِيقِينَاوَمَنْ مِنَّا بِلَا ذَنْبٍوَإِنْ كُنَّا حَرِيصِينَا؟وَرَبُّ الخَلْقِ ذُو عَفْوٍبِالِاسْتِغْفَارِ يُوصِينَاشعر/ أشرف السيد الصباغ
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.